تعود صلتي برسائل النور إلى منتصف الستينيات من القرن الماضي. في فترة الدراسة الثانوية في تطوان كنت أصلي الجمعة في مسجد الباشا بالمشور، متأثرًا بالخطيب الدكتور عبد السلام الهرّاس، الذي كنت أحرص على الاقتراب منه بعد انتهاء الصلاة، للسلام عليه، وأغتنم المناسبة لأسير إلى جنبه من باب المسجد إلى بداية ساحة الفدان، وهي مسافة تقل عن مائة متر، كنت أقطعها معه أستمع إليه وأتزود منه. وفي أحايين كثيرة كان يرافقنا بعض الأفراد ممن كانوا يواظبون على الصلاة في هذا المسجد، ويجدون راحتهم في الاستماع إلى خطبة الجمعة التي كان الخطيب فيها ينفرد عن غيره من الخطباء في مساجد المدينة، لأنه كان يرتجل ولا يقرأ من ورقة، وكان يلقي الخطبة بطريقة حديثة لم تكن مألوفة في بيئتنا، فضلاً عن أنه كان يتناول موضوعات من صميم الحياة تهمّ جميع فئات المجتمع.
خلال تلك الدقائق المعدودات التي كنت أسير فيها إلى جنب الدكتور عبد السلام الهراس، الذي تخرّج في دار العلوم في القاهرة وكان يدرّس عهدئذ في إحدى ثانويات المدينة، تعرفت على شخصيتين مهمّتين، هما محمد قطب، وسعيد النورسي.. فقد نصحني ذات يوم بقراءة كتاب “شبهات حول الإسلام” للأول، ولما جئته في الجمعة التالية سعيدًا أخبرته أنني قرأت الكتاب وأعجبت به وشدّني إليه، فنصحني بقراءة “رسائل النور” التي ترجمها الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي. وكنت أتردد على مكتبة الناصر في شارع محمد الخامس التي كانت بمثابة منتدى ثقافي لأساتذتنا ولنا، حيث كنا نجد مثل هذه الكتب. فلما سألتُ عبد الله الناصر (أحد المسؤولين في المكتبة) عن رسائل النور، ناولني كتيّبًا صغيرًا صدر في طبعة بسيطة عن إحدى مطابع دمشق، وهو يقول: “هل نصحك الدكتور الهراس بقراءة هذا الكتاب؟”. فبادرتُ إلى استفساره قبل الرد على سؤاله: كيف عرفت؟! فكان جوابه: ألم ينصحك في الأسبوع الماضي بقراءة كتاب محمد قطب؟!
تلك كانت بدايتي مع عدد محدود من رسائل النور، والفضل في ذلك يعود -بعد هداية الله تعالى- إلى الدكتور عبد السلام الهراس الذي كنّا ونحن فتيان مشغوفون بالقراءة إلى حد الهوس، نجد فيه نعم الناصح الموجه المرشد بدماثة خلقه ورهافة لطفه وجميل لباقته، في غير ما تزمّت أو تشدد. وكذلك كنا نلتقي بالأستاذ محمد بوخبزة، ونأوي إليه ونلتفّ حوله تلامذةً يبحثون قدر الإمكان عن مصادر المعرفة، لنقتطف من علمه الغزير، ونقتبس من ثقافته الواسعة، ولنستفيد من مكتبته الكبيرة في بيته. وقد استمعت إليه ذات يوم وهو يتحدث عن رسائل النور حديث العارف المحب المقدّر لقيمة تلك الرسائل ولمكانة كاتبها.
ولكن رسائل النور لم تكن متاحة لنا في تلك الفترة، ولم نكن نقرأ عنها فيما كنا نقرأ من كتب أو مجلات ترِد إلينا من الشرق. فقد كان اسم “بديع الزمان سعيد النورسي” غائبًا عن الحياة الثقافية، وعن الوسط العلمي، وعن الصحافة الإسلامية التي كنا نحرص على متابعتها.
ومضت سنوات طويلة قبل أن يقع بين يدي كتاب جميل للأستاذ إحسان قاسم الصالحي في ترجمة صاحب رسائل النور. حدث ذلك في مطلع الثمانينيات من القرن الماضي. فكان هذا الكتاب الشرارة التي أشعلت في جوانحي جذوة الشوق إلى رسائل النور. ثم انفرط عقد من الزمان قبل أن ألقى بغيتي وأحصل على مجلدين من كليات رسائل النور، لأدخل عالم بديع الزمان قارئًا نهمًا ومريدًا عاشقًا متيمًا. ثم وجدتني متلهفًا أبحث عن المجلدات التي تنقصني من المجموعة، حتى وقعتُ عليها، فأقبلت على قراءتها مجلدًا إثر مجلد، فإذا بأبواب النور تنفتح ليغمرني شعاعه، وإذا بآفاق واسعة تمتد أمام ناظري لأرتادها، وإذا بي أهتف: “عذرًا سعيد النورسي، ما عرفتك إلا أخيرًا”.
ومنذ ذلك الحين وأنا أحرص ما أكون على التماس كل وسيلة تزيدني قربًا من رسائل النور. وكان الدكتور محمد عمارة -الصديق الحبيب- وسيلة لي للدخول إلى عالم الفكر المستنير برسائل النور. ففي إحدى زياراتي له في بيته في القاهرة، حدثني عن رحلة فكرية وروحية قام بها إلى تركيا، أتاحت له الفرصة للتعرف على آثار بديع الزمان سعيد النورسي على أرض الواقع، وعاد من رحلته تلك معجبًا بما رأى، مشيدًا بمن التقى بهم من تلامذة النورسي ومن خدام رسائل النور. وتحت تأثير ما استمعت إليه من المفكر العالم المجدّد المبدع، قرّرتُ أن أزور إسطنبول، وكان أول ما قمت به في صبيحة ذات يوم أني سعيتُ إلى اللقاء بالأستاذ إحسان قاسم الصالحي الذي فتح لي الباب إلى عالم النور من خلال ترجمته الصافية الوافية الرائقة الراقية لكليات رسائل النور.
ومن خلال الأستاذ إحسان قاسم الصالحي، تعرّفت على الأستاذ الزميل نوزاد صواش المشرف على مجلة “حراء”، التي كنتُ قد سمعت عنها لأول مرة من الدكتور محمد عمارة. فكانت ثمرة هذه المعرفة أن تيسرت لي الأسباب لقراءة مقالات للأستاذ محمد فتح الله كولن نشرها افتتاحياتٍ لمجلة “حراء” من موقعها على الإنترنيت. وكان هذا أول عهدي بهذا المفكّر المربّي المجدّد صاحب المشروع الحضاري، الذي هو الترجمة العملية التنفيذية لرسائل سعيد النورسي، وكان أول كتاب يقع بين يدي من مؤلفاته هو كتابه “النور الخالد: محمد r..مفخرة الإنسانية” الذي صدر في مجلّد كبير، والذي كان لي بمثابة المدخل إلى عالم من الإشراق الفكري والإبهار الجمالي في كتابات هذا المفكّر الفذّ الذي لم أكن أعرفه من قبل ولا كنت قد سمعتُ باسمه. وتلك هي الآفة التي ظللنا نعاني منها زمنًا طويلاً، والتي تتمثل في الحواجز التي كانت تفصل بين العرب وبين أشقّائهم الأتراك، فتحْجب الأفكار النيّرة الذي أنتجتها عقول تركية مؤمنة بدينها ومخلصة لأمّتها، وفي الطليعة منها أفكار سعيد النورسي ومحمد فتح الله كولن، قبل أن تترجم رسائل سعيد النورسي ومؤلفات محمد فتح الله كولن إلى اللغة العربية، وتبدأ تصل إلى البلدان العربية.
وأشهد أنني أقبلتُ على قراءة مجموعة من مؤلفات محمد فتح الله كولن حصلتُ عليها في مكتبات الرباط وإسطنبول والقاهرة، بنَهَم شديد، وكأني كنت أعوّض عن السنوات التي ضاعت مني قبل أن أكتشف هذا العالم المبْهر المشرق. فكان من فضل الله عليَّ أني أصبحتُ تلميذًا في مدرسةٍ مديرُها بديع الزمان سعيد النورسي ووكيلها محمد فتح الله كولن، وهي “مدرسة النور” الذي ينفذ إلى الأعماق فيفتح مغاليق العقل والنفس والوجدان، وينير سبل السلام الروحي والعقلي والنفسي أمام الإنسان.
لقد نشأت على القراءة في الكتب الإسلامية من مختلف المدارس الفكرية. وولدت في بيت كانت فيه كتب لبعض من أعلام الفكر والعلم والثقافة الإسلامية. وأذكر أنني قرأتُ كتاب الشيخ محمد عبده “الإسلام والنصرانية مع العلم والمدنية” في فترة مبكّرة جدًّا، وقرأتُ كتاب شكيب أرسلان “لماذا تأخّر المسلمون وتقدّم غيرهم” وأنا دون السادسة عشرة من عمري. وكان الكتابان من محتويات مكتبة الوالد. ونظرت في مجلدين من تاريخ ابن خلدون كانا في بيتنا، قبل أن أنصرف إلى القراءة في مؤلفات مصطفى صادق الرافعي، وعبّاس محمود العقاد، والدكتور طه حسين، وأحمد حسن الزيات، ومحمود تيمور، وزكي مبارك، وأحمد أمين، وغيرهم. وكانت تلك مرحلة من حياتي سابقة للمرحلة التي انصرفت فيها إلى القراءة في كتب حسن البنا، ومحمد الغزالي، وسيد قطب، ومحمد قطب، والبهي الخولي، والسيد سابق، وأبي الحسن على الحسني الندوي، وأبي الأعلى المودودي، وخالد محمد خالد، وعبد الله كنون، وعلاّل الفاسي، وأبي بكر القادري، ومحمد الحجوي، والبشير الإبراهيمي، وشكيب أرسلان، وحسين الجسر، وعبد الحميد بن باديس، وأحمد الشرباصي، ومحمود شلتوت، وأنور الجندي الذي أعُدّه أستاذًا لي ربَطتني به رسائل التواصل قبل أن أنتقل من تطوان إلى الرباط، وقبل أن أزور القاهرة وألتقي به في بيته لأول مرة في يناير سنة 1969م. ولم أعثر خلال تلك المرحلة -سواء في الفترة الأولى منها أو في الفترة الثانية- على اسم بديع الزمان سعيد النورسي، ولو على سبيل التلميح أو الإشارة العابرة إليه في كتاب أو مجلة أو جريدة، ولا استمعتُ إلى هذا الاسم من أفواه الرجال الذين التقيتُ بهم وتعرفت عليهم من الكتّاب والصحافيين والعلماء والمفكرين وأساتذة الجامعة.
وقمتُ في مرحلة لاحقة بمراجعة لمجموعة من الدوريات المصرية القديمة مثل “الرسالة” و”الثقافة” و”الهلال” و”نور الإسلام” -التي هي مجلة الأزهر- ومجلة “التمدن الإسلامي” الدمشقية. إذ كنت مشغوفًا بزيارة دار الكتب في القاهرة، والمكتبة الظاهرية في دمشق، والمكتبة العامة في الرباط، والمكتبة العامة في تطوان، ومكتبة معهد مولاي الحسن بن المهدي في تطوان أيضًا، حيث كنت أقرأ هنا وهناك، وأتصفح وأطّلع على عناوين المقالات وأراجع الصفحات المخصصة للأخبار الثقافية عن الكتب الجديدة، فما صادفتُ اسم بديع الزمان سعيد النورسي. وأحتفظ اليوم في مكتبتي الخاصة بالفهارس الكاملة لمجلة “الرسالة” لصاحبها أحمد حسن الزيّات التي صدرت عن دار الكتب المصرية في خمسة مجلدات، وقد راجعتُها صفحة صفحة، فما وجدتُ فيها ذكرًا لصاحب “رسائل النور”. وكنتُ -ولا أزال- مهتمًّا بالاطلاع على كتب التراجم للأعلام المعاصرين من عصر النهضة وإلى اليوم. قرأت منها طائفة، وفي مكتبتي عدد من أمهاتها. وليس فيها ذكر لبديع الزمان سعيد النورسي، ولا إشارة إلى رسائل النور.
ولذلك كانت مفاجأة لي هزَّت كياني حين تعرفتُ على الأستاذ سعيد النورسي في سنة 1965م، في كتيّب صغير يضمّ ترجمات لعدد محدود من رسائله. ثم انقطعتْ صلتي برسائل النور، إلى أن تهيّأتْ لي الأسباب لقراءة ترجمة لبديع الزمان حرّرها الأستاذ إحسان قاسم الصالحي، قبل أن أقرأ المجموعة الكاملة من هذه الرسائل في مجلداتها التسعة مرتين، في طبعتها الأولى، ثم في طبعتها الثانية، لأقف على عتَبة عالم بديع الزمان المشرق المبهر، وأبدأ رويدًا رويدًا في الدخول إلى فضاءاته الرحبة، حيث وجدتُ ما لم أجده في العوالم الأخرى التي عشت فيها سنوات من عمري، وألفيتُ نفسي أمام نمَط فريد من الفكر، ومن الفهم، ومن التذوق، ومن التعمق في استخراج معاني القرآن الكريم، ومن الغوص في بحار من الخواطر والمعاني والتفسيرات والشروح التي هي نفحات ربانية وإشراقات نورية.
وليس يعني هذا أنني لم أجد بغيتي في قراءاتي السابقة، أو لم أفد منها، أو لم أخرج بمنافع عقلية وفوائد ثقافية وفرائد علمية، أو لم أغنم من تلك الرحلة الطويلة زادًا روحيًّا. فقد أكرمني الله بالاقتراب من تلك العوالم المشرقة، وبالاندماج العقلي فيما قرأتُه من مؤلفات لتلك الصفوة من أعلام الفكر والعلم والأدب والثقافة، وبالانسجام الروحي معهم، حتى صرتُ أنسب نفسي إلى تلك المدرسة الفكرية. ولكن الأمانة والصدق مع النفس، يقتضيان مني أن أعترف أن الأثر الذي خلّفتْه في نفسي كليات رسائل النور، أحدث هزة روحية في جوانحي، وأنار أمامي معالم الطريق بالكشافات القوية التي تستمد قوتها منها.
وكذلك كان شأني مع الأستاذ محمد فتح الله كولن الذي هو التلميذ الروحي للأستاذ بديع الزمان سعيد النورسي، وهو المترجم العملي لأفكاره التي عبّر عنها في رسائل النور. فلقد هيّأ الله I لهذه الدعوة مَن انتقل بها من طور التنظير والتفكير والتأليف ونشرها في رسائل عمت الآفاق، إلى طور التنفيذ العملي والتطبيق المادي في واقع الناس على عديد من المستويات. ولذلك فإنني لا أفصل بين الرجلين المصلحين المجددين النورسي وكولن، فهما معًا، كما أحبّ أن أقول “نور وفتح”؛ نورٌ شعشع في ليل مظلم كالح السواد، وتفجَّر من قلب رجل لم يكن يملك من حطام الدنيا شيئًا، ولا وسيلة له إلا إيمانه الراسخ الثابت الذي يملأ أقطار نفسه، ولا سلاح له إلاَّ فكره الثاقب النيّر وبصيرته المستنيرة بالقرآن.
إن هذه الترجمة الأمينة والواقعية والعملية للأفكار التي بشر بها بديع الزمان سعيد النورسي في رسائله الجامعة للفضائل والمشرقة بالأنوار، تتجلى في الحركة المباركة الشاملة التي انبثقت من فكر محمد فتح الله كولن فكانت نهضة حضارية قام بإرساء قواعدها على مراحل متعاقبة، وتعهدها بحكمته وتبصره وحسن تصرفه، ورعاها بفطنته ويقظته ومعرفته بأحوال العصر وبظروف المحيط الذي انطلق منه، حتى أتت أكلها وأخرجت ثمارها، وأشعت أنوارها لتعمّ أقطارًا كثيرة في مشارق الأرض ومغاربها، في تجربة فذة رائدة ناجحة غير معهودة، هي مثالٌ حيٌّ للعمل الذي ينفع الناس ويمكث في الأرض.
لقد جمع الأستاذ محمد فتح الله كولن بين النور والفتح، بين الإيمان والعمل، بين الفكرة البانية وبين الممارسة الحكيمة، حتى أقام هذا الصرحَ الشامخ الذي ارتفعت مناراته في بلده تركيا، فامتدت أنواره إلى الآفاق البعيدة.
وإذا كانت معرفتي بالأستاذ محمد فتح الله كولن تعود إلى قراءاتي في بعض من مؤلفاته المترجمة إلى اللغة العربية، وفي المقالات الافتتاحية التي يكتبها لمجلة “حراء”، فإن ما سمعته عنه من بعض تلامذته المقربين منه في اسطنبول، وما علمته منهم من إنجازات له متعددة المجالات لا تحصر في مجال دون آخر، وما قرأتُه في الكتاب الممتع الرائع الذي أصدره عنه الدكتور فريد الأنصاري المرحوم، جعلني قريبًا -على نحو ما- من عالم هذا المفكر المجدّد الباني للنهضة الحضارية في بلاده، والساعي في إخلاص عظيم إلى مدّ آثار هذه النهضة إلى بلدان كثيرة، من خلال هذه السلسلة من المدارس الراقية المتميزة الفريدة من نوعها، التي تغطي مناطق شتى من العالم، والتي هي منارات للعلم وللمعرفة وللهداية إلى الحق والفضيلة والخير ولسموّ الروح وعلوّ الهمة وتهذيب النفس بأرقى معاني التهذيب التربوي.
وكما سبق مني القول: “عذرًا سعيد النورسي، ما عرفتك إلا أخيرًا”، فإنني أقول لهذا المفكر المصلح المجدد: “عذرًا فتح الله كولن، ما عرفتك إلا أخيرًا”.
لقد قرأت للأستاذ محمد فتح الله كولن كتبًا هي نمطٌ فريدٌ من الفكر الإسلامي الباني للعقل وللوجدان بمنهج فريد أيضًا يختلف عن المناهج لدى غيره من المؤلفين والمفكّرين؛ هي كتب قيمة ذات طعم لذيذ يفتح شهية التفكير في حاضر أمّتنا وفي مستقبلها. وكلما أوغلت في سبر أغوار هذا الفكر، أجدني أمام بديع الزمان سعيد النورسي، وإن اختلف الأسلوب والأداء؛ فالرجلان يمتحان من معين واحد، ويستمدان الأنوار من مشكاة واحدة؛ فهما -كما أسلفت- “نور وفتح”، نور يعقبه فتح للقلوب وللعقول ولأبواب الحياة الراقية بالإيمان وبالعمل وبالعلم.
وفي هذا الكتاب قبسات من هذا “النور الفاتح”، وومضات من هذا الفتح المنير.
والله الموفق، والحمد لله.