سمعت من إخوة كثيرين مرارا ما يلي:
“أنا بدأت عملي أجيرا بسيطا. ثم جئت إلى اسطنبول، اشتريت أرضا بمكسبي المتواضع بإذن الله. الأرض أنجبت أرضا أخرى، الأرض أنجبت مبنى، المبنى أنجب مبنى آخر.. ومن ريعها أنشئت مباني بنوك.. ومنها أنشئت فيلل.. ومنها أنشئت مساجد مثل السليمية في بقعة ما في العالم. كان الله هو المعطي يومها، وها هو اليوم يأخذها”.
يقص ذلك مبتسما. يقول “قلبي مطمئن، الله أعطاني والله أخذ”. ولا يكفي، بل يبرر لهذا الفهم فيقول “لعل شيئا من حظ النفس خالط هذا الكسب. لعل الحساب سيكون عليه شاقا في الدار الأخرى، فأخذه الله هنا ليعفيني من الحساب هناك”. هناك أبطال يفكرون على هذا النحو “هو المعطي وهو الآخذ”.

سمعت العديد من إخواننا يقولون “الله أعطانا وهو الذي أخذ. فلله الحمد آلاف المرات”. وهكذا في اللحظات الأولى من الصدمة ينبغي الاعتصام بالصبر. فخر الإنسانية (ص) يقول “إنما الصبر عند الصدمة الأولى”. عندما يطعنونك بالإبرة، صُرّ على أسنانك ولا تقل “أفّ”.

سنستمر على هذا النحو، سنصبر عند الصدمة الأولى، ولن نشكو. “رأينا شدة الدهر، على الله توكلنا.”عندما صدمتنا شدائد الدهر ردّدنا: “ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير.” وبـ“حسبنا الله ونعم الوكيل” لهجنا. وبـ”نعم المولى ونعم النصير” تنفسنا. وبـ”حسبنا الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم” كلامنا ختمنا.

Leave a Reply

Your email address will not be published.