شهر رمضان عند الأستاذ هو شريحة ذهبية في الزمان، لذلك يستعد لهذا الشهر بداية من شهر رجب، حيث يكرر سؤال طلابه وضيوفه عن المتبقي من الأيام حتى قدوم الشهر الكريم، ويصبح الحديث عن شهر رمضان وأهميته في حياة الفرد والأمة من أهم المحاور التي يتحدث عنها الأستاذ، كما يبدأ التخطيط للشهر الفضيل من شهر رجب أيضا، فإذا كان الأستاذ يدرس التفسير نبَّه الطلاب على ضرورة الانتهاء قبل قدوم شهر رمضان فيجِدّ الطلاب ويجتهدون ويحمسهم الأستاذ، ويصبح للدروس طعم آخر، فإذا كان يوم رؤية هلال شهر رمضان رأيت الأستاذ كمن ينتظر وليدًا؛ يسأل باهتمام وقلق، هل رُؤي الهلال في مصر؟ ماذا عن السعودية؟ هل غدا رمضان؟
كل يوم يقرأ طلاب الحلقة أمام الأستاذ جزءًا كاملا من الذكر الحكيم مقرونا بقراءة معاني ألفاظه باللغة التركية من خلال مجلسين منفصلين أحدهما يبدأ مباشرة بعد صلاة الفجر ويستمر قرابة الساعتين، والآخر قبل صلاة المغرب بساعتين.
القرآن روح المكان
يبدأ برنامج رمضان لدى الأستاذ يوم 29 شعبان، ويصبح القرآن هو الشغل الشاغل للأستاذ ومن حوله من الطلاب، فالأستاذ يؤكد أن قراءة القرآن وحدها لا تكفي، بل لابد من فهمه وتدبر آياته ومعانيه، ولذلك يتم تنظيم ما يطلق عليه “المقابلة”، وهي ختم الحلقة العلمية للقرآن الكريم خلال شهر رمضان؛ يقرأ كل طالب صفحة من الذكر الحكيم حتى يُختم القرآن، هذا إلى جانب قراءة معاني الآيات الكريمة باللغة التركية حتى يتعرف الحضور على معاني ما يقرأ من القرآن، كما يكلف الأستاذ بعض طلاب الحلقة بمتابعة بعض التفاسير الكبرى مثل تفسير الطبري وتفسير ابن كثير وغيرها من التفاسير العربية الهامة، ويكلف البعض الآخر من الطلاب بمتابعة بعض التفاسير التركية الهامة كتفسير العلامة حمدي يازر وتفسير الأستاذ سعاد يلدريم.
كل يوم يقرأ طلاب الحلقة أمام الأستاذ جزءًا كاملا من الذكر الحكيم مقرونا بقراءة معاني ألفاظه باللغة التركية من خلال مجلسين منفصلين أحدهما يبدأ مباشرة بعد صلاة الفجر ويستمر قرابة الساعتين، والآخر قبل صلاة المغرب بساعتين، وفي هاتين الحلقتين يراجع الطلاب التفاسير المختلفة ويستفسرون من الأستاذ عما يستشكل على عقولهم، ويشارك في هذه الحلقة أيضا ضيوفه الوافدون لزيارته من أماكن عديدة حول العالم، وهم بدورهم يسألون الأستاذ عما يعنُّ لهم.
لقاءات بنكهة العبادة
ليل الأستاذ كولن في شهر رمضان لا نوم فيه، فهو يستريح بعد مجلس الختم الذي يعقد بعد صلاة الفجر ويستغرق قرابة الساعتين، حيث يحرص على إحياء هذا الوقت المبارك بقراءة القرآن ومدارسته، هذا فضلا عن كراهة النوم في ذلك الوقت، وعندما يستيقظ يقبل على قراءة ورده اليومي الخاص من كتاب “القلوب الضارعة” ويستقبل الضيوف القادمين من مختلف أنحاء العالم بعد صلاة الظهر يجيب عن أسئلتهم ويطمئن على أحوالهم، وغالبا ما تستمر هذه الجلسة حتى اقتراب وقت العصر، يصلي العصر وتبدأ الاستعدادات لجلسة ختم القرآن المسائية، التي تستمر إلى ما قبل وقت الإفطار بربع ساعة تقريبا، ثم تتحول الجلسة بطلابها وضيوفها إلى مجلس ذكر وتضرع يقبل كل واحد فيها على كتاب القلوب الضارعة ويظل يذكر الله حتى آذان المغرب. وبعد الصلاة وتناول الإفطار يستقبل الأستاذ الضيوف مرة أخرى في مجلس يكون الحديث كله فيه عن القرآن الكريم ولطائفه وكيفية الاجتهاد في عبادة الله خلال هذا الشهر الفضيل، حتى يؤذن لصلاة العشاء ومن بعدها صلاة التراويح 23 ركعة يختمون من خلالها القرآن كله في الشهر، ويصلون على النبي بين كل ركعتين. فإذا بقي على السحور ساعة انشغل الأستاذ بقراءة الأدعية والأوراد.
ليل الأستاذ كولن في شهر رمضان لا نوم فيه، فهو يستريح بعد مجلس الختم الذي يعقد بعد صلاة الفجر ويستغرق قرابة الساعتين، حيث يحرص على إحياء هذا الوقت المبارك بقراءة القرآن ومدارسته، هذا فضلا عن كراهة النوم في ذلك الوقت.
وهكذا تمر الأوقات في شهر رمضان عامرة بنفحات من الذكر والتضرع والدعاء وتلاوة القرآن ومدارسته بين يدي الأستاذ وفهمه كما يجب، ويتحول القرآن لحياة تملأ المكان كله، وتبعث في جميع الحاضرين روحا مختلفة تجعلهم مقتدين حقيقيين للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الذي وصفته السيدة عائشة رضي الله عنها بأنه كان ” قرآنا يمشي على الأرض”.