“لا تأتوني بشخص فعل هذا الأمر العظيم وذاك الأمر العظيم!. لا تأتوني بالبطل الذي بالرغم من أنه أسَّس مائة مدرسة لكنه لا يتذكر ما فعل ومتى فعل!. ائتوني بذلك الأسد الذي رغم أنه أمسك بيد عدة من الذين ضلّوا طريقهم فساقهم إلى طريق الإنسانية الحقيقية، وارتقى بهم إلى القيم الإنسانية الكبرى… لكنك إن سألته عن هذا كله يقول: “لا أعرف، لا أتذكر”.
ائتوني بالذي إذا فتح إسطنبول قال: “لا أدري كيف حدث هذا، ليس لي من الأمر شيء”. كان هناك “خضر شلبي” و “ومُلَّا خُسْرُوا” و “ومُلَّا كُراني” و “آقْ شمس الدين” وأمثالهم ..
أعتقد أن هذا حدث بتشجيع هؤلاء الناس وبفضلهم هم”. لا تأتوني بالمتكبر المعجب بنفسه، الذي عمل عملا ونه مثقال ذرة، وهو يتباهى به ويُحاول أن يصوره كالجبل. بل ائتوا بأمثال الذين ذكرت حالهم آنفًا .. والسلام.
إن أصدقاءكم ذهبوا إلى أنحاء العالم، وحقَّقوا هذا نوعًا ما، وإن كان في إطار “الظِّلِّيَّة”، لا مبالغة في هذا، ولا أقول هذا من أجل علاقتي بهم..
مجهولو الأسماء، مجهولو الألقاب، حتى الذين يُعدُّون وراء هذه الأمور .. لا يعرفونهم بنسبة واحد في الألف، ولا يعرفون أين ذهبوا.. حتى هم أنفسهم عندما ذهبوا إلى بلدة لا يعرفون لماذا ذهبوا. أُقَبِّل نواصيهم جميعًا.
ورغم أني لا أرى من الصواب انحناء إنسان أمام إنسان وقيام إنسان لإنسان؛ لأن مفخرة الإنسانية صلى الله عليه وسلم يقول: “لا تقوموا كما تقوم الأعاجم!”، لو كان لي ألف روح لأفديتها لكلام سيد المرسلين، إلا أنني أنحني لتقبيل أقدام هؤلاء، والسلام.