لو أن المرء طلب الإخلاص واليقين في اليوم مائة مرة فما هو من المكثرين. لكن كيف ينبغي أن يكون الطلب؟ دعاءَ قول أم دعاءَ فعل؟ دعاء الفعل هو الأصل، لكنه لا يمنع من دعاء القول، والأفضل دعاء قول يلازمه دعاء فعل. وإذا كان لنصيحتي قيمة عندكم، فنصيحتي الأولى والأخيرة أن تطلبوا مرضاة الله تعالى. قد تنسون طلب الجنة في دعواتكم أو الاستجارة من النار، لكن حذار أن تنسوا طلب الإخلاص واليقين بإلحاح، لأن الأمر لا يحتمل النسيان. إذا تلاشى الإخلاص وضاع اليقين لدى الفرد فقد تدحرج في فراغ مخيف، وباتت أقواله لا تتجاوز حنجرته، وأفعاله لا تعبر عن أي معنى نبيل.