عذرا إلى كل الإخوة والأحبة خاصة في ديوان المحبة، عن تأخري في تقديم تبركة العيد، لا لشيء سوى ترددي في الإفصاح عن حقيقة فرحة العيد. لكن رسالة العيد التي نشرها الإخوة الساهرون على إدارة موقع نسمات المبارك، بقلم أستاذ الأجيال فتح الله كولن، جعلني أرنو صبابة إليكم، لأعترف بلوعتي حيال ما تمر به أمتنا من أحداث عبر كل عيد..
وأنا أتأمل تهنئة الأستاذ كولن بالعيد، وجدت نفسي أفكر بصوت عال وأقول: هكذا هو العيد عند الكبار، وهكذا هي الدروس عند هذا الرجل ثرية عطرة، في السطور وبينها وقبلها وبعدها عبر لا تنتهي، كما عودنا دائما..

العيد عند الكبار هو حمل الأماني الغالية والأحلام الحلوة عبر المشاريع الكبرى والتضحيات الجسيمة، بين أياديهم مثل الإكليل فرحين بتقديمها للناس هدية يوم العيد..

هكذا تُبَعث فرحة العيد بين تلابيب الماضي وثياب الحاضر، علها تتألق في المستقبل حللا بهية تفرح الناظرين..
فرحة العيد عند الكبار ليست سوى إحدى تجليات المنح الإلهية التي يغترفها المسلم من معين الإيمان ودوحة الإسلام؛ ليدوس عبرها كل القيم البالية والمتعفنة، رافعا رأسه صوب بساتين الوعد الإلهي الخالد..
فرحة العيد عند الكبار حينما يمر الإنسان المؤمن على براق الزمن، يلامس من خلاله الماضي والمستقبل ليضمن لنفسه مكانا عليا في الحاضر، يمكنه من تحقيق أوامر الرب، وعمارة الأرض، والشهادة على الناس..
علّمنا الأستاذ أن العيد عند الكبار يكون بسفرهم من معابر المدارس مع عمالقة التدريس، ومن مخابر العلم، ليحطو الرحال بين أسرار كل الوجود حتى يسعف كل موجود ويظفر برضى الواجد…

العيد عند الكبار هو حمل الأماني الغالية والأحلام الحلوة عبر المشاريع الكبرى والتضحيات الجسيمة، بين أياديهم مثل الإكليل فرحين بتقديمها للناس هدية يوم العيد..

فرحة العيد عند الكبار ليست سوى إحدى تجليات المنح الإلهية التي يغترفها المسلم من معين الإيمان ودوحة الإسلام؛ ليدوس عبرها كل القيم البالية والمتعفنة، رافعا رأسه صوب بساتين الوعد الإلهي الخالد..علّمنا الأستاذ أن نطير إلى الناس مسعفين، بحمل الأمل بين جناحي الفكر ونسمات المشاعر، كي ننشد معهم أغنية العيد ..
وعلمنا أيضا أن فرحة العيد هي أحلى طعما حين تكون إدارة الدولة تحت أياد أمينة، وبسيادة أهل العلم والإيمان..
العيد السعيد، حين نرى الدولة تنصف المظلوم، وتعين الكل، وتعول الفقير، وترحم الصغير، وتوقر الكبير..
وبهجة العيد تصفو حين يعيش الأطفال براءتهم، ويصان للنساء شرفهن، ولا يغتصب الرجال في كرامتهم، فينعم الجميع بحقوقهم وحرياتهم ..
هكذا العيد عن الكبار حين يمكن الانتشاء بفرحته في كل زقاق، ومن خلال صدى كلمات تكبير مسربلة بالتهليل والتحميد، وعبر نفحات أصوات مجلجلة تهز المشاعر بنسمات تقشعر لها الجلود تعبيرا صادقا عميقا عن حلول يوم العيد..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ملحوظة هذا المقال نشر أول مرة بتاريخ 19 يونيو 2018م بمناسبة عيد الفطر المبارك

About The Author

أ.د. عبد المجيد أبو شبكة،أستاذ التعليم العالي، ورئيس شعبة الدراسات الإسلامية بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة-المغرب، وعضو مجلس الكلية. منسق ماجستير"الاجتهاد التنزيلي" وعضو فريق دكتوراه: "فكر الإصلاح والتغيير في المغرب والعالم الإسلامي"، مستشار بجهة الدار البيضاء سطات. له عديد من الأعمال العلمية والفكرية منها: كتاب"فلسفة جديدة لفهم القرآن الكريم" وكتاب "ري الظمآن في عد آي القرآن" وكتاب "علم العدد ". نُشر له عدد من المقالات والحوارات في مجموعة من الصحف والمجلات الوطنية والدولية.

Related Posts