في حملة اعتقالات يبدو أنها لا تنتهي، أفادت وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية يوم الخميس الماضي بأن السلطات التركية أصدرت أوامر توقيف بحق 145 شخصا، بينهم عسكريون في الخدمة، بشبهة دعم رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة فتح الله كولن الذي تتهمه السلطات بالتخطيط للمحاولة الانقلابية الفاشلة التي وقعت عام 2016 .
ومنذ ذلك الوقت، جرى اعتقال أو فصل عشرات الآلاف من العسكريين وموظفي الخدمة العامة من أعمالهم، وشمل ذلك احتجاز الأجهزة الأمنية لـِ 283 ألف شخص، صدرت أحكام لغاية اليوم على 94 ألفا منهم، فيما أطلق سراح البعض بعد اعتقالهم لسنوات، وبعد اكتشاف أخطاء في وضعهم الأمني ارتكبتها بحقهم الاستخبارات التركية.
وذكرت الوكالة أن السلطات أطلقت حملات مداهمات في أنحاء تركيا، بما في ذلك إسطنبول وأضنة، لتوقيف المطلوبين، الذين من بينهم أيضا طلبة في مؤسسات عسكرية ومعلمين.
وأضافت الأناضول أنه تمّ في إسطنبول وحدها إلقاء القبض على 43 شخصا للاشتباه في انتمائهم لمنظمة إرهابية، فيما يتواصل البحث عن آخرين.
وتتهم الحكومة التركية كولن بالوقوف وراء المحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها البلاد عام 2016. كما تقول أنقرة إنّ كولن يقود حركة للتغلغل في أجهزة الدولة والجيش. وتصنف أنقرة حركة كولن على أنها منظمة إرهابية. وينفي كولن هذه الاتهامات جملة تفصيلًا.
وكان عشرات الأتراك قد طلبوا اللجوء السياسي فور وصولهم اليونان نهاية أغسطس الماضي، قائلين إنهم عرضة للاضطهاد من نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
ومنذ الانقلاب الفاشل ضد حكومة أردوغان في يوليو 2016، تناولت تقارير وصول مواطنين أتراك، وخصوصا موظفين مدنيين وعسكريين، إلى الجزر اليونانية أو دخولهم بشكل غير قانوني عبر الحدود البرية على طول نهر إيفروس، فيما وصل الآلاف منهم بينهم سياسيون ودبلوماسيون الأراضي الألمانية، حيث منحتهم برلين حقّ اللجوء السياسي. وقال مسؤولون أتراك إن حوالي 14 ألف “إرهابي” مسموح لهم بالعيش بحرية في ألمانيا.
وفي السياق ذاته، فقد تمّ عزل أو طرد حوالي 150 ألفا من موظفي الحكومة وأفراد الجيش والشرطة، وذلك بموجب قانون الطوارئ الذي فرضته لأكثر من عامين بحجة الانقلاب.
وكان وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، قال في تصريحات صحافية يوليو الماضي، بمناسبة الذكرى السنوية الرابعة للمحاولة الانقلابية الفاشلة، إن “الوزارة شنت 99 ألف و66 حملة أمنية منذ المحاولة الانقلابية الغاشمة وحتى يومنا هذا”.
وأكد صويلو بالأرقام مختلف العمليات التي شنت، إذ أسفرت عن احتجاز وتوقيف 282 ألفا و790 شخصا واعتقال وحبس 94 ألفا و975 آخر، وأن عدد سجناء المحاولة الانقلابية يبلغ حاليا 25 ألفا و912 شخصا، بينما بلغ إجمالي الأشخاص الذين تم اتخاذ إجراءات قانونية بحقهم 597 ألفا و783 شخصا.
أما من حيث تطبيق تلك الإجراءات على الجيش، فقالت وزارة الدفاع التركية، إنه منذ محاولة انقلاب 15 يوليو 2016 تم فصل 15 ألفا و583 جنديا وضابطا من الجيش بينما ما تزال تتواصل التحقيقات الإدارية والجنائية بحق أربعة آلاف و156 آخرين.
على صعيد آخر، رحّب وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، بقرار غينيا بيساو إغلاق مدرسة تابعة لتنظيم كولن، شاكرا سلطات البلاد لمساهمتها في مكافحة التنظيم.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده الخميس، مع نظيرته، سوزي كارلا باربوسا، عقب إجرائه محادثات في غينيا بيساو التي يجري إليها زيارة رسمية.
وأوضح تشاووش أوغلو أن وقف “المعارف” التركي، وقع اتفاقًا مع مسؤولي غينيا بيساو، مشيرا أنه سيتم افتتاح مدارس جديدة فيها.
المصدر: موقع أحوال تركية