يمكن أن نلخص مضامين موضوع “القدر” كما جاءت في كتاب الأستاذ فتح الله كولن بالآتي:
1-للإنسان إرادة لا شكّ في ذلك، ولكنها ليست الإرادة الوحيدة في هذا العالم.
2-ما يريده الإنسان ليس بالضرورة حتمي التحقق، فتَحققها منوط بنفاذها من بين مجموعة إرادات أخرى؛ إنسانية، وكونية، وقدَرية.. فعليها أولاً: أن تنفذ من بين زحمة إرادات البشر المتصارعة؛ وثانيًا: ألاّ تصطدم بإرادة أكبر، هي إرادة الكون المتجلّية في نواميسه ودساتيره؛ وثالثًا: ألاَّ تناكف قوة أعظم، هي قوة القدر الذي يطوي الوجود جميعًا في قبضة يده.
3-صراع الإرادات البشرية، وهيمنة النواميس الكونية، تحدُّ من إرادة الإنسان، وهي كذلك بعضٌ من مظاهر تجليات القدر.
4-يقوم القدر بين البشر مقام المعلم الحكيم بين تلاميذه، فهو لا يعطل عقولهم ولا يحجر عليها، ولكنه يوجه مساراتها من بعيد.
5-إنه لا يشل إراداتهم، ولكنه يسمح بنفاذ بعضها ولا يسمح بنفاذ أخرى لحكمةٍ يراها هو ولا نراها نحن.
6-قد يبدو القدر قاسيًا على الإنسان، غير أن هذه القسوة تخفي في طياتها حكمة خافية عن عقولنا القاصرة لكنها موجودة لا شكّ في وجودها.
7-إنَّ يد الإنسان، ويد القدر الإلهي، موجودتان معًا في كل الأحداث والوقائع كما يقول “النورسي”؛ فحبْل الأقدار أحد طرفيه بيد الإنسان، والطرف الآخر بيد القدر.. ومن حركتهما معًا تتنـزّل الأقدار، وتتشكل الأحداث والوقائع، ولمزيد من إلقاء الضوء على ما جاء فيه نقول:
يتناول الكتاب مسألة القدر التي عُدَّت من مزَلاّتِ الأقدام، ويقدمها بأسلوب سهل مقنع من خلال أمثلة واقعية، ويبين أنها مسألة “حالية وجدانية” أكثر مما هي مسألة عقلية.
والكتاب مفعم بالأجوبة الشافية المزيلة لما علق في العقول من أدران الشبهات حول القضاء والقدر، وما يتعلق بهما من العلم الإلهي والمشيئة الإلهية، والخلق والجزء الاختياري للإنسان وماهية الجزء الاختياري.
ويوضح الكتاب صلة الإنسان بالقدر، ويحلل المسألة من خلال الآيات الكريمة والأحاديث وإيضاح هيمنة القدر والتقدير والنظام والانسجام والتخطيط والميزان والاتزان على الكون كله بدءًا من أصغر شيء إلى أكبره، سواءً أكان حيًّا أو جامدًا. كما يوضّح بعدم وجود تناقض بين القدر الإلهي والإرادة الجزئية للإنسان، ويعقد موازنة بين المشيئة الإلهية ومشيئة الإنسان مبيّنًا وظيفة الإرادة عند الإنسان.
ويحس القارئ اللبيب وهو يقلب صفحات الكتاب أن المؤلف يتناول هذا الموضوع الشائك بأسلوب شيق سلس يستفيد منه العوام والخواص. ونلخص ذلك من خلال الأسطر الآتية:
- أنت حُرٌّ، فإذن أنت مسؤول.
- المشيئة الإلهية، والمشيئة الإنسانية، ما هو الرابط بينهما؟
- علْم الله المطلق بما كان وبما هو كائن وبما سيكون، ليس فيه إلزام للإنسان بفعل ما هو المعلوم عند الله تعالى.
- الثواب والعقاب على نوع الاختيار.
• الجزء الاختياري عند الانسان هو مناط التكليف والحساب.
Leave a Reply