من هو “فتح الله كولن؟”
أحد أشهر علماء الإسلام ودعاته المعاصرين على مستوى العالم، احتل المرتبة الأولى في قائمة أهم مائة عالم في الاستطلاع الذي أجرته مجلة Foreign Policy سنة 2008 ومجلةProspect البريطانية المشهورة. وقد أنشأت له عدة جامعات في الولايات المتحدة، وأندونيسيا، وأستراليا أقساما خاصة باسمه ” كرسي أكاديمي”، ومراكز علمية متخصصة لدراسة أطروحاته ونظرياته الدعوية والفلسفية والإصلاحية.
ولد محمد فتح الله كولن في17 رمضان1357 هـ 10-11-1938مـ بمحافظة أرضروم شمال شرق تركيا.
ألقى الأستاذ فتح الله آلاف المحاضرات العلمية والدينية والاجتماعية والفلسفية والفكرية في المنتديات العامة. وعقد آلافاً من اللقاءات وحلقات الدرس الخاصة التي أجاب فيها على الأسئلة المحيرة التي كانت تجول في أذهان الناس، وتؤرق الشباب خاصة ولا يعرفون جوابها، وكانت حيرتهم تلقي بهم في مهالك الشبهة والإلحاد. ومنها الأسئلة المتعلقة بنظرية دارون، وحقيقة الروح، والقضاء والقدر إلخ.. وكانت أجوبته على هذه الأسئلة بلسماً شافياً لعقول وقلوب الشباب وجمهور الناس مما جعلهم يلتفون حوله ويطلبون إرشاداته، ويحولون توجيهاته إلى مشروعات نافعة في مختلف المجالات.
اهتم الأستاذ فتح الله بالحوار منذ بداية التسعينات من القرن العشرين على المستوى المحلي داخل تركيا (بين أصحاب التيارات الفكرية المختلفة ) وعلى المستوى الإقليمي والدولي بين أتباع الديانات وأبناء الحضارات والثقافات المتعددة، ودعا إلى نهج التسامح ونبذ التعصب وإدانة العنف، ولقيت دعوته هذه صدى إيجابياً في تركيا وخارجها، ووصلت إلى ذروتها في الاجتماع الذي تم عقده في الفاتيكان مع البابا تلبية لدعوة البابا لـه.
غطت نشاطات المؤسسات التابعة لحركته القارات الخمس: فهناك المؤسسات التعليمية (آلاف المدارس وعشرات الجامعات، ومئات المدن الجامعية)، والإعلامية (صحف، ومجلات، ومحطات إذاعية، وفضائيات تبث بعدة لغات)، إلى جانب مؤسسات العلاج والمشافي، وعدد من أكبر دور النشر في تركيا وخارجها، وأنشطة أخرى غير ما سبق.
يرى الأستاذ محمد فتح الله بأن العالم أصبح -بعد تقدم وسائل الاتصالات- قرية صغيرة ؛ ولهذا فإن أي حركة قائمة على الخصومة والعداء لن تؤدي إلى أي نتيجة إيجابية، وأنه يجب الانفتاح على العالم بأسره، وإبلاغ العالم كله بأن الإسلام دين الرحمة، ويدعو إلى الأخوة بين بني البشر، وأن المسلم لا يمكن أن يكون إرهابيا وأن الإرهابي ليس بمسلم، كما أن هناك مجالات واسعة للتعاون بين الإسلام وبين الأديان الأخرى.
يؤكد الأستاذ في كل مناسبة أن المستقبل للإسلام، وأن نوره سوف يسطع وينشر السلام والمحبة والتعاون على العالم كله، لأن في الإسلام دواءً لكل الأمراض التي يعاني منها إنسان العصر الحديث.
للأستاذ محمد فتح الله كولن أكثر من خمسين كتاباً تتناول القضايا الكبرى في الفكر الإسلامي ومشكلات العصر، بعض كتبه مترجم من التركية إلى40 لغة منها: العربية والإنجليزية والفرنسية والألمانية والروسية والإسبانية وغيرها من اللغات الحية, وله آلاف الخطب والمحاضرات والمواعظ المسجلة إضافة إلى مئات المقالات المنشورة بالمجلات والصحف داخل تركيا وخارجها. وله ديوان شعر في مجلدين بعنوان ” المعزف المكسور”. وهناك عشرات المواقع الإلكترونية على شبكة الإنترنت، تبث بعدة لغات، وتنشر مقالاته ومؤلفاته وأخباره ونشاطات حركته العالمية المهتمة بالإنسان تعليماً ورعايةً وروحاً.