لقد احتذى الأستاذ فتح الله كولن خُطى نبيه المصطفى في سيرته العملية؛ إذ سلك سبيل التفسير العملي للقرآن من خلال السعي بلا هوادة إلى إرساء فلسفة الخدمة التي تنبني على تحقيق الإنجازية الواقعية لتعاليم الإسلام.
فجاءت من ثمة برامج الخدمة صعيدًا للتأسيس الخيري، وفضاء للتباري الإحساني والتشييد المشاريعي الذي ينهض بالأمة وتستعيد به روح دينها العملي على النحو الفعلي: «الدين ما وقر في القلب وصدّقه العمل»، «الدين المعاملة». فمشروطية العمل والتنفيذ هي ركن العقيدة الإسلامية، ولا يكتمل أداء الفرض الشرعي إلا بالثمار، إلا بالبعد الواقعي والمعادل الموضوعي على أرض الواقع، وفي حياة الأفراد والجماعات.
فزكاة القرآن تجسدها حركة فتح الله كولن من خلال هذا الخروج المتزايد لأبناء تركيا ممن استقطبتهم -ولا تزال- أنوار الخدمة، وتُشَرِّعُ في وجوههم إمكانات العمل وتحقيق الذاتية المتفانية في ذات المصطفى وتفعيل أوامره ونواهيه في مجال بناء النفس والإنسان، وإرساء الوقفيات ذات النفع الأصيل التي تهيئ لنهضة الأمة.
Leave a Reply