فتح الله كولن حكيم الفكر الإسلامي المعاصر

يمتلك الإسلام قوة ذاتية، لكونه الدين العالمي الخالد، مكَّنته هذه القوة من التمدّد والانتشار حتى في أحلك الظروف، فلم يشهد تاريخ الأديان والثقافات أن تقوم أمّة غالبة باتّباع دين وثقافة الأمّة المغلوبة إلا في تاريخ هذا الإسلام العظيم، كما وقع للمغول الذين غزوا بلاد المسلمين وهزموهم عسكريًّا، لكن الإسلام تَمكَّن من قلوبهم، فعادوا مسلمين.

هذه القوة الذاتية نابعة من طبيعة هذا الدين العظيم الذي يلبّي حاجات الإنسان المادية ويستوعب أشواقه الروحية، وتنفتح له أبواب العقول والقلوب للولوج إلى مملكته بسلاسة ويسر، بل بعشق وهيام.

ووهب الله هذا الدين عددًا من المنح الربانية، ومنها منحة التجديد الدوري التي يتولاّها رجال ربّانيون، اعتصموا بحبل الله المتين، وارتفعوا بإيمانهم في سماوات المجد ومجرات الفاعلية، حتى صاروا نُجُمًا تُطاول الشمس، وقناديل تبدد ظلمات الحيرة وحوالك الليالي السود.

 نجح كولن في إعادة الروح إلى العقل الإسلامي، وتمكّن من روْحَنَة العقل وعقْلَنَة الروح.

ولد محمد فتح الله كولن لأسرة محافظة فقد كانت أمه “رفيعة هانم” من أصلح النساء في تركيا المعاصرة، إذ عُرفت بالأخلاق الحسنة واشتهرت بإيمانها العميق وتدينها المتعدي بالخير إلى نساء قريتها، سواء كان الخير المادي أم المعنوي.

نجمان في وطن واحد

تركيا بلد إسلامي لعب دورًا محوريًّا في تاريخ العالم عامّة وتاريخ المسلمين خاصة.. هذا البلد تَعرَّضَ منذ نهاية القرن التاسع عشر لرياح الخماسين وأعاصير السموم، وإذا كان العرب قد قالوا “إنّ بيت الأسد لا يخلو من العظام!”، فإن الوطن التركي رغم العقود العجاف التي عاشها، إلا أن أرضه شهدت خلال هذا العصر ولادة نجْمَين من نجوم الفكر الإسلامي الوسطي العظيم، فساهما في إنارة الكثير من الدروب الحالكة، وهداية جمٍّ غفير من الحيارى والتائهين.

الأول: وُلد عام 1293هـ/ 1873م في قرية نورس في شرق تركيا، وهو سعيد النورسي الذي أصبح أعجوبة زمانه، حتى تَظَافَرَ الناسُ على تلقيبه بـ”بديع الزمان” ليطغى هذا اللقب على اسمه الحقيقي.

وكانت حركة هذا النجم النورسي عظيمة على كل الصعد، وإنجازاته لا يكاد يأتي عليها الحصر، لكن أجلّ الخدمات التي قدّمها لأمّته كانت “رسائل النور” التي مثلت قراءة عصرية للقرآن الكريم، حيث تعامل مع القرآن كأنه يتنزّل في هذا العصر، مما أدّى إلى إشاعة النور في كل زوايا تركيا، وليساعدها ذلك في الخروج من النفق المظلم وجُحْر التقليد الحضاري المقيت.

 لم يتحَوْصَل فتح الله ولم يتقوقع، بل انفتح وغربل.. اقتبس و”فَلْتَرَ”.. رفض وقَبل.

الثاني: فتح الله كولن الذي وُلد في 11نوفمبر 1938م في شمال شرق هضبة الأناضول التركية، ليصبح الوارث الروحي للنورسي وحكيم الفكر الإسلامي المعاصر.

الطريق إلى الحكمة

كان فتْح الله صاحب همّة كبيرة، فقد حفظ القرآن الكريم وتعلّم اللغة العربية واللغة الفارسية على يد والده رامِز أفَنْدي منذ وقت مبكّر، وبدأت صلته الروحية بهذا الدين قبل وصوله إلى مرحلة البلوغ، إذ ما تعلَّم العربية إلا لأنّها لغة القرآن الكريم ووعاء التراث الإسلامي، وما تعلم الفارسية إلا لأنّها واحدة من أهمّ أوعية العلوم الإسلامية طيلة قرون من العطاء المعرفي المبارك.

وكعادة المميّزين من الجهابذة والنوابغ، فإنّ فتح الله اتصل بعلماء منطقته لينهل من جداولهم ويساعدوه على إيجاد البنيّة المعرفية المتكاملة في ذاته التائقة إلى العطاء والخدمة والتجديد، فأخذ عنهم علوم الفقه والتفسير والحديث والأصول والنحو والبلاغة، وكذا مقارنة الأديان.

“رسائل النور” تمثل قراءة عصرية للقرآن الكريم، حيث تتعامل مع القرآن الكريم كأنه يتنزّل في هذا العصر.

وتبدو الذاتية بادية للعيان في تكوين هذا المفكر الحكيم، فقد درس “رسائل النور” للإمام النورسي، ورغم إعجابه الشديد بها، إلا أنه لم يحاول أن يكون نسخة أخرى من أستاذه، ولم ينغلق على أفكاره، بل انفتح على كل تيّارات التجديد والإصلاح في العالم الإسلامي، قارئًا لها، وآخذًا منها كل ما يرى أنه مفيد لبناء مشروع النهوض الجديد في ظل الظروف التركية الخاصة والمتغيرات العالمية المتسارعة.

ولم يكتف بأن يَعُبَّ من كل التيارات الإسلامية، بل انفتح على الثقافة الغربية بعقله المنهجي والقابض باقتدار على غرْبال الحكمة، حيث اقتبس كل ما بدا له مفيدًا، وفقًا لمعرفته الواسعة بمقاصد الإسلام وحقائق الواقع، فكان فقيهًا وحكيمًا حتى وهو ينْهَلُ ويَعُبّ، لأنه جمع بين فقه الواجب وفقه الواقع.

كان فتح الله صاحب همة كبيرة، فقد حفظ القرآن الكريم وتعلم اللغة العربية واللغة الفارسية على يد والده رامز أفندي منذ وقت مبكر.

لم يتحَوْصَل فتح الله ولم يتقوقع، بل انفتح وغربل.. اقتبس و”فَلْتَرَ”.. رفض وقَبل، ولا شك أنه كان ممن أحسنوا تمثُّل قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ﴾(الزمر:18)، ومن المؤكد أنه جسَّد باقتدار المقولة الذهبية للمصطفى محمد -صلى الله عليه وسلم: “الحكمة ضالّة المؤمن أنّى وجدها فهو أحقّ الناس بها” (رواه الترمذي وابن ماجه).

الحكيم الربّان

في عام 1960 م ترجَّل بديع الزمان النورسي عن فرسه الدنيوية ليلتحق بالرّفيق الأعلى عز وجل.. ومثل كثير من الدعوات التي كان روّادها أصحاب شخصيات “كاريزمية” آسرة، فقد بدا بأن التيار النورسي انكفأ على ذاته، منشغلاً بشخصية المؤسِّس وأفكاره أكثر من انشغاله بمنهج هذا المصلح وأهدافه، مما أظهر للعيان مساحات فارغة في جُدُر هذه الدعوة العظيمة، لاعتقاد مجاميع من هذا التيار أن الوفاء للشيخ يقتضي مثل هذا الأمر.

في هذه الأثناء كان فتح الله قد دَلَفَ إلى العقد الثالث من عمره، حيث عمل إمامًا لأحد المساجد في مدينة أَدِرْنَة، متأمّلاً في آيات الأنفس والآفاق، سابحًا في أجواء من الزهد والتسامي، ومنشغلاً برياضة النفس وترويضها، مع استغراق عميق وواسع في القراءة الموسوعية التي لا تستثني أيّ حقل من حقول المعرفة النافعة.

بدأت صلة كولن الروحية بهذا الدين حتى قبل وصوله إلى مرحلة البلوغ، إذ ما تعلم العربية إلا لأنها لغة القرآن الكريم والتراث الإسلامي.

وبعد عامَين ونصف من الإمامة في أحد مساجد أَدِرْنَة، انتقل إلى مدينة إِزْمِير في الغرب التركي، وهي من أهمّ معاقل العلْمانية والتغريب في البلد، وعمل فيها مدرّسًا في مدرسة لتحفيظ القرآن، ثم عمل واعظًا متجوّلاً، فبدأت شمسُه بـ”الشروق” من “غرب” تركيا، لكنه صار شمسًا متحرّكة سَبَحَت في كل أنحاء هذا القطر المترامي الأطراف.

ويبدو أن إقامة فتح الله في هذه المدينة، وتنقّله بين القرى والمدن، أشعره بفقدان المجتمع التركي لبديع الزمان النورسي، فنهض بقوة ليقوم بالواجب، ولكن من خلال عقله الذي تعبَّده الله به، مع استيعاب كافة المتغيّرات التي كانت تتسارع في هذا البلد، العظيم بأهله، العبقري بجغرافيته، العريق بتاريخه وتراثه.

حكمة كولن في الموازنة بين العقل والروح

نتيجة الجَزْر الحضاري والتخلّف الثقافي اللذين كانت تركيا -كبلْدان المسلمين الأخرى- ترزح تحت وطأتهما، حدث شرخ في ذات الأمة بين العقل والروح، مما أوجد انفصامًا بين عالم الغيب وعالم الشهادة، وأظهر تناقضًا بين الأفكار والمشاعر، حتى بدا الإسلام في شعور كثير من المسلمين وسلوكياتهم كأنه دين “لاهوتيٌّ” لا علاقة له بعمارة الحياة.

نجح كولن في إعادة الروح إلى العقل الإسلامي، وتمكّن من روْحَنَة العقل وعقْلَنَة الروح، بحيث أعاد طاقتَيهما إلى دائرة “التكامل” بعد أن انزلق بها التخلف إلى دائرة “التآكل”، فكانت الثمرة غثائيةً مرّغتْ وجه الأمّة في أوحال الهزائم والمذلّات.

لم يبقَ كولن مفكّرًا فرديًّا كحال أكثر المفكّرين، ولم يكتف بأن يكون داعية محاطًا بعدد من المعجبين والمنفعلين، بل صار بتوفيق الله ثم بعبقريته تيارًا عظيمًا داخل تركيا وخارجها

ولأن مشاريعنا هي انعكاس لشخصياتنا، فأول ما ظهر هذا الدمج في شخصية كولن نفسه، فقد امتلك عددًا من “الموازين” الدقيقة بين مكوني الفاعلية الفردية والاجتماعية، حيث جمع بين “استنارة” المفكر و”حرارة” الداعية، وجمع بين “بصر” العقل و”بصيرة” القلب.

وبهذه المساوقة الدقيقة، امتلك هذا الرجل “فكر الإرادة” و”فعل الإدارة”، فكان في كليهما سديدًا ورشيدًا، وكلّما ضيّق المسافة بين العقل والقلب ازداد “ولوجًا” إلى عالم الإنسان، حيث حقوق الناس، ليزداد “عروجًا” في سماوات الله، لأن الله يوجد حيث البطون الجائعة والأكباد الظامئة والأجسام العليلة والأبدان العارية!

إنه مفكر عملاق وداعية عظيم، في إهاب شخص واحد متوسط الحجم، لكنه بهذا الدمج الدقيق أشاع أجواءً من المشاعر الروحية، وصنع مساحات من الأفكار، وهو في كل الأحوال لا يمل من استثارة الأفكار واستجاشة العواطف، في سياق استفزاز الأمّة للحركة والنهوض، والدفع بها من أجل العودة إلى متْن الزمن الأبيض.

إن شفافية روحه جعلته بكّاءً، حتى لقَّبه بعضُ محبيه بـ”النّاي” لكثرة معزوفاته البكائية، لكنه ليس البكاء على الأطلال، بل البكاء الذي يُحيل الانفعال إلى فاعلية، بفضل “الأفكار” الرشيدة التي وهبها من بصره وبصيرته ما صيّرها “أفعالاً” سديدة، وصلت به إلى سدرة المنتهى من مجَرَّة الفاعلية.

كولن في سدرة الفاعلية

منذ السبعينيات تألّق كُولَن كنجم في عموم تركيا، لكنه يشرق ولا يحرق، ينير ولا يُقير، يضيء ولا يسيء، يوحّد ولا يبدّد، يجمع ولا يقطع.

ولد محمد فتح الله كولن لأسرة محافظة فقد كانت أمه “رفيعة هانم” من أصلح النساء في تركيا المعاصرة، إذ عُرفت بالأخلاق الحسنة واشتهرت بإيمانها العميق وتدينها المتعدي بالخير إلى نساء قريتها.

وفي عام 2008م أجرت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية الشهيرة في الأوساط الأكاديمية، بالتعاون مع مجلة “بروسبيكت” البريطانية المعروفة، استطلاعًا على مستوى العالم حول أهمّ مائة عالم في الأرض، وكانت المفاجأة أن يحتلّ كولن المركز الأول!

المفاجأة أن يأتي هذا الاصطفاء الصارخ تحت راية مجلّتين غربيتين مع ما عُرف عن الإعلام الغربي من تحامل على الإسلام ورموزه وقضاياه، أما الرجل فقد ظل طيلة ثلاثة عقود وهو في حركة لا تعرف الراحة، وفي دأب لا يعرف النّصَب، حيث ألْقى آلاف المحاضرات في شتّى صنوف المعرفة، وعقد آلاف اللقاءات وحلقات الدرس العامة والخاصة، داخل المساجد وفي المنتديات العامة، وألْقى آلاف الخطب والمواعظ في مدن وقرى تركيا شرقًا وغربًا.

وألّف -مع ذلك- عشرات الكتب (70 كتابًا) في فنون وموضوعات شتى، لكنها تدور مع الإسلام حيث دار ولا تخرج عن فلكه الوسطي المعتدل والذي كان منهجًا للرشد والراشدين في الزمن الذهبي الجميل.

كان فتح الله صاحب همة كبيرة فقد حفظ القرآن الكريم وتعلم اللغة العربية واللغة الفارسية على يد والده رامز أفندي منذ وقت مبكر، فقد بدأت صلته الروحية بهذا الدين حتى قبل وصوله إلى مرحلة البلوغ، إذ ما تعلم العربية إلا لأنها لغة القرآن الكريم والتراث الإسلامي.

تيار الخدمة العريض

لم يبقَ كولن مفكّرًا فرديًّا كحال أكثر المفكّرين، ولم يكتف بأن يكون داعية محاطًا بعدد من المعجبين والمنفعلين، بل صار بتوفيق الله ثم بعبقريته تيارًا عظيمًا داخل تركيا وخارجها، عُرف بأنه تيّار “الخدمة”، وصار هذا التيار الخارج من تحت عباءة كُولَن، ملء السمع والبصر، إذ يملك في تركيا مئات المدارس وعشرات جامعات، ومئات المدن الجامعية، وعشرات المستوصفات والمستشفيات الطبية، وعشرات الجمعيات والمنتديات المتنوعة الأغراض.

 امتلك الأستاذ كولن “فكر الإرادة” و”فعل الإدارة”، فكان سديدًا ورشيدًا، وكلّما ضيّق المسافة بين العقل والقلب ازداد “ولوجًا” إلى عالم الإنسان.

وفي مجال الإعلام والثقافة، يمتلك تيار الخدمة عشرات المؤسسات، ومنها ثلاثون دار نشر تصدر سنويًّا مائة كتاب جديد في المتوسط، وخمس عشرة مجلة ثقافية، وتسع قنوات تلفزيونية، مع وجود أقسام للترجمة في دور النشر، أنجزت مئات الكتب المترجمة إلى عشرات اللغات في العالم، إضافة إلى عشرات المواقع الإلكترونية بعدد من اللغات.

فهل ندرك بعد ذلك: لماذا حوكم مرّات عدة؟ ولماذا هاجر إلى أمريكا منذ أكثر من عشر سنوات؟ وهل أدركنا سبب اختياره من قبل مجلتين غربيتين كأكبر مفكّر في العالم؟!

ومما يزيد في معرفة عظمة هذا الرجل أن ندرك أن تيّار الخدمة الآن يعمل لنقل تجربته داخل تركيا إلى كثير من بلدان المسلمين، وخاصة البلدان التي تنتمي إلى القومية التركية في وسط آسيا، وقد بدأ الأمر بالتعليم، حيث تتبع هذا التيار ألفا مدرسة في العالم منثورة في مائة وستّين بلدًا.

عَوْلمةُ الخدمة وأنْسَنَةُ العولمة

إن دوائر التميُّز في فكر كُولَن ومدارات التفوُّق في فعله لا تكتفي بهذا القدر من التفوّق والتألّق، والكبار لا يكُفُّون عن التعملق.

وفي هذا الزمان الذي تعَوْلَم، ونادى بعض مفكريه بـ”صِدام الحضارات” كالمفكر الأمريكي صموئيل هنْتجتُون، وبشَّر آخرون بـ”نهاية التاريخ” كالأمريكي الآخر فرانسيس فوكو ياما، مما دفع أصحاب التعصّب الديني والعرْقي إلى دقّ طبول الحرب الدينية والصدام الحضاري، في هذه الأثناء رفع كولن صوته مدويًّا في الآفاق، يصدح بالحب ويصدع بالدعوة للتسامح والسلام والأخوّة الإنسانية، بادئًا بالدعوة إلى الحوار الباحث عن المشتركات الدينية والإنسانية، والذي يراعي الاختلافات ويرعاها وينطلق منها إلى آفاق التعاون في كل ما يُحقق خيرًا للبشرية.

نجح كولن في إعادة الروح إلى العقل الإسلامي، وتمكّن من روْحَنَة العقل وعقْلَنَة الروح، بحيث أعاد طاقتَيهما إلى دائرة “التكامل” بعد أن انزلق بها التخلف إلى دائرة “التآكل”.

وكعادته لم يكتف بمجرّد الدعوة أو الكتابة، بل عزز ذلك بالعمل، حيث أوجد مع العاملين معه عددًا من المؤسسات المنحازة إلى الحوار، لتنفتح له مقراتها وقلوب أبنائها، وتُسخَّر له إمكاناتها.

وبعد أن رعى عددًا من الحوارات بين مختلف التكوينات داخل تركيا، وأشاع ثقافة اللقاء والحوار، وأصَّل لفكر التسامح والرحمة، مَدَّ جسور اللقاء مع أكبر الأمم في الأرض وهي الأمّة المسيحية، ووصل الأمر إلى أعلى المستويات، حيث زار عاصمة المسيحيين في العالم “الفاتيكان” وقابل البابا، محاورًا إيّاه في عدد من القضايا التي تهم العالمين الإسلامي والمسيحي.

لا شك أن ما وصل إليه فتح الله كولن، يُشعر كل مسلم بالفخر والاعتزاز، وفي ذات الوقت فإنه يقدم له نموذجًا عمليًّا في النهوض الذي بدأ بالتقييم الصحيح لواقع الأمة وعِللها ومعضلاتها، مع التركيز في الابتداء على بناء الإنسان، ثم صناعة الحياة من خلاله، وهي تجربة ثريّة تحتاج إلى الكثير من الدراسة.