لقد زرت عددًا من مدارس الخدمة، ومن ضمنها مدارس الخدمة التي في مناطق النزاع أو التي عانت من النزاعات في العالم، وهذه المدارس تركز على التعليم كمعنى لتمكين الشباب وتقوية المجتمع أسهامًا في النفع العام، أعتقد أن الخدمة ترى التعليم مكوِّنًا أساسيًّا للغيش المشترك، ومكوِّنًا أصليًّا لتنمية المجتمع، فمن حيث العيش الكريم سواء أكان في نطاق الصحة أو في نطاق الإدارة أو في نطاق العمل يُعدُّ التعليم مطلبًا أساسيًّا.
إن جودة التعليم مطلب جذري لتقوية وتنمية المجتمع، والخدمة كما أعتقد جعلت أولويتها تطوير المدارس حول العالم وخاصة في مناطق النزاعات ولقد شهدت ذلك في سراييفو، ففي البوسنة ركَّزت المدارس التي تمَّ تطويرها على الاندماج من خلال التعليم في صفوف دراسية مشتركة، الكل مرحب به فيها سواء أكان مسلمًا أم كاثوليكيًّا أم أرثوذكسيًّا، وأعتقد أن هذا كان أداة لازمة لبناء السلام في تلك المنطقة من العالم، وأعتقد أنك يمكن أن تشاهد مثل هذا النموذج في أماكن مختلفة حول العالم من خلال حركة الخدمة ونموذجها التعليمي.
الفاعليات الخيرية للخدمة مكوِّن أساسسي لنجاحها، وهي تستمد جذورها من الإيمان باعتبارها حركة مسلمة، فالعمل الخيري كما أعتقد جزء أصيل من الدين الإسلامي وأمر جوهري للملتزمين به حيث يتم أداؤه من مناسبات مختلفة لإغاثة ذوي الحاجة ولمساعدة المنكوبين وذوي الأوضاع المأساوية، ولذلك قد كان أمرًا هامًّا جدًّا للخدمة أن يكون لديها نهجًا قويًّا وشاملاً للعمل الخيري لمساندة من يعاني، وأعتقد أن هذا يمثل عملاً متكاملاً للخدمة وذلك لأن جودة التعليم وحدها في مناطق النزاعات لن تعمل لو أن المجتمع يتضور جوعًا أو لا يوجد لديه مأوى كافيًا، لذلك أعتقد أن المساعدة في أساسيات المعيشة من المأوى والغذاء أو الرعاية الصحية مهمة ويجب جمعها مع التعليم الجيد، فإذا كان لديك مدارس ممتازة وتعليم على مستوى مدهش في تلك المدارس، ولكن المنطقة ليست مهيأة مجتمعيًّا، فتأثير هذه المدارس وفاعليتها سيكون محدودًا، لذلك فإن هذان الأمران يسيراk معًا.
لكي تكون ناجحًا في التعليم يعني أن تكون ناجحًا في العمل الخيري وفي دعم المجتمع واحتياجاته، ولكي تدعمه هنا على المدى الطويل، يعني أنه يجب عليك أن تعمل على التعليم، ولتقوية ذلك المجتمع ليعتني بنفسه ليس على المدى القصير فحسب ولكن على المدى الطويل أيضًا، ولذلك أعتقد أن العمل الخيري يُعدُّ لازمًا لنجاح الخدمة كحركة، وأعتقد أن تأثر الخدمة ينبع من فكرة أن الله يحب خلقه، وأنك لكي تحب الله عليك أن تحب خلقه، وأعتقد أن هذا يُلهم كثيرًا من أفراد الخدمة ليتواصلوا مع الآخرين ويساعدوا المحتاجين، ليس لكونهم مسلمين أو مسيحيين أو يهود أو هندوسيين أو لا دينيين بل لأنهم من خلق الله، فيبذل أبناء الخدمة قصارى وسعهم لإيصال المساعدات اللازمة لنجاة هؤلاء ونمائهم.