يواصل موقع نسمات للدراسات الاجتماعية والحضارية تقديم شهادات أكاديميين من جنسيات مختلفة حول رؤيتهم للأستاذ فتح الله كولن ولحركة الخدمة، وذلك من خلال الدراسات الأكاديمية حول حركة الخدمة، أو من خلال المتابعات الميدانية لمؤسسات حركة الخدمة، وما تنجزه من مشاريع إنسانية حضارية، وكذلك من خلال اللقاءات الحوارية والتفاعلات مع أبناء الخدمة ومحبيها وما ينطبع في النفوس عن السلوكيات والمثل العليا التي يتخلق بها المؤمنون بفكر الأستاذ فتح الله كولن، والنموذج الذي يقدمونه للإنسانية عن الإسلام كسلوك معايش . وفي الفيديو أعلاه نقدم شهادة الأستاذ الدكتور سونشارت سيتمالنيه/ رئيس معهد الدراسات الدينية ومسؤول برنامج الثقافة والسلام بجامعة بياب بتايلاند والتي جاء فيها:
“لقد تعمقت في قراءة الإسلام، فقرأت الإسلام عن قرب”، وأعرف ماذا تعني الأخوة في الإسلام؟ فأخوة الإسلام تعني أن المجتمع المسلم حينما يريد تقديم العون للمحتاجين فإنه يُعطي الأولوية للمحتاجين المسلمين.
وإن أفكار فتح الله كولن عالمية، فالرحمة يجب أن تشمل جميع البشر، وأن تتجاوز الحواجز الإثنية والدينية. وأظن أن هذا الأمر في غاية الأهمية، فعلى المسلمين أن يبلغوا رسالة الإسلام العالمية لكل البشر وليس للمسلمين فقط، هناك العديد من المنظمات المدنية الإسلامية التي تركز على مساعدة المسلمين وحدهم، لكن الخدمة تتجاوز ذلك. وأظن أن هذا أهم ما يميز الخدمة، فالخدمة رائدة فيما يمكن أن أُطلق عليه “الأنشطة المبكرة”، رأيتها أول مرة تحدث في تايلاند، فقد رأيتهم لأول مرة يدعون غير المسلمين من البوذيين والمسيحيين على مائدة الإفطار، ويحظى كل منهم بفرصته للتعبير عن نفسه على مائدة الإفطار، وكيف لنا جميعًا أن نتعايش في مناخ يسوده السلام إن لم تكن مثل هذه اللقاءات. لم أشاهد مثل هذه الفاعليات من قبل، وأراها في غاية الأهمية.
ومجتمعنا الإنساني اليوم لن يتحقق فيه سلام، إلا إذا تحقق السلام بين الديانات. هذه الجملة أقتبسها من أحد رجال الدين الكاثوليك” لن يتحقق سلام بين الأمم إن لم يتحقق سلام بين الأديان، ولن يتحقق سلام بين الأديان إلا عن خلال الحوار، ولن يتحقق الحوار إلا إذا كان هناك فهم عميق لطبيعة الدين من قِبَلِ معتنقيه”.
يولي كولن أهمية كبيرة للحوار بين الأديان، ويحاول أن يوسع من دائرة الحوار، وأظن أن هذا أمر هام لأننا نعيش في عالم مليء بالاختلافات، وفي بعض الأحيان تكون هذه الاختلافات سببًا للعداوة والبغضاء وفقدان الثقة، لكن إذا تحقق الحوار تَعرَّف كل طرف على معتقدات الآخر، وهذا يقودنا جميعًا لفهم أفضل، ويمكننا من التعايش السلمي المشترك، لذلك أعتقد أن مثل هذه الفاعليات من الأهمية بمكان، أعتقد أن الخدمة تسعى لإظهار الوجه الحقيقي للإسلام، فاليوم كل ما يعرفه غير المسلمين عن الإسلام هو العنف والإرهاب، والخدمة تسعى أن تظهر للعالم أن هذا ليس هو الإسلام الحقيقي، وأن الإسلام الحقيقي يقدم للبشرية الرحمة والحب للإنسانية، الإسلام الحقيقي هو الذي يساعد البشر