الأنانية وحب الذات أحد النقاط الأكثر حساسية في فلسفة الخدمة والحياة لدى الأستاذ كولن. (لذى نرى الأستاذ كولن يُقسم الأنانية إلى قسمين: أنانية فردية وأنانية جماعية، ولطالما ذكر أن كليهما مهلك. وقد رسخ الأستاذ فتح الله كولن مبدأ إعلاء الشعور بـ”نحن” على إذكاء الشعور بـ”أنا” وجعله في المقدمة مهما يكن، وكذلك يؤكد على عملية الوصول إلى “هو”، وإلا فسيستحيل التعلق بـ”نحن” إلى أنانية جماعية تُنذر بالخطر. “نعم” يجب تجاوز الإحساس بحب الذات وجعل الشعور بـ”نحن” في المقدمة؛ ولكن في تلك النقطة يجب ألا تكون قلوبهم وعقولهم أسرى لفكر التعلق، إذا كان فضل الله يرتبط بوسيلة تدخل ضمن دائرة الأسباب فلا بد أن نعتقد أن هذه الوسيلة هي الوفاق والاتفاق كما أوصلنا بقوله: ولا يليق بالأفراد الذين يشكلون مجتمعًا ما أن يقولوا: “نحن فعلنا، نحن أسسنا، نحن نظَّمنا، نحن انتصرنا”، وإنما عليهم بدلا من ذلك أن يتوجهوا بالشكر إلى الله، ويتحدثوا بنعمته عليهم قائلين: “إن توفيق ربنا جلا جلاله يرتبط بوفاقنا واتفاقنا فيما بيننا، فله الحمد والثناء الجميل، فهو من ربط قلوبنا ببعضها، وحببنا في بعضنا، وجمع شملنا، وجعلنا خدّامًا في هذه الحركة المباركة. يجب على المرء كمؤمن أن يُشير دائمًا إليه سبحانه وتعالى ويُظهر المكان الصحيح الذي يتأتى منه الفضل والكرم الإلهي، وذلك بأن يقول: “لله الحمد والشكر” آلاف المرات حيث إنه كرَّمنا وهيَّأ لنا مناخ الخدمة بتوفيق من عنده، وكلَّل سعينا وجهودنا بالنجاح”.
المصدر: مستقبل الإصلاح في العالم الإسلامي(خبرات مقارنة مع حركة فتح الله كولن التركية)، دار النيل للطباعة والنشر، القاهرة، طـ1، 2011، صـ260 ـ 261.