بما أنَّ المجتمعات العالمية تواجه ظروفًا صعبة، فإن النشاط المدني المشترك عبر الحدود يأتي بأهميّةٍ كبرى في تعزيز الحوار والتفاهم وتبادل الخبرات والتجارب بين المجتمعات. إنَّ توفير الفرص للتفاعل والتواصل بين الأفراد والمؤسسات على مستوى الدول والمناطق، يمكِّن من تعزيز روح التعاون والتضامن، وتحقيق التطور والازدهار.
يُمكن تحقيق الأهداف الأعلى للنشاط المدني المشترك عبر الحدود عن طريق التعاون والتنسيق بين المجتمعات والدول. فالعمل الجماعي والتفاعل المشترك يساهمان في تعزيز العلاقات الدولية وإقامة روابطٍ تجارية وثقافية قوية. إنَّ هذه العلاقات المتينة تمكِّن الأفراد والمؤسسات من تبادل الخبرات والتجارب، وتعميق الفهم المتبادل وتحقيق المصالح المشتركة. بذلك، يتم تعزيز الحوار البناء والتفاهم المتبادل، ويتم الحد من الخلافات والصراعات بين المجتمعات.
وبصفتها أداة رئيسية في تعزيز الحوار والتفاهم، يمكن للنشاط المدني المشترك عبر الحدود أن يلعب دورًا حيويًّا في تطوير المجتمعات وتحسين الحياة فيها. فإذا كان هناك تعاون وتضامن بين المجتمعات المختلفة، يمكن تحقيق التطور والازدهار في العديد من المجالات الاجتماعية.
ومن بين النماذج الرائعة للنشاط المدني المشترك عبر الحدود، نجد حركة خدمة التي تعد حركة تعليمية ودعوية متأسسة في تركيا في بداية السبعينيات من القرن العشرين. تهدف هذه الحركة إلى توليد “الخير الاجتماعي” في كافة أنحاء العالم، والذي يظهر في أنشطة سلمية مثل تعزيز الحوار بين المجتمعات، وحقوق الإنسان، والمحبة والتسامح، والأخلاق، والتعليم، وقضايا المرأة، والقضاء على الفقر. كما تسعى هذه الحركة إلى تعزيز القيم الإنسانية والديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان والتنمية المستدامة.
وقد انتشرت هذه الحركة على نطاق واسع في العديد من الدول، حيث تتمحور نشاطاتها حول مختلف المجالات المفيدة للإنسانية، مثل التعليم والصحة والإغاثة والتنمية الاجتماعية. فهي تعتبر قوة محركة في خدمة المجتمعات المحلية والعالمية، وتعزز التفاهم والتعاون بين الثقافات والدول، وتشجع على التطوع والمشاركة المجتمعية لتحقيق مصلحة الإنسان. علاوة على ذلك، فإن هذه الحركة تساهم في ترسيخ قيم العدالة والمساواة والاحترام المتبادل، وتعزز العمل الجماعي لبناء مجتمعات أفضل للجميع.
تنصب أهم أهداف حركة خدمة على تعزيز الحوار والتفاهم بين ثقافات وأديان مختلفة، وتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة والعالم. ومن خلال هذه الأهداف، تسعى الحركة إلى إيجاد وسيلة للتواصل السلمي والاحترام المتبادل بين المجتمعات المتعددة الثقافات والمتنوعة الأديان. فعندما يكون هناك فهم متبادل للتقاليد والعقائد والقيم بين الأديان المختلفة، يمكن للمجتمعات أن تتعايش بشكل أفضل وتحقق السلم والاستقرار.
وتشهد حركة خدمة اهتمامًا كبيرًا في العديد من الدول، إذ يرون فيها أداة مهمة لتعزيز السلام والتعاون بين الشعوب، وهو ما يجعلها محل اهتمام كبير في المجتمعات المختلفة. ورغم حملات التحريض الإعلامية التي شنت ضدها في بعض الأحيان، فإن الحركة لا تزال تحظى بشعبية واسعة في الكثير من الدول، وتواصل جهودها المستمرة لتحقيق الأهداف النبيلة التي تنادي بها.
وتتجذر الحركة في الإيمان، وتستوحي إلهامها من فكر الفقيه الجليل، فتح الله غولن، الذي اجتهد في تأصيل أفكار الإسلام وتجديدها، وتفعيلها في سبيل تعزيز الأهداف المدنية والأخلاقية الإسلامية، وتطوير الفرد والمجتمع، وتوجيه الحضارة نحو الأفضل.
ونجحت الحركة في بناء شبكة عالمية من المؤسسات الاجتماعية والثقافية، وهي شبكة شاملة تضم المدارس ومراكز التدريب والجامعات ووسائل الإعلام ودور النشر والمستشفيات ومراكز الحوار ومنظمات الإغاثة، وتحقيق أهدافها في تحويل الفرد والمجتمع بطريقة تؤدي إلى إنتاج جيل ذهبي، وهو جيل قادر على تولي القيادة في جميع مجالات الحياة البشرية.
وتتميز الحركة بأنها حركة اجتماعية مبنية على الإيمان والقيم الإسلامية، وتحرص على تعزيز الأخلاق والقيم الإنسانية وتطوير الفرد والمجتمع وتوجيههما نحو الخير، وهي مبادئ وقيم تتجذر في الإسلام وتتوافق مع المتطلبات الحديثة للحياة الإنسانية. وبهذا الصدد، فإن الحركة تعد إحدى الأشرعة الروحية التي تقود الإنسان نحو الأفضل، وتوفر له المعين والقوة لتحقيق أهدافه الرفيعة في هذا العالم.
وتمتاز حركة غولن بدورها الريادي في تعزيز الحوار والتفاهم الدولي، وتتمثل جهودها في توطيد العلاقات الثقافية والاجتماعية والتربوية بين مختلف الثقافات والأديان والمجتمعات. وتسعى الحركة بكل جهدها إلى تعزيز التربية والتعليم، وتطوير القيادات المجتمعية، بالإضافة إلى تقديم الخدمات الاجتماعية والصحية والثقافية. وتؤكد الحركة بأن التعاون والتضامن بين المجتمعات المختلفة يشكل أساسًا أساسيًا في تحقيق السلم والاستقرار العالمي، وتحذر من خطورة التصعيد والصراعات الدولية التي تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
وتتمحور مبادئ الحركة حول الإسلام والقيم الإنسانية العالمية، وتتمثل رؤيتها في تعزيز التعايش السلمي والتعاون العالمي، والتقدم الاجتماعي. وتؤمن الحركة بضرورة الالتزام بالقيم الإنسانية والمثل الحسنة، وتعمل على تعزيزها في جميع المجالات الحيوية للحياة، مثل التعليم والثقافة والعلوم والصحة والرفاهية.
ويعتبر الحوار والتفاهم الدولي من أهم أولويات الحركة، وتسعى بكل جهدها إلى تحقيق ذلك من خلال تنظيم ورش عمل ومؤتمرات دولية تجمع بين مختلف الأديان والثقافات والمجتمعات، وتعمل على تعزيز التفاهم والتسامح والتعايش السلمي. وتعتبر الحركة قوة رائدة في تحقيق السلم والاستقرار العالمي، وتعمل بكل جهدها للحد من الصراعات والتصعيد بين المجتمعات.
فتتميز حركة خدمة بنهجها النظري والفلسفي في التعامل مع العلاقات العالمية. فهي تؤمن بأن المساهمة في الحياة المدنية العالمية هي واجب إنساني، وأنه يجب على الأفراد والمجتمعات المحلية أن يسعوا جاهدين لتحقيق العدالة والسلام والرفاهية لجميع الناس في العالم. وكما يرى البعض فيما يقول”تعتبر حركة خدمة تحولًا نوعيًا في مفهوم العمل الإنساني العالمي، فهي تأسست على أسس فلسفية ونظرية تعتمد على قيم العمل التطوعي والمساهمة في بناء المجتمعات المدنية الحديثة.
ويقدم فتح الله كولن رؤيتَه الراقيةَ والمتفرّدة حول مفاهيم “الترقي”، “الحرّيّة”، “المدنيّة” وما شابه ذلك من المفاهيم الحديثة، حيث يرفض دخولها في نقاش جدلي يثير الجدل والانقسام، وبدلاً من ذلك، يعالجها بالتفكير العميق والتحليل المتأني. فهو يعتبر هذه المفاهيم قيما ثمينة ويستقبلها بصفة إيجابية، كما أنه يؤمن بأن الأشياء الأكثر نقاء ولمعانا وجودة هي التي تتطوّر وترتقي من خلال المحتوى الذي تمتلكه من زواياها المختلفة.
وبالتالي فإن الاكتفاء بمجرد الوجود والتعايش مع ما هو موجود، هو ضعف وضياع للهدف والغاية الأسمى. ويرى فتح الله كولن أن الترقي هو تجاوز الوجود الحالي والسعي لإنتاج أعمال أكثر نظاما وأفضل جودة. وهذا هو ما يعرف بالترقي، حيث يتم تطوير الذات وتحسين الأداء وتطوير الأفكار والتفكير الإبداعي، وذلك بالاستمرار في العملِ والتعلم والتطوّر. وبالتالي، فإنَّ الترقي يمثّل الهدف النهائي للأفراد والمجتمعات، حيث يساعد على تحسين الحياة والمجتمع بشكل عام، ويعزز القدرة على التعاون والتفاعل والتفاهم بين الناس.
فهوينظر الإنسان إلى ذاته على أنه مخلوق مدني في جوهره، وذلك بحسب ما يمليه عليه فطرته البشرية. ومن ثم، فإنه يظهر على الوجه الأكمل صلاحياته وميوله الطبيعية في الحياة المدنية، وهذا يعني أنه يكون قادرًا على التأقلم بشكل أفضل مع بيئة الحياة المدنية، وفقًا لاحتياجاته الأساسية. وقد قام الإنسان منذ بدء تاريخه بتعزيز هذه القدرات التي لديه في العيش المدني، وتوسيع نطاقها لتصل إلى مستويات أعلى من التمدن والتكنولوجيا والصناعة، حتى أصبحت تلك القدرات والمهارات وسيلة أساسية لنجاحه وازدهاره في الحياة.
ومن هنا، فإن الإنسان المدني هو المنفتخ المتطور في هذا البيئة الملائمة، والذي يمكنه أن يعبر عن نفسه بحرية ويتمتع بحقوقه المدنية والاجتماعية، وفقًا لما جاء به التطور الاجتماعي والفكري والتقني.
ومن الجدير بالذكر أن الاهتمام بالأبعاد الروحية والذهنية والمعنوية للحياة الإنسانية يعتبر من أهم الأمور التي يجب التفكير فيها، وذلك بما يساعد على تعزيز الوعي الروحي والفكري لدى الإنسان، ويساعد على بناء شخصية متوازنة ومستقرة.
ولذا، فإنه من الضروري أن يتجنب الإنسان المدني الابتعاد عن المبادئ السامية التي تنطوي على العدل والإنصاف، وأن يبحث عن النمو الروحي والفكري في أبعاد الحياة المختلفة، بدلًا من الانغماس في الرغبات المادية والجسدية.
وهكذا يصرخ كولن بأفكاره المتعلقة بالديمقراطية، ويبين ما يجب العمل به لتحقيقها وكيف يمكن استثمارها لخدمة الإنسانية. ومع ذلك، يجد كولن أنه غير صحيح عقد مقارنة بين الديمقراطية والإسلام على أساس واحد. ويؤكد أن ذلك ليس منهجًا علميًا، ولا يستند إلى معايير علمية تضع الموازين في نفس المستوى. فالإسلام يعتمد على الوحي ويسعى إلى سعادة الآخرة والدنيا، ويسعى لتوفير السلم والهدوء والعدالة في العالم، بينما الديمقراطية هي مجرد نظام إداري في الغالب.
ومن الجدير بالذكر أنه إذا كان هناك نية لعقد مقارنة بين الإسلام والديمقراطية، فيجب إجراؤها بين الأسس الإدارية لكل منهما، لأن هذه هي الأسس التي يتم تطبيقها في الحياة العملية. ويشير كولن إلى الحديث النبوي الذي يوضح أن الإسلام يعتمد على مبدأ المساواة بين الناس أمام القوانين، وأنهم جميعًا متساوون بشرًا، ولا يوجد فرق بينهم. ويجب علينا أيضًا الاستماع إلى الحديث الشريف الآخر الذي يدعونا إلى أن نكون عباد الله إخوانًا، فالمحبة والتعاون والإخاء هي مبادئ أساسية للإسلام والديمقراطية على حد سواء.
ويؤمن أتباع الحركة حركة خدمة العمل الجماعي العابر للحدود وتشجيع التنمية المستدامة والتحول الاجتماعي المؤسسي. وبهذا الشكل، تسعى الحركة إلى تحسين العلاقات الدولية وتحقيق السلام العالمي من خلال التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف.
تعد حركة خدمة نموذجاً يحتذى به في النهج النظري والفلسفي للتعاون العالمي والتعامل مع التحديات العالمية. وهي تؤكد على ضرورة تفهم القضايا العالمية وتحليلها وتطوير الحلول العملية لمواجهة هذه التحديات، وذلك عن طريق إشراك المجتمع المدني المحلي والعالمي والمؤسسات والحكومات في عملية صنع القرارات. وبهذا الشكل، تتميز الحركة بتوجهها الفلسفي القوي نحو تحقيق العدالة والسلام والرفاهية للبشرية جمعاء. ويرى الأستاذ فتح الله كولن أن التعاون الدولي الفاعل والمؤثر بين المجتمعات المدنية والدولية يتطلب اتباع نهج فكري يتمثل في العمل الجماعي الشامل الذي ينصب اهتمامه على الإنسان كوحدة أساسية وتحقيق الخير العام.
يعتبر النهج الفلسفي والنظري لحركة “خدمة” أساساً لمنهجها العملي في التعامل مع القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، حيث يتمثل هذا النهج في تعزيز القيم الإنسانية والتعاون الدولي والحوار المجتمعي الفاعل والمؤثر. ويهدف هذا النهج إلى توحيد المجتمعات المختلفة على أساس قيم العدالة والمساواة والحرية والاحترام المتبادل، وتعزيز الحوار والتفاهم بين الثقافات والأديان المختلفة. وحسب ما يوكد الأستاذ فتح الله غولن أن حركة خدمة تعتمد على قيم الحوار والتفاهم والتعاون في بناء جسور التواصل بين الثقافات والأديان والمجتمعات المختلفة، وذلك لتعزيز روح التعايش السلمي والاحترام المتبادل.
وتتميز حركة “خدمة” بنهجها المستند إلى المشاركة الحقيقية للمجتمع المحلي في تحديد احتياجاته ومشكلاته، وتوفير الحلول المناسبة لها، وذلك من خلال العمل التطوعي والتعاون المؤسسي والتعاون الدولي. وتعد حركة الخدمة مثالاً على التزامها بالتعاون الدولي والحوار المجتمعي، حيث تنظم المؤسسات التابعة لها ندوات ومؤتمرات دولية، وتشجع على التبادل الثقافي والتفاعل الإيجابي بين المجتمعات المختلفة،
وتفوق حركة غولن بمشاركتها المدنية العابرة للحدود، حيث تعمل في العديد من الدول حول العالم وتشارك في العديد من المشاريع والأنشطة المدنية المختلفة. وتعتمد الحركة على آليات المشاركة التي تشمل التعاون المحلي والدولي، وتوسيع الشراكات مع الجماعات والمؤسسات المحلية والعالمية، وإقامة برامج التدريب والتعليم والخدمة الاجتماعية، ودعم الأنشطة الاقتصادية والثقافية والفنية.
وتؤثر آليات المشاركة التي تعتمدها حركة كولن في المجتمعات المحلية والعالمية بعدة طرق، منها:
- تعزيز الوعي الاجتماعي: يساعد نهج حركة كولن على توعية الناس بأهمية العمل المدني والتعاون الدولي، وتحفيزهم على المشاركة الفعالة في الأنشطة المدنية.
- تعزيز التعليم والتدريب: تعمل حركة كولن على تعزيز التعليم والتدريب في المجتمعات المحلية والعالمية، من خلال تنظيم دورات تدريبية وورش عمل وبرامج تعليمية تهدف إلى تحسين مستوى التعليم والمعرفة في المجتمعات.
- تحسين الخدمات الاجتماعية: تعمل حركة كولن على تقديم الدعم والمساعدة للمجتمعات المحلية في مجالات مثل الصحة والتعليم والخدمات الاجتماعية الأخرى
- تعزيز التعاون والتآزر المجتمعي: تشجع حركة كولن على التعاون والتآزر المجتمعي وتشجيع المشاركة المجتمعية، مما يعزز العلاقات الاجتماعية ويعمل على بناء المجتمعات المتكاتفة والمترابطة.
- تعزيز الحوار والتفاهم الثقافي: تؤمن حركة كولن بأهمية الحوار والتفاهم الثقافي بين الشعوب والثقافات المختلفة، وتعمل على تحقيق ذلك من خلال تنظيم الندوات والمؤتمرات الدولية والمحلية والتعاون مع المؤسسات الدولية المشابهة.
- تعزيز التعايش والسلم الاجتماعي: تسعى حركة كولن إلى تعزيز التعايش والسلم الاجتماعي بين الناس، وذلك من خلال دعم المشاريع الاجتماعية والإنسانية المختلفة وتنظيم الأنشطة الترفيهية والرياضية والثقافية المشتركة.
- تحسين الاقتصاد المحلي: تعتبر حركة كولن أن تحسين الاقتصاد المحلي هو جزء أساسي من مسؤولياتها الاجتماعية، وتعمل على تنظيم الأنشطة الاقتصادية والمشاريع الاجتماعية والثقافي.
- العمل الخيري والإنساني: تشجع حركة كولن أتباعها على المشاركة في العمل الخيري والإنساني في مختلف البلدان. تقدم الحركة المساعدة في المجالات المختلفة مثل التعليم والصحة والإغاثة الإنسانية والتنمية المجتمعية.
تناولت المقالة الحديث عن حركة كولن ونجاحاتها في تحقيق أهدافها عن طريق المشاركة المدنية العابرة للحدود. فقد حققت الحركة إقبالًا كبيرًا في العديد من الدول بفضل جهودها المستمرة في توفير التعليم والخدمات الصحية والإنسانية للمجتمعات المحلية. ويتميز نموذج حركة كولن بأنه يركز على التعليم والتثقيف ويشجع الأفراد على المشاركة في الحياة العامة والعمل الخيري والتطوعي في جميع أنحاء العالم. ويحث على العمل الخيري والتفاني في خدمة الآخرين وإعادة اكتشاف الأخلاقيات الإسلامية الأساسية، ويعمل على تعزيز القيم الإنسانية المشتركة. ومن أهم ميزات حركة كولن هو مرونتها في التعاون والتفاعل مع الآخرين بغض النظر عن الثقافة أو الديانة أو الجنسية، فتعاون أعضاؤها مع بعضهم البعض في مجالات مختلفة، ويسعون جاهدين للمساهمة في بناء مجتمعات أكثر إنسانية ومتسامحة. وتعتبر حركة كولن مثالًا يُحتذى به في المشاركة المدنية العابرة للحدود، حيث يسعى أفرادها إلى تحقيق الخير للجميع. ويعملون بشكل مشترك مع مختلف الجهات الحكومية والمنظمات الغير حكومية، ويسعون إلى بناء عالم يسوده السلام والتعايش السلمي بين الثقافات والأديان. ومن خلال هذه النقاط يمكن القول بأن حركة كولن تمثل نموذجاً فريداً وناجحا للمشاركة المدنية والخيرية العابرة للحدود.