يواصل موقع نسمات للدراسات الاجتماعية والحضارية تقديم شهادات أكاديميين من جنسيات مختلفة حول رؤيتهم للأستاذ فتح الله كولن ولحركة الخدمة، وذلك من خلال الدراسات الأكاديمية حول حركة الخدمة، أو من خلال المتابعات الميدانية لمؤسسات حركة الخدمة، وما تنجزه من مشاريع إنسانية حضارية، وكذلك من خلال اللقاءات الحوارية والتفاعلات مع أبناء الخدمة ومحبيها وما ينطبع في النفوس عن السلوكيات والمثل العليا التي يتخلق بها المؤمنون بفكر الأستاذ فتح الله كولن، والنموذج الذي يقدمونه للإنسانية عن الإسلام كسلوك معايش . وفي الفيديو أعلاه نقدم شهادة أحد الأكاديميين الغربيين وهو البروفيسور/ لورانس جراتي، أستاذ محاضر في علم الآثار ودراسات العهد القديم بجامعة “لاسبرا” بولاية كاليفورنيا، الولايات المتحدة الأمريكية.
“لقد استمتعت باطلاعي على كتابات الأستاذ فتح الله كولن وأعماله، كما عرفت معلوماته عنه وعن حياته في بنسلفانيا، وإلهامه لمشروع الخدمة، ولقد تأثرت بأسلوب حياته وبساطته وطيبته الصادقة، وحبِّه للحقيقة وخاصة تعاليمه المتعلقة بالحوار وحقوق الإنسان ومناهضة العنف والتسامح مع الجميع، وأن كل شخص له حق اختيار ما يؤمن به، ويعبد ما يُريد أن يعبد، وهو شخصية جذَّابة، ويستحق أن يُعرّف به. الإسلام في الغرب -يمكننا أن نقول- تمَّ اغتصابه؛ لأن أقلية من الجماعات الإسلامية متورطة في الإرهاب، وفي تكدير المجتمع، وهكذا الكثير من الغربيين -بمن فيهم الأمريكيون- كان لديهم صورة مشوهة عن الإسلام، وهكذا سمحوا للجماعات المتشددة المتورطة في سحب الحرية من أيدي الناس،سمحوا لمثل هؤلاء أن يمثلوا الإسلام، ولذا فحركة مثل الخدمة مهمة للغاية لتصحيح الاعتقاد الخاطئ عن الإسلام، ولا أعرف مجموعة مسلمة أخرى تقوم بتصحيح المفاهيم التي قدَّمها المتشددون عن الإسلام وانتشرت في المجتمع الغربي سوى الخدمة.
أمرٌ آخر أُقدِّره في الخدمة، أنها تؤكد على حوار الأديان؛ لأن هذا سيجعلنا نأخذ بعين الاعتبار طبيعتنا كأشخاص، والمعتقدات التي أؤمن بها، والأشخاص الذين لديهم استعداد أن يسمعوا لي وأن يتحاوروا معي، وهذا ما جذبني لصداقة هؤلاء الناس. أعتقد أن النجاح المستقبلي للمجتمع يعتمد على أشخاص مثل الخدمة ورجالها، بالتأكيد نحن نحتاج الكثير من هذا في الولايات المتحدة الأمريكية نفسها. فنحن كمجتمع زاد بيننا الاستقطاب بين اليمين واليسار والسياسيون الذين انتخبناهم ليعملوا نيابة عنَّا في الدولة وفي الحكومة الفيدرالية بدلاً من أن يُقدِّموا سياسات وخُططًا مفيدة للشعب يتعاركون فيما بينهم ولا يتم العمل اللازم.
قارن هذا بحركة الخدمة التي تُعزِّز الحوار والمناقشة والتواصل مع المختلفين عنهم، ويقولون لهم: “أخبرني عما تؤمن به وما تُمثِّله وغير ذلك، حتى أعرف ذلك منك”، وبالعكس أيضًا، وخلال هذه العملية يتعلم المجتمع العديد من الدروس، ويقف على ما يطوره، ونتعلم أن نعيش مع بعضنا البعض في سلام وأمان، ونتعلم أنه خلال الحوار والنقاش يمكننا تحقيق أهدافنا بصورة بنَّاءة وليس بصورة هدَّامة للعلاقات. في الحقيقة أنا أعتقد أن مستقبل الإنسانية في يد هؤلاء الذين يريدون أن التَّحدُّث والتواصل مع الآخر بدلاً من التقاتل فيما بينهم