خضع طلاب جامعيين للاستجواب، وتم الزج بهم داخل المعتقل على ذمة التحقيق منذ أيام، خوفا من انتمائهم إلى حركة الخدمة.
وخلال عملية الاستجواب طرح على الطلاب المعتقلين أسئلة عن كيفية عثورهم على سكن طلابي للمكوث به وما إن كانوا قد ذهبوا في رحلة خلوية في إسطنبول.
وكانت الشرطة اعتقلت عددا من الطلاب الجامعيين، الذي يتلقون التعليم عن بعد بسبب أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد، في مدن تركية مختلفة من ثم رحلتهم إلى إسطنبول يوم الجمعة الماضي.
وشملت عمليات الاعتقال 26 شخصا من بينهم 23 طالب التحقوا بالجامعة هذا العام وتتراوح أعمارهم بين 18 و20 عاما وشخص يبلغ من العمر 40 عاما وشخصين يبلغان من العمر 25 عاما.
وبعد مكوثهم بالمعتقل أربعة أيام بدأ استجواب الطلاب المعتقلين، حيث تم سؤالهم عما إن كانوا قد تواصلوا مع أحد للمكوث في سكن طلابي تابع لحركة الخدمة التي تتهمها أنقرة بتدبير انقلاب عام 2016، وما إن كانوا قد شاركوا في نزهة خلوية تم تنظيمها وقت قدومهم إلى إسطنبول لتسجيل أسمائهم بالجامعات.
جدير بالذكر أنه في شهر مايو من عام 2019 اعتقلت قوات الأمن التركية 18 طالبا بجامعة سقاريا من بينهم طلاب أجانب وطرحت الأسئلة نفسها عليهم.
وكان من بين الطلاب سنانور أوزجريت ابنة الأكاديمي أحمد توران أوزجريت الذي تم فصله من قسم هندسة الكمبيوتر بجامعة سقاريا بموجب أحد مراسيم حالة الطوارئ ولقى حتفه بعد إصابته بالسرطان داخل السجن.
يذكر أن أن الآلاف من المساكن الطلابية وصالات القراءة ومراكز دروس التقوية والتحضير الجامعي والمدارس التي فتحتها حركة الخدمة في كل أنحاء تركيا، لتقديم خدماتها بالمجان، خاصة في المناطق الشرقية، كانت “جسورًا” تحمل أبناء الجماهير العريضة الفقيرة، إلى كل المراحل الجامعية بعد أن كانت الجامعات حكرًا على النخب من الأغنياء فقط؛ ذلك أن مستوى التعليم في المدارس الرسمية كان منخفضًا جدا بحيث لا يمكن النجاح في الامتحان الجامعي بدون دعم خارجي. فكان الأغنياء يرسلون أبنائهم إلى المدارس الخاصة الأجنبية، في الأغلب، أو يحصلون على دروس خاصة في منازلهم؛ في حين أن الجماهير العريضة الفقيرة لم يكن بمقدورها الدراسة في المدارس الخاصة ولا تتلقى دروسا خاصة في منازلهم، وبالتالي كانوا لا يستطيعون الانتقال إلى المرحلة الجامعية والوظائف العامة بعد انتهاء المرحلة الثانوية في المدارس الرسمية.
إلا أن الرئيس أردوغان أغلق جميع مراكز الدروس والتحضير الجامعي التابعة لحركة الخدمة، إلى جانب إغلاقه آلاف من مؤسساتها التعليمية من مدارس والجامعات بدعوى أنها حركة إرهابية، مما أدى إلى ظهور هذه الفجوة الطبقية بين الطلاب الأغنياء والفقراء، كما استولت حكومة العدالة والتنمية على المدارس الخاصة والجامعات التابعة لحركة الخدمة.
–