تلقي هذه الدراسة أضواء كاشفة حول فكرة “تعددية انتماءات المشاركين في حركة الأستاذ كولن” باعتبارها إحدى السمات البارزة لهذه الحركة، كما تبرز الدراسة طريقة عمل المجموعات الخِدْمية في الحركة، حيث تتخذ الشبكات الخِدْمية أشكالاً راسخة ومستقرة نسبيًّا؛ إذ بينما يلتحق أفرادٌ ويغادر آخرون ويحل بعضهم محل بعض، تستمر المشروعات وتتواصل. ومن ثم فإن آلية عمل هذه المجموعات الخِدْمية تعمل من تلقاء نفسها لا انطلاقًا من مركز أوحد.

كما تتعرض الدراسة للآثار المترتبة على هذه التعددية، وما تتيحه المشاركة من فرص معرفة الذات والترقي واكتشاف المعنى، والثقة والاستقرار والتقدير، والاحتواء واللاعنف، والتدريب المهني والحراك الاجتماعي، وغير ذلك مما تعرضت له الدراسة.

وتحت عنوان “نقاط للمناقشة”، أبرزت الدراسة الانتقادات الموجهة للحركة في إطار تعددية الانتماءات، وختمت الدراسة حديثها ببيان الأثر العام لهذه التعددية والمشاركة في مشرع الأستاذ كولن، حيث يعمل المشاركون في شبكاتها ومؤسساتها بهدف القضاء على الجهل والأعمال العدائية، والفجوات التي توجد داخل المجتمعات وفيما بينها.

[gdlr_divider type=”solid” size=”50%” ]

تُتيح العلاقاتُ المتغلغلة داخل الحياة الاجتماعية للأفراد، إمكانيةَ إضفائهم المعنى على عالمهم. وبما أن السلوك الإنساني ليس سلوكًا أحاديَّ البُعد، فغالبًا ما يتم السعي للوصول إلى حل المشكلات التي تُصيب -بصورة يومية- علاقاتِ الأفراد بعضهم ببعضٍ (وغيرها من القضايا)، من خلال شبكات أو مجموعات من الأشخاص يتواجدون في محيطٍ تربطه قنوات التواصل، ومن ثمَّ يصبح بوسعهم مقاربة هذه المشكلات وهم داخل حيز الجماعة، فيندمجون طوعًا داخل شبكة من العلاقات الاجتماعية، أو يتأقلمون تبعًا لمخططات ترمي إلى تحسين الظروف التي يعيشون فيها(2).

إن إحدى السمات البارزة لحركة كولن هي تعددية انتماءات المشاركين فيها؛ حيث لا ينتمي الأفراد إلى أي تجمُّع أو شبكة واحدة، بل يُسهمون في عدد من مناحي الحياة الاجتماعية، والأنشطة المتنوعة.

أهمية الشبكات وتعددية الروابط للمجتمع

إن من شأن العلاقات الاجتماعية، أن تجعل من انضمام الأفراد وإسهامهم فيما أسميناه بالشبكات، أمرًا ميسورًا وخاليًا من الصعوبة، حيث تساعد هذه الشبكات في إحداث التفاعلات التي تتم بين العلاقات والروابط والاهتمامات والتطلعات وتعمل على تعزيزها، ومن خلالها يكتسب الأشخاص مزيدًا من القدرة على بلوغ نُظُمٍ وعلاقاتٍ ومفاهيمَ وغاياتٍ ما كان لهم أن يبلغوها بمفردهم(3).

ولعل الحركات، بحكم كونها تجليًا للشبكات أكثر من كونها منظمات رسمية، أن تكون أكثر جذبًا للداعمين والأنصار وليس للأعضاء، رغم أن هؤلاء الداعمين غالبًا ما يكونون أكثر التزامًا من أولئك الذين يتمتعون بعضويات رسمية في الأحزاب السياسية(4)، ولذا فإن “ديلا بورتا” و”دياني” يؤيدان الفكرة القائلة بأنه ليس ثمة “أعضاء” في الحركات الاجتماعية، بل “مشاركون”. وفي السياق نفسه، يستعمل “ميلوتشي” مفهوم “الانتماءات المتعددة”، للدلالة على تعددية الانتماءات أو المساهمات(5).

وتُظهر الدراسات التي أجريت على الحركات الاجتماعية، أو منظمات الحركة الاجتماعية (SMO)، أن التفاعلات بين الأشخاص، والروابط الوجدانية، وإحداث التأثيرات الاجتماعية، من خلال العلاقات المباشرة، هي الخلفيات أو القنوات الرئيسية التي يتم من خلالها المساهمة في الشبكات أو الحركات الاجتماعية(6). وقد أطلق عالم الاجتماع “ماك آدم” وزملاؤه على هذه التفاعلات أو التأثيرات التي تحدو بالأشخاص إلى المساهمة، اسم “سياقات التعبئة الصغرى”، مؤكدين على أن “الاحتكاك الشخصي المسبق هو أكثر مصادر الحركات قدرة على حشد الأتباع”(7).

ثم ما إن ينخرط الأشخاص في خيوط الشبكة، حتى يبدؤوا بالتفاعل والاستغراق في مشاورات يضعون من خلالها مخططات معرفية وتحفيزية، ويُفعِّلون عن طريقها الموارد المادية، ورأس المال الثقافي، والعمالة اللازمة لبدء العمل(8). وفي مثل هذه السياقات، تساعد العمليات الاجتماعية والمعرفية في وضع الأساس المنطقي الذي يُسوِّغ تكوين منظمات الحركة الاجتماعية والمشاريع التابعة لها، فضلاً عن توصل الأشخاص إلى قناعة مفادها أن منظمات الحركة الاجتماعية وخدماتها بالغةُ الضرورة، وجديرة بكل أشكال الدعم والمساهمة(9).
ومن خلال عملية المشاركة هذه، يشعر الأشخاص بالقيمة المعزوة إلى الرؤى الفردية داخل الشبكة، ويتحمسون -من ثم- للمساهمة في التفكير الجماعي والمشروعات الخيرية(10). وهكذا، فإنهم يحظون بعلاقات أصيلة مع أنفسهم والآخرين، فيهيب الواحد منهم بصاحبه وبالمجتمع بأكمله أن يتحمل المسؤولية.

كما يُدرك الأشخاص المنخرطون في مثل هذه الشبكات الخدمية ومنظمات الحركة الاجتماعية، أن القدرة على إحداث تغييرات في حياة الآخرين أكبر بكثير من قدرة أيٍّ منهم على الإنجاز بمفرده، فيتفتح وعيهم لاستيعاب محدوديتهم كأفراد وإن سنحت لهم الفرصة لتعويض هذه المحدودية في قدرتهم على خدمة المجتمع من خلال إمكانات الجماعة ككل(11) .

وحتى يتسنَّى لهذه الأشكال التنظيمية والمؤسسات أن تكتسب مزيدًا من الثراء مع مرور الوقت، وأن تدخل في علاقات جديدة وتتأقلم مع البيئة المحيطة بها؛ فإنها تحتاج إلى وسط اجتماعيٍّ يتسم بالتعددية الثقافية والتنوع، وقدر معين من المساواة ومتانة الممارسات والمؤسسات الديمقراطية(12).

الأواصر والشبكات داخل حركة كولن

إن إحدى السمات البارزة لحركة الأستاذ كولن، والتي تجعلها بالأساس موضوعًا لهذه الدراسة، هي سمة تعددية انتماءات المشاركين فيها(13)؛ إذ ليس ثمة عضوية رسمية في الحركة، حيث لا ينتمي الأفراد إلى أي تجمُّع أو شبكة واحدة بعينها(14)، بل يُسهمون في عدد من مناحي الحياة الاجتماعية، وفي عدد من الأنشطة المتنوعة في الوقت نفسه. علمًا بأنه في كل منحىً من هذه المناحي لا ينشط سوى جانب واحد من جوانب الذات، أو لِنقُلْ لا تنشط سوى جوانب بعينها من جوانب شخصية المشاركين وخبراتهم(15).

ولعل التجربة الشخصية للصحفي “عبد الله أَيْماز”، تُزودنا بمثال واضح على هذا الملمح، يقول: “أنا معلِّم وكاتب، ولدي التزامات مثل الوظيفة والمساهمات التطوعية الإضافية في الجهاز الإعلامي الذي أعمل فيه ككاتب عمود. وكذلك فإنني أشارك في أعمال خدمة الحي والمجتمع الذي تقطن أسرتي في إطاره. إضافة إلى ذلك، لدي اهتمامات بالموضوعات العلمية، ولذا أشارك في هيئة تحرير مطبوعة علمية شهرية واسعة الانتشار، وفي لجنة الاختيار التابعة لها. أبنائي في المدرسة الثانوية، وأنا أُسهم في مجلس أولياء الأمور بغيةَ تحسين المستوى التعليمي للمدرسة. كما أعمل في مجال الحوار بين الأديان، وأقوم بزيارة واستضافة أشخاص ينتمون إلى مجموعات دينية مختلفة. وكذلك فإنني أحضر لقاءات واجتماعات بشبكات من الأفراد ينتمون إلى بلدتي وإلى أماكن أخرى عشتُ فيها من قبل. وباختصار، فأنا أُسهم في كثير من الشبكات، تبعًا لمحل إقامتي وعملي واهتماماتي ومسقط رأسي وتعليم أبنائي …إلخ. وبالمثل، فإن هناك آلافًا من الأشخاص في حركة مشروع كولن، يشاركون في مزيد من الشبكات ويقومون -مقارنة بي- بما هو أكثر من ذلك من الخدمات المجتمعية(16).

إن المشاركة في حركة كولن لا تعني الانعزال أو التجزئة، إذ الأشخاص لا ينضمُّون إلى الشبكات الخدمية على أساس فردي فحسب، ولا يعملون تحقيقًا لمصالحهم الشخصية، بل إنهم يؤدون أدوارهم من خلال شبكات من العلاقات الاجتماعية.

ويذهب عالم الاجتماع “كلاند يرمانس” إلى تقبُّل الأفراد للقيام بمثل هذه الأدوار بمحض إرادتهم وفقًا لما بينهم من اختلافات وسمات شخصية؛ إذ إنهم ينخرطون في هذه المجموعات الخدمية بعد اتخاذهم قرارًا واعيًا بالتغيُّر، وتوجيه وجودهم الخاص شطرَ هذه الوجهة(17).
وفي حركة الخدمة، تتخذ الشبكات الخدمية أشكالاً راسخة ومستقرة نسبيًّا؛ إذ بينما يلتحق أفراد ويغادر آخرون ويحل بعضهم محل بعض، تستمر المشروعات وتتواصل، علمًا بأن الاحتياجات الفردية والأهداف الجماعية لا يستبعد بعضها بعضًا، بل إنها جميعًا تجليات للشيء نفسه، وهي تتواجد في الوقت نفسه، وتتداخل عن كثب مع أنشطة الحركة في الحياة اليومية(18).

إن المجموعات الخدمية في حركة الأستاذ كولن تعمل من تلقاء نفسها لا انطلاقًا من مركز أوحد، وذلك على الرغم من احتفاظها بمجموعة من الروابط التي تربطها بالجماعة ككلٍّ، من خلال تداول المعلومات وتبادل الأشخاص المهنيين داخل إطار الحياة اليومية(19). ولعل تبادل الخبرات وتمريرها على هذا النحو، هو ما يحافظ على ما بين هذه الشبكات المتمايزة شبه المستقلة إداريًّا من تواصلٍ بعضها مع بعض، ومع الشرائح الأعرض من الجماهير التي تخدمها؛ إذ تُتداول المعلومات والخبرات وأنماط السلوك، وتُمرَّر من شبكة إلى أخرى، مُضفية -بذلك- قدرًا من التجانس على الحركة ككل(20). حتى إن الكاتب “إيرجين” يتناول هذه العلاقة بين الفرد من ناحية، وشبكات حركة الأستاذ كولن من ناحية مقابلة فيقول: “إن الأفراد لا يستشعرون خطر فقدان أنفسهم في الشبكات الخدمية، فهم مدركون أن ما بينهم من اختلافات شخصية، سيُقابل باحترام. وهم لا يفقدون تفردهم كأشخاصٍ بينهم فوارق في الشخصية، بل يُقدِّرون -على النقيض من ذلك- فائدة وقيمة ومركزية العلاقات التي تتيحها الشبكة لأفرادها. وهكذا فإنهم يحتفظون بما بينهم من تفاعلات وأواصر، وهي المتطلبات الأساسية للحياة الاجتماعية، بطريقة أكثر يُسرًا بسبب دور الوسيط الذي تؤديه شبكة العلاقات هذه. ومن ثم فإنهم يُحدِّدون اتجاهًا ومعنىً لوجودهم داخل شبكات تتسم بالعلائقية والمهنية(21)، وكذا داخل محيط خدميٍّ يتسم بالسمات نفسها(22).

ومع احترامها للعلاقات التي تتخلل الشبكات الخدمية، فإن حركة الأستاذ كولن -بوصفها فاعلاً جمعيًّا- لا تتقوقع على نفسها، أو تفصم عرى العلاقات التي تربطها بالشركاء المجتمعيين المنتمين إلى الجمهور العام؛ إذ تعتمد إستراتيجية الحركة أو علاقاتها مع المجتمع، على التكامل معه والارتباط التام به، من خلال المؤسسات التعليمية والثقافية والعمل المجتمعي، وليس على العزلة والاغتراب والانسحاب منه(23).

إن البناء الجمعي الواعي للهوية والسلوك في إطار محيط من العلاقات الاجتماعية، متسعٍ وعابر للحدود الوطنية، يجعل من هذا المحيط بيئة متزايدة النحو باتجاه العالمية والتكاملية والاحتواء، وكذلك متزايدة القدرة على تأمل الذات. ولذا فبطبيعة الحال لا يُمكن للمشاركين في تقديم الخدمات في منطقة ما أن يظلوا بمعزل عن التطورات التي تطرأ على الخبرات والاحتياجات ومواطن المعاناة البشرية في المناطق الأخرى(24). ووفقًا لـ”أَيْماز”، ففي القرية المعولمة “لا تسعى الحركة -بوصفها فاعلاً جمعيًّا- إلى استبعاد أو محاولة القضاء على الخلافات بين الأفراد، بل تحاول تجميعهم حول أوجه التشابه والمعايير التي يقرها الجميع، وذلك بهدف خدمة المجتمع والإنسانية، بدلاً من التركيز على الاختلافات الثانوية التي تتسم بالتناقض والتضارب، والتي لا تُشكِّل -في الوقت نفسه- أهمية كبرى بالنسبة للمشاريع التي تحظى بالقبول العالمي كالتعليم. وهو ما يُحمِّل رسالة الحركة بمجموعة معقدة من المفاهيم والعلاقات والقيم، التي تهدف إلى إحلال التعايش السلمي والتعاون بين الحضارات”(25).

ومع اتساع نطاق التكامل/الشراكة، تزداد -بالمثل-احتمالية إنشاء كيانات جديدة من منظمات الحركة الاجتماعية(26). ثم إن الشبكات الخدمية لحركة الأستاذ كولن، تتعاون مع غيرها من المنظمات الشرعية المؤسسية المعنية بنفس القضايا والحريصة على مبادرات مشتركة تقوم على أسس توافقية. ومن الأمثلة الواضحة على ذلك، أنشطة المؤسسات التعليمية من قبيل المشاركة في أولمبياد العلم والمعرفة وبرامج تبادل الطلبة، وأنشطة مؤسسة الصحفيين والكُتَّاب في جميع أنحاء العالم، ومراكز الثقافة والحوار المحلية والإقليمية(27).
الآثار

أ- فرص معرفة الذات والترقي واكتشاف المعنى: ينظر علماء الاجتماع إلى الانتماءات البديلة باعتبارها رحلة صوب الترقي الشخصي والاجتماعي والثقافي والروحي والمهني، وكذلك بوصفها رحلة تهدف إلى بلوغ المعنى(28).  وما قاله “أيماز” آنفًا عن تعددية الانتماءات، معناه أنَّ كَوْنَك طرفًا فاعلاً داخل الحركة إنما يتضمن مجموعة متشعبة من الانتماءات والاهتمامات. وبالتالي، فإن الأشخاص يُقْدِمون -وفقًا لظروفهم- على الاستجابة لهذه الكثرة من الاهتمامات وفرص المشاركة وخيارات الانتماء. وكَوْنُك أحد المشاركين في إحدى الشبكات، إنما يعني الإبقاء على مجموعة من الفرص المتاحة التي يُمكنك من خلالها أن تعرف ذاتك، وأن تكون ذا فائدة ونفع للآخرين، وكذلك أن تتجنب الصراعات.

كما أن كَوْنَك جزءًا من إحدى شبكات حركة الأستاذ كولن لا يعني غياب عنصر الاختيار، بل يعني وجوده؛ إذ إن الأفراد يصبحون جزءًا من الحركة بعد اتخاذهم قرارًا واعيًا بذلك، ومن ثم يخوضون من خلال الحركة تجربة تحقيق الذات. ولذا، فإن العمل الجماعي الذي تضطلع به الحركة يُمثِّل -من وجهة نظر كثيرين- دعوة ونداء. وهم غالبًا ما يجدون -من خلال تعدد الانتماءات- مزيدًا من الإلهام والتحفيز في تلك الأفكار والمناهج التي يتبناها ويمارسها غيرهم من المشاركين(29).

وهكذا تُمكِّن الاستجابةُ لنداء المشاركة هؤلاء الأشخاصَ -من خلال قنوات متنوعة- من تجربة الإحساس بالتفاؤل المتقد(30)؛ إذ يشعرون بالرغبة في أن يقوموا الآن بتجربة ما يُمكن تحقيقه، أو ما يجب عليهم فعله للآخرين وللأجيال القادمة من أشياء قيِّمة في ذاتها. علمًا بأن ما يتم على نطاق ضيق في أحد السياقات، يكون له مردوده وتداعياته على السياقات الأكثر اتساعًا(31). وربما يبدو على ما يشارك فيه الأشخاص وكأنه غير ذي أثر مباشر عليهم، إلا أنه يعمل على تغذية وتعزيز بعض الأشياء الأساسية بالنسبة إلى الفاعل الجمعي -أو لِنَقُلْ بالنسبة إلى الجماعة ككل؛ حتى يتسنَّى لقدرتها على التعبئة أن تتسم بالفاعلية، أو لقدرتها على الانتشار أن تتسم بالسرعة واتساع النطاق؛ وذلك تحقيقًا لأحد المشروعات الخِدْمية من خلال الانتماءات المتعددة(32).

هناك عدد كبير من الأشخاص المتعاطفين مع العمل الجماعي الذي تضطلع به حركة الخدمة وإن لم يكونوا طرفًا فاعلاً فيه، وهو ما يدل على قدرة الحركة على مد الجسور الوجدانية مع عامة الجماهير وعدم اتسامها بالانعزالية.

بـ- التدريب المهني والحراك الاجتماعي: تعمل حركة الأستاذ كولن على نشر القيم والمبادئ وبثها في المجتمع، بهدف مباشرة نمو المهارات الشخصية. ويشترك المساهمون في الحركة في شبكات خدمية غير رسمية، أو خيرية، أو شبكات تسعى إلى مد يد العون للآخرين(33)، وهو ما يستتبع وجود تدريب ثقافيٍّ موَّسع وإن لم يكن ملموسًا بأكمله، على المهارات والابتكارات الجديدة (المهنية في أغلب الأحوال). كما تلتزم الحركة التزامًا قويًّا بتقديم الخدمات المهنية، بما في ذلك عمليات إعادة التدريب التي تستهدف تطوير العاملين في الأسواق وفي منظمات الحركة الاجتماعية.

وبهذه الطريقة تساعد حركة الأستاذ كولن في عملية تحديث المجتمع من خلال التوسع في القطاعات المهنية المتطورة، لا سيما مع الارتفاع الملحوظ في معدلات تدوير أطقم الموظفين في مجالات الاتصالات والتعليم والرعاية الاجتماعية. هذا التدوير الذي يعني أن التركيبة العقلية الحاكمة لقواعد تقديم الخدمات، والتي ترتبط بالقيم الأخلاقية العالمية، إلى جانب التدريب الثقافي والمهني المكتسب من خلال عمليتي تلقي وتقديم التعليم، قد تمخضا عن حراك اجتماعي ملحوظ على المستويين الأفقي والرأسي داخل تركيا.

جـ- الاتصالية: إن طبيعة المساهمات التي يقوم بها أفراد حركة الأستاذ كولن، وكذلك طبيعة ما يُظهرونه من التزام، وما يبلغونه من درجات التحقق الذاتي من خلال الانتماءات المتعددة، تكشف جميعُها عن سمة أخرى مميزة من سمات الحركة وهي “الاتصالية”، وأعني بذلك عدم انفصال الفردي عن الجمعي، والخاص عن العام، والمحلي/الإقليمي عن الدولي/العالمي؛ ففي ثنايا علاقات الانتماء إلى المشاريع الخدمية، والتي تتسم بكونها علاقات تعددية ومتغيرة ومتداخلة، تُراعى كلٌّ من الاحتياجات والاهتمامات الفردية، والأهداف والمصالح الجماعية بصورة مستمرة ويتم تلبيتها، بحيث لا يَحدُث تعارض بين الفردي والجمعي ولا يستبعد أيُّهما صاحبه؛ ففي حين تعمل المساهمات الفردية المتنوعة على إثراء المجتمع، يعود ما يتم إنجازه لصالح المجتمع ككلٍّ بالفائدة على الأفراد في نهاية المطاف(34).

ويُعلق “أَيْماز” على هذه السمة قائلاً: “قد تكون مساهمة الأفراد في مشروع معين مساهمةً قصيرة الأمد، بيد أن التزامهم بالقيم والتصورات التي يشتمل عليها السلوك الجمعي للحركة، ليس التزامًا قصير الأمد. إن الأفراد لا يبارحون الحركة بشكل نهائي، بل يتركون أحد المشروعات -لو فعلوا- بُغيةَ الانخراط في سواه؛ حيث تُسهِّل تعددية المشاريع والشبكات الأخرى المتاحة، من إمكانية استبدال الأفراد استبدالاً مباشرًا لصالح شبكات أو مشاريعَ خدمية أخرى(35).

وهكذا تتيح تعددية الأهداف والموارد للأشخاص، إمكانية تغيير الشبكة التي يعملون من خلالها، وذلك بهدف تحسين وزيادة فعالية مساهماتهم، أو تحسين وزيادة فعالية الشبكة نفسها، لا سيما أن العواقب المترتبة على هذا الانتقال عواقب بسيطة.

وعلاوة على ذلك، فإن ترك الفرد لإحدى المجموعات، لا يعدُّ حدثًا بالغ الدراماتيكية مع اتساع مدى البدائل المتاحة أمامه من الشبكات الخدمية التي يزداد عددها بزيادة التمايز المجتمعي.

د- التماسك والتلاحم الاجتماعي وتخطي الحدود: إن المشاركة في حركة الأستاذ كولن لا تعني الانعزال أو التجزئة؛ إذ إن الأشخاص لا ينضمُّون إلى الشبكات الخدمية على أساس فردي فحسب، ولا يتصرفون أو يعملون من خلالها تحقيقًا لمصالحهم الشخصية، بل إنهم يؤدون أدوارهم من خلال شبكات من العلاقات، كالأصدقاء والجيران والجمعيات المهنية. وهكذا فإنهم يحظون -في إطار هذه الشبكات- بفرصة أن يقترب بعضهم من بعض، ويعرف بعضهم بعضًا على المستوى الإنساني. وتؤدي هذه الزمالة غير الرسمية إلى نشوء نوع من التعاطف المشترك فيما بينهم، يُسهم بدوره في إحداث الألفة والتماسك أو التضامن الاجتماعي.

وفي حين يُبقي الوافدون الجدد، على علاقاتهم السابقة الموجودة خارج نطاق الحركة، فإن الاشتراك في الحركة يرتكز على مشاركة المعلومات والتبادلية والتفاعل والاضطلاع بدور فعَّال في أنشطتها الجماعية، وهو ما يجعلها تتخذ شكل دوائر تقوم على علاقات الصداقة، لأنها مقترنةٌ بالسياق: بمعنى أن لدى المشاركين فيها اهتمامات وصداقات متعددة ومتزامنة، وكذلك التزامات مهنية وإيثارية غيرية، وبالتالي فإن الخسارة التي قد تحدث لأي سبب كان، لا يتحملها الفرد وحده في عزلته(36). وثمة درجة معينة من الاستثمار أو البناء الاجتماعي والثقافي والمعرفي والوجداني داخل الشبكات ما بين العلائقية، أو لِنَقُلْ داخل شبكات العلاقات، في حركة الأستاذ كولن. هذا البناء التفاعلي التواصلي، يتخذ إطاره الاجتماعي والمعرفي من خلال العلاقات الفعالة الموجودة في شتى مناحي الحياة الاجتماعية، والتي تحافظ على الهوية والسلوك الجمعيَّين لحركة الأستاذ كولن مع مرور الوقت.

إن المجموعات في الخدمة تعمل من تلقاء نفسها لا انطلاقًا من مركز أوحد، وذلك على الرغم من احتفاظها بمجموعة من الروابط التي تربطها بالجماعة ككلٍّ، من خلال تداول المعلومات وتبادل الأشخاص المهنيين داخل إطار الحياة اليومية.

ولعله من الخليق بعلاقات تقوم على هذا النحو، أن تكون أكثر عمقًا وإلزامًا واستمرارية من المساهمات قصيرة الأجل (وذلك على النقيض تمامًا من المشاركة في الأنشطة والمنظمات ذات الطابع الشمولي).

وحدوثُ التماسك يتأتى من القدرة على تأمل الذات، ومن مزية إمكان المساهمة أو المشاركة المباشرة في العمل الجماعي. ثم إن هذا النموذج الثقافي الرمزي التعددي يحترم الاختلافات والاحتياجات الفردية، ولا مكان فيه للحلول الطائفية أو الطموحات المهمشة أو تحقيق المصالح التي تتشكل ويُسعى إليها من خلال أساليب تتعارض مع النظام المستقر.

ولو طُرح السؤال عما إذا كان مثل هذا الانضمام أو المساهمة، يُحفز المشاركين في حركة الأستاذ كولن بأي شكل من الأشكال على انتهاك قواعد النظام، فستكون الإجابة أنه ليس مطلوبًا من الأفراد، ولا مسموحًا لهم أن يتَحدَّوا القيود التي ينص عليها القانون أو عامة الناس، وأن تاريخ الحركة إلى الآن، لم يُبرهن على وجود وقائع تدلل على حدوث ما يخالف الشرعية(37).

لقد ازدادت أعداد الشبكات الخدمية ونمت، حتى كـوَّنت حركة ديناميكية متسعة وعابرة للحدود الوطنية. وتُشكِّل هذه الشبكات نموذجًا لصنع واتخاذ القرار، وكذلك للقيادة، ووسائل وقنوات الاتصال مع الأحزاب الصغيرة وعامة الجماهير. كما أنها تُقدِّم وتُواصل نشر خطاب خدميٍّ، وأخلاقيات وأنشطة خاصة بها، يشترك في إرفادها كافة المشاركين في الحركة.

وكذا فإن مجموعة الممارسات والمنتوجات المعرفية والثقافية والناتج الإجمالي للأعمال الجماعية، يتم تقديمها إلى المجتمع بأكمله وإدماجها في لغته(38). ولهذه الأسباب تُعتبر حركة الأستاذ كولن حركة متميزة ومركزية في مجالاتٍ من قبيل التعليم، والنشر والإعلام، والثقافة والصحة، والحوار بين الأديان والتماسك المجتمعي.

وقد تم تنظيم حركة الأستاذ كولن بالأساس، من خلال تقاطع الحياة اليومية غير الرسمية مع العلاقات الشخصية، الشيء الذي أدى إلى ترابط المشاركين المنتمين إلى المجتمعات المحلية بعضهم مع بعض. وتقوم العلاقات داخل هذه الشبكات، على أساس الصداقة والتجاور والمهنة والاهتمامات الشخصية، وتمتد لتشمل الأنشطة الاجتماعية والثقافية والدينية والمجتعمية والإنسانية. هذه الأنشطة تتجاوز إلى حدٍّ بعيد، نطاقَ السياسة الصريحة، وتتواصل عبر الحدود بين المناطق المحلية والأجيال. وكذلك فإنها قد أثبتت قدرتها على عبور الحواجز الأيديولوجية والاجتماعية، من خلال تعددية المشاركات وتعزيز الثقة المتبادلة(39).

كما تركز الحركة، على زيادة الوعي بما هو شرعي وقانوني، وبحقوق الإنسان وحقوق الفرد المقررة دستوريًّا على إرساء الديمقراطية التشاركية التعددية وعلى تعزيز المساواة في الحقوق(40).

هـ- الاحتواء واللاعنف: على الرغم من بساطتها النسبية، تضطلع الشبكات بدور إرشادي مهم في ربط الأفراد بمنظمات الحركة الاجتماعية المتنوعة، والحراك الاجتماعي الخارج عن نطاق الحركة. وبهذه الطريقة تتحول الطاقات الجديدة في المجتمع، والتي كان يُمكن لها أن تنزلق إلى هوة الصراع والعنف، إلى مشاريع بناءة وأنشطة مثمرة وجماعية ونافعة(41).

ويكون من شأن الانتماءات المتعددة وثيقة العرى، التي يُضفيها الأفراد أو يكتسبونها من خلال الشبكات الخدمية، أن تُمثِّل بالنسبة لهم مصدر إلهام وتحفيز، وأن تضع في أعناقهم مسؤولية الاضطلاع بالخدمات التي تُسفر عنها المشروعات المختلفة. وفوق ذلك، فإن المشاركين لا يُقيمون جدارًا عازلاً بين حياتهم الشخصية وبين هذه المشروعات، بل يربطون بين حياتهم الخاصة من جانب، وأنشطتهم العامة وبيئاتهم المجتمعية من جانب آخر، وهو ما يؤدي إلى حدوث اتصال متناغم وسلمي بين الجانبين، بدلاً من حدوث القطيعة والاغتراب والإحباط والعداء.

كما أن هناك عددًا كبيرًا من الأشخاص المتعاطفين مع العمل الجماعي الذي تضطلع به الحركة وإن لم يكونوا طرفًا فاعلاً فيه،(42) وهو ما يدل على قدرة الحركة على مد الجسور الوجدانية مع عامة الجماهير وعدم اتسامها بالانعزالية. وفي الواقع، فإن الحركة لا تتوقع من المشاركين فيها أن يقوموا بقطع روابطهم الاجتماعية السابقة أو ألا يكون لديهم علاقات أخرى، بمعنى ألا ينخرطوا في علاقات جديدة، بينما يشاركون “من داخل” الحركة.

تساعد الحركة على إيجاد سُبُلٍ يُمكن للأشخاص من خلالها أن يتعايشوا معًا ويضعوا أهدافًا مشتركةً ويحترمون ما بينهم من اختلافاتٍ متأصلة. ما يعني قدرتها على أداء دور التوفيق والوساطة بين مجتمعات أو جماعات منفصلة عن بعض.

وهو ما يسمح بوجود مستويات متعددة -عادة ما تتسم بالتكامل- من المشاركة في حركة الأستاذ كولن. ومن المؤكد أن ثمة هوية مشتركة تُميز الحركة ككل، بيد أن تنوع مستويات الانتماء إلى المشاريع الخدمية ومنظمات الحركة الاجتماعية لدى المشاركين وغير المشاركين، هو ما يجعل هذه الهوية هوية منفتحة واحتوائية. كما أن هذا الطابع الاحتوائي لا يُحدث أثرًا سلبيًّا على ما تتمتع به الحركة من تجانس، ولا على مشاريعها الخدمية؛ فالانفتاح على العالم الخارجي، وعدم هيكلة الحركة بطريقة تنظيمية شمولية، بل بالأحرى نراها تنخرط في علاقات توافقية، أو تسعى إلى إقامتها مع غيرها من الجهات الجماعية الفاعلة وكيانات المجتمع المدني، وعدم اقتصارها على زمان ومكان (أو إقليم) محدَّدين. كل ذلك يدل على أن النظام الشبكي والمشاركة والانتماء داخل حركة الأستاذ كولن، لا تقوم جميعها -بأي شكل من الأشكال- على مبدأ الاستبعاد أو الغربة أو الطائفية(43).

و- الثقة والاستقرار والتقدير: يشعر المشاركون في الحركة، أن ثمة رابطة تربطهم بغيرهم من المشاركين في الشبكات الخدمية؛ كونهم يتشاركون نفس الاهتمامات، وهو ما يُمكِّنهم من إضفاء المعنى على ما يقومون به، ومن تأكيد أنفسهم بوصفهم قائمين على ما يؤدونه، ومن الصمود في وجه تصدع العلاقات الاجتماعية في أوقات النزاع. وفي هذا دلالة على قدرة الحركة -باعتبارها فاعلاً جمعيًّا- على تعريف ذاتها ودورها في الحياة، تعريفًا راسخًا ومتينًا على مدى سنوات عديدة. والحقيقة أن الحركة قد حسَّنت من قدرتها على حل المشكلات التي يطرحها الوسط الذي تتواجد فيه، وازدادت حريتها واستقلاليتها في الاضطلاع بما تقوم به من أعمال داخل حدود شبكة العلاقات التي تتموقع في إطارها(44).

وقد أثبتت عملية الثامن والعشرين من فبراير(45) قدرة الحركة على توليد تعريفات وتصورات جديدة، من خلال إدماج الماضي من جهة، والعوامل والنتائج المتولدة عن المواقف الراهنة من جهة مقابلة، في نسيج الهوية المستقرة للحركة، وهو ما عزز -بدوره- من تماسكها الداخلي، ووسَّع من أرضيتها المشتركة مع ما يقع خارجها.

وخلال حملة التشهير ضد الأستاذ كولن أثناء عملية الثامن والعشرين من فبراير، أثبت الدعم القوي الذي حظي به الرجلُ وأنشطةُ حركته من مجموعة واسعة ومتنوعة من السياسيين ورجال الدولة ومنظمات المجتمع المدني والمفكرين والصحفيين، صحةَ الفكرة القائلة بأن هوية حركة الأستاذ كولن إنما تقوم على التكامل، لا على الانعزال(46).

ز- الانتشار: كذلك فإن تعددية الانتماءات في حركة الأستاذ كولن، تُسهِّل من عملية انتشارها. و”الانتشار قد يكون مباشرًا أو غير مباشر، تبعًا لكونه ناجمًا عن التواصل بين المشاركين بلا وساطة أو حدوث ذلك بوساطة وسائل الإعلام”(47). ويذهب عالم الاجتماع “ويتير” إلى أنَّ لأشكال التمثيل الثقافي والتغطيات الإخبارية دورَها في تشكيل ممارسات الناشطين الآخرين من خلال عمليات النشر والترويج، وإلى أن الناشطين -ولو لم يكن بينهم علاقات شبكية مشتركة- يُمكنهم معرفة جديد الحركات وجديد أنشطتها ونجاحاتها من خلال وسائل الإعلام(48).

وفي حين تتسم الشبكات في حركة الأستاذ كولن -من الناحية الرسمية- باستقلال بعضها عن بعض، إلا إنها تكون على دراية بأنشطة بعضها بعض، من خلال الشبكات المتعددة التعليمية والثقافية والمهنية للمتطوعين، الذين يُمثِّل كلٌّ منهم نموذجًا جيدًا لصاحبه، والذين يُزوِّدون بعضهم بعضًا بوجهات نظر بديلة ومنتديات يُمكن محاكاتها أو تحسينها على يد الآخرين(49).

وبواسطة هذه الانتشارية، أمكن لحركة الأستاذ كولن أن تمتد إلى ما وراء الحدود الوطنية التركية؛ حتى استطاعت أن تخلق وتُقدِّم -على نحو متزامن- مجموعة بارزة من أوجه التشابه في مختلف البلدان. وقد جاء انتشار الحركة كأقوى ما يكون في الدول المجاورة القريبة من الناحيتين الجغرافية والثقافية، وإن كان الانتشار بالغ القوة كذلك في بعض الدول الأخرى التي لا تربطها بتركيا علاقات تاريخية أو أوجه تشابه في التركيبة الاجتماعية والسياسية(50).

إن من شأن الموقف السلمي الثقافي/التعليمي والتعاوني الذي تتبناه الحركة، أن يجمع الكيانات الاجتماعية المتباينة حول المشترك، من التصورات والقيم(51).

إن حركة الخدمة لا تتقوقع على نفسها، إذ تعتمد إستراتيجية الحركة أو علاقاتها مع المجتمع، على التكامل معه والارتباط التام به، من خلال المؤسسات التعليمية والثقافية والعمل المجتمعي.

وقد جاء انتشار الحركة من خلال التوجهات الشخصية، والمؤتمرات ووسائل الإعلام، ووكالات المساعدة والإغاثة، ومنظمات الحركة الاجتماعية التعليمية والثقافية، ومنظمات الحوار بين الأديان والأسفار والزيارات(52). ثم إن التدريب المهني والوظيفي، والحراك الاجتماعي داخل الحركة، قد تمخضا عن أعضاء مؤهلين ومثقفين بشكل جيد يؤدون أعمالاً متقنة، وهو ما ساعد أيضًا على تعزيز صورة الحركة داخل المجال الاجتماعي العام، وما شكَّل عاملاً إضافيًّا أسهم في انتشارها(53).

حـ- المجال العام: تُجسد الشبكات والمشروعات الخدمية لحركة الأستاذ كولن مبادئ الالتزام بالحرية والمبادرة الفردية، وتدفع الأفراد وتُمكِّنهم من الاستفادة الكاملة من حقهم القانوني -كمواطنين- في العمل على مسؤوليتهم الشخصية، بغيةَ تحسين نوعية حياتهم وحياة الآخرين بشكل عام(54). ثم إنها تعمل على فتح قنوات جديدة للتمثيل، والولوج إلى باحة موضوعات ومشاريع وخدمات ما زالت لا تحظى بالاهتمام حتى هذه اللحظة. ومن أجل الوصول إلى مجتمع مدني مفتوح، ينبغي للمبادرات من هذا القبيل أن تؤدي إلى إصلاح وتطوير عمليات صنع القرار على المستويين المحلي والقومي.

وهكذا، فقد أسهمت حركة الأستاذ كولن في خلق إمكانية التعايش المشترك والإدراك السليم لقيمة المواطنة، فيما يحدوها أمل التوصل إلى الاحترام والتفاهم المتبادَلَين دون الحاجة إلى الصدام(55).

وتدأب شبكات الحركة والمشاركون فيها، على معالجة القضايا بطريقة ثقافية صارمة، وعلى طرحها للنقاش في المجال العام. كما تنتقي الأرضيات المشتركة التي يُمكن لعديد من الأشخاص أن يعملوا معًا على أساسها. وبعد تحديد القضايا، يُسمَح بمعالجتها من خلال الوسائل السياسية والفاعلين السياسيين، الشيء الذي يُحوِّل مبادرات المجتمع المدني إلى احتمالات للتغيير الاجتماعي، دون الاضطرار إلى مجابهة -ناهيك عن السعي إلى إبطال- الشرعية والسلطة المخوَّلتين بأجهزة صنع القرار. ثم إن هذه المبادرات تُتيح إمكانية قول أشياء جديدة والاستماع إلى أشياء جديدة غير تلك التي تسعى جماعات القوة المهيمنة على المشهد التركي إلى فرضها. تلك الأشياء الجديدة التي تَصْدر عن منطق مغاير لمنطق هذه الجماعات.

نقاط للمناقشة

لقد اتجهت الانتقادات حول حركة الأستاذ كولن إلى التركيز على واحدة أو أكثر، من هذه السمات التالية التي تمخضت عنها تعددية الانتماءات:

1- اللامركزية: بما أنه ليس ثمة كيان مركزي موحد، أو مقر أو مسؤول تنفيذي، وبالتالي لا وجود لمنظومة تضطلع بمهام “المراقبة” أو “السيطرة”(56)، فإن لجميع المشاركين، سواء كانوا أفرادًا أو مجموعات، الحرية في تفسير رسالة الحركة أو رسالة الأستاذ كولن قدر طاقتهم، وهو ما يعتبره بعض المعلقين إحدى نقاط الضعف المحتملة.

2- الموارد المالية: ليس ثمة ميزانية أو دفاتر حسابات مركزية، وهو ما يترتب عليه -في كثير من الأحيان- أن يجد الغرباء والباحثون الخارجيون غير المعتادين على هذا النوع من الشبكات الموزعة، صعوبةً في فهم كيفية أداء المشاركين في الحركة من كافة أرجاء المعمورة مثل هذا الكم من الأعمال. وغالبًا ما ينشأ سوء الفهم فيما يتعلق بهذه السمة من الفشل في إدراك الطبيعة اللامركزية لاتخاذ القرار داخل الحركة، كما ورد في البند (1)، ويُمكن لهاتين السمتين معًا، أن تؤديا إلى بعض الاتهامات الشعواء ضد الأستاذ كولن والحركة ككلٍّ في ما يخص مصادر تمويلها.

جـ- التترك (Turkishness): هناك من يرى أن الحركة “بالغة التترك”، بيد أن الحقيقة أنه -حتى هذه اللحظة- ليس ثمة أي بحث يكون قد اضطلع بمهمة قياس التنوع داخل الحركة ككلٍّ أو في مناطق بعينها، من حيث الجنسية أو العِرق أو المعتقدات الدينية وغيرها من الانتماءات أو الأجناس أو الأعمار وهلم جرًّا، ولذا فإن كافة التعليقات -إلى الآن- لم تخرج عن كونها تعليقات انطباعية؛ إذ بلا شكٍّ هناك اختلافات فيما يتعلق بهذه النقاط، وهناك عدد متزايد من المؤسسات في جميع أنحاء العالم لا توجد بها كثرة من الموظفين حاملي الجنسية التركية. وعلاوة على ذلك، فبما أنه ليس ثمة “عضوية” في حركات المجتمع المدني، فمن الصعب أن نصل إلى أي استنتاجات، أو أن نفهم كيف يُمكن للأبحاث في هذا المضمار أن تُضبط بطريقة ملائمة.

البناء التفاعلي التواصلي، يتخذ إطاره الاجتماعي والمعرفي من خلال العلاقات الفعالة الموجودة في شتى مناحي الحياة الاجتماعية، والتي تحافظ على الهوية والسلوك الجمعيَّين لحركة كولن مع مرور الوقت.

د- المرأة: علَّق بعض الأكاديميين على عدم “وضوح” دور المرأة داخل الحركة، وعلى ممارسات التمييز على أساس الجنس. ومع ذلك، انتهت (باحثات) أخريات إلى أن غالبية النساء المشاركات، قد عبَّرن عن موافقتهن على هذه الممارسات التمييزية، مفضلات العملَ “من وراء الكواليس”، وغير راغبات في أن تتغير هذه العوامل(57).

الخاتمة

تُزوِّد الانتماءاتُ المتعددة التي تُميز المشاركين في حركة الأستاذ كولن، هذه الحركةَ بالقدرة على الاستماع إلى صوت المجتمع في شتى المستويات، وبالمقدرة على المساهمة في خلق الظروف اللازمة لتحقيق الديمقراطية التعددية الفاعلة، وذلك من خلال شبكات رسمية وغير رسمية، من قبيل المؤتمرات والمنابر ووسائل الإعلام والاجتماعات العلائقية الترابطية التي يحضرها السكان من نفس الجوار(58).

وتساعد الحركة على إيجاد السُبُل التي يُمكن للأشخاص من خلالها أن يتعايشوا معًا، ويضعوا أهدافًا مشتركة، في نفس الوقت يحترمون فيه ما بينهم من اختلافات متأصلة. وهو ما يعني -بدوره- قدرتها على أداء دور التوفيق والوساطة بين المجتمعات أو الجماعات المنفصلة بقوةٍ بعضها عن بعض؛ إذ إن من شأن الانقسامات والتصدعات الداخلية، أن تنمحي بالسعي -من خلال الحِلم والتسامح والحوار- إلى الوحدة.

وقد شكَّل المشاركون في الحركة عددًا كبيرًا من المنظمات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تعمل عبر الحدود، وكان من شأن هذا الحراك أن تمخض عن إشاعة ونشر الأفكار والمعلومات والثقافات والأنماط الجديدة في العمل. وبهذه الطريقة، أمكنها تحويل البذور الكامنة إلى ثمار ملموسة، من خلال الأنشطة والخدمات الجماعية التي ما تلبث أن تتخذ طابعًا مؤسسيًّا. ومن خلال الشبكات الخدمية العلائقية الترابطية ووسائل الإعلام، يتآلف المشاركون في وئام ويمدون الجسور مع الطبقات المتعددة للحركة -بصفة رسمية وغير رسمية- كلما دعت الحاجة إلى ذلك(59).

إن من شأن تعددية الانتماءات، أن تُعزِّز من مرونة الحركة وقدرتها على تشجيع وتوجيه المبادرات الخاصة، وذلك بغرض دعم الأهداف التعليمية والخدمات الخيرية العامة. وتماشيًا مع فرضيات ما يبدو وكأنها نظرية في التعددية، يعمل المشاركون على تعهُّد هذه الاهتمامات والاحتياجات المحددة مع بقائهم جزءًا من النظام (أو مع الإبقاء على تبعيتهم له)، ومن ثم يتماشون مع “المصالح العامة” للمجتمع. وبهذا المعنى تُعتبر حركة الأستاذ كولن عنصرًا أساسيًّا من عناصر تجديد المجتمع المدني، والوعي الديمقراطي، وتوطيد دعائم التماسك الاجتماعي.

ومن خلال النقاشات المباشرة، وإتاحة قنوات الاتصال والتزويد بالمعلومات، والقيادات المحنكة في منظمات الحركة الاجتماعية، وردود الفعل التي توفرها وسائل الإعلام والجماهير، يتسنَّى للشبكات الخدمية والمشاركين معرفة ما يحدهم من قيود، الشيء الذي يحثهم -بدوره- على التفكير والتأمل. ومن خلال تجميع نتائج ممارساتهم واستقرائها، يُمكن للشبكات الخدمية ومنظمات الحركة الاجتماعية، أن تضطلع بدور الوساطة المؤسسية؛ بمعنى إحالة النزاعات والمشكلات والقضايا إلى مؤسسة من الوسطاء، تتوفر على تسيير إيجاد الحلول، وهو ما يؤدي إلى حدوث التواصل بين الهوية الفردية والهوية الجمعية، وبين تحقيق الذات والمشاركة، وبين الخاص والعام.

ويعمل المشاركون في حركة الأستاذ كولن في شبكاتها ومؤسساتها، بهدف القضاء على الجهل والغطرسة، والأعمال العدائية، والفجوات التي توجد داخل المجتمعات وفيما بينها. كما تعمل الشبكات والمشاريع الخدمية على تعزيز شتى الأنماط التطوعية للأعمال الغيرية الإيثارية التي تتمخض -بدورها- عن نماذج ومشروعات ثقافية وتنظيمية وعلائقية جديدة من أجل الصالح العام(60). وتَحُول الاستعانة بآليات من قبيل التشاور والتفكير الجماعي والإجماع، دون ظهور عقلية القطيع، أو السقوط في هوة “أحادية التفكير الجماعي”(61).

وهكذا توقظ الحركة في نفوس أفرادها، القابلية لاستيعاب التنوع والتعددية، ولتعزيز التضامن والتعاون الإنساني بين شتى المجتمعات، ولتوفير سُبُل العلاج للنزاعات والصراعات والعنف المجتمعي.

إن المرونة التي تتمتع بها حركة الأستاذ كولن، وقدرتها على التكيف، وسرعتها في معالجة الأمور، قد جعلت منها قناة متيسرة للتعبير المباشر عن الاحتياجات التي لا يُمكن لمؤسسات الدولة أو الأحزاب السياسية، أو غيرها من المنظمات الأكثر تنظيمًا، أن تتعامل معها.

وتكمن قوة الحركة في قدرة المشاركين فيها على السعي وراء تحقيق مجموعة من الأهداف العامة على المدى الطويل، وفي عدم استعدادهم للهروب أو التطرف أو العنف، وفي بساطتهم في صنع القرار والقيام بدور الوساطة، وفي كفاءتهم وفاعليتهم، وفي أخلاقياتهم المهنية وإسهامهم في مجموعة متنوعة من الاهتمامات.

ليس مطلوبًا من أفراد الخدمة، ولا مسموحًا لهم أن يتَحدَّوا القيود التي ينص عليها القانون أو عامة الناس، وإن تاريخ الحركة إلى الآن، لم يُبرهن على وجود وقائع تدلل على حدوث ما يخالف الشرعية.

الهوامش
(1) أينما وردت كلمة “الحركة” (بـ”ألـ” التعريف)، في طيات هذه الدراسة، يكون مقصودًا بها الإشارة إلى “حركة الأستاذ كولن”؛ باستثناء وقوعها في اصطلاح “منظمات الحركة الاجتماعية SMO”.
(2) سزريتر 1999: 2-3؛ كولن في أونال ووليامز 2000: 318 شتين، 2006: 1-21؛ كولن، 2000ب: 21؛ 2004أ: 210-14.
(3) كولمان 1994: 302؛ ديلا بورتا ودياني، 1999: 14؛ بوتنام، 2000: 22.
(4) بيرن: 1997: 15.
(5) ديلا بورتا ودياني، 1999: 17؛ ميلوتشي، 1999: 308.
(6) للاطلاع على أحد البحوث التي تدعم هذا الرأي، انظر لوفلاند، 1996: 234-6؛ كيتس، 2000: 241-2.
(7) ماك آدم وآخرون، 1988: 708؛ لوفلاند، 1996: 234-6؛ بوتنام، 2000: 288-90.
(8) هانت وبنفورد، 2004: 438؛ ديلا بورتا ودياني، 1999: 14.
(9) لوفلاند، 1996: 195-7؛ بوتنام، 2000: 288-90.
(10) انظر شتين، 2009: 5،2. 3 و5.2. 5.
(11) كونوك، 1999: 18؛ بوتنام، 2000: 288-90، 1995: 67.
(12) ميلوتشي، 1999: 74؛ وانظر أيضًا شتين، 2009: 3،2،6 حول القبول، وصيرورتك جزءًا من التنوع السياسي والثقافي، والمعاملة بالمثل.
(13) دياني (2004: 348-9) يستخدم “الانتماءات المتداخلة” للتعبير عن هذا المعنى.
(14) ديلا بورتا ودياني، 1999: 119.
(15) ميلوتشي، 1999: 124، 308.
(16) مقابلة مع أيماز في يناير 2005 في شتين، 2009: 182.
(17) كلانديرمانس، 2004: 361.
(18) للمزيد عن اتصالية الخدمات ومنظمات الحركة الاجتماعية داخل وخارج تركيا، انظر شتين، 2009: 3،2،6، 3،2،11، 4،1،1.
(19) كولن، 2004أ: 82؛ وانظر أيضًا شتين، 2009: 3،2،3، 3،2،4، 3،2،5، 4،2،4.
(20) انظر أيضًا شتين، 2009: 4،2،4.
(21) مكارثي، وزالد، 1987أ: 371، 375؛ ديلا بورتا ودياني، 1999: 145، 162.
(22) مقابلة مع إيرجين في يناير 2005 في شتين، 2009: 178.
(23) انظر أيضًا شتين، 2009: 4،2،3 حول المأسسة حتى بعد عملية 28 فبراير.
(24) كولن، 2004أ: 42، 50، 230.
(25) مقابلة مع أيماز في يناير 2005 في شتين، 2009: 177.
(26) لوفلاند، 1996: 195.
(27) ستيفنسون، 2007: 159؛ بينارد، 2003: 38؛ أصلان دوغان وشتين، 2007: 53-4؛ إيرفين، 2007: 82-4؛ هندريك، 2007: 13، 29-31؛ وانظر أيضًا شتين، 2009: 3،2،6، 3،2،11، 5،2،4.
(28) سنو وماتشاليك، 1984: 180؛ وكيلبورن وريتشاردسون، 1988: 2؛ مقتبس في لوفلاند، 1996: 222، 223.
(29) ماك آدم ورشت، 1993: 58.
(30) انظر شتين، 2009: 4،2،3.
(31) ميشال، 2003: 70؛ أصلان دوغان وشتين، 2007: 56-8؛ وانظر أيضًا محمد كاليونجو (2008) الاستجابة المدنية للنزاع العرقي الديني: حركة كولن في جنوب شرق تركيا. لايت: نيو جيرسي.
(32) انظر شتين، 2009: 3،2،6، 4،2،4.
(33) أصلان دوغان وشتين، 2007: 40-61؛ هندريك، 2007: 13، 28، 31؛ شتين: 2009: 153-62، 2006: 1-21.
(34) شتين، 2009: 184-185.
(35) مقابلة مع أيماز في يناير 2005 في شتين، 2009: 185.
(36) المرجع نفسه، 185.
(37) أصلان دوغان وشتين، 2007: 59. وانظر أيضًا شتين، 2009: 114-24 حول الطبيعة غير المثيرة للجدل وغير المتناقضة للحركة.
(38) ويليامز، 2004: 102.
(39) كيرك، 2008: 407-34؛ كاليونجو، 2008: 350-73.
(40) كولن، 1998ب: 4؛ أونال وويليامز، 2002: 22-3؛ ودهال وشتين، 2005: كولن، 2004أ: 119.
(41) كيرك، 2008: 407-8؛ 419، 423-25.
(42) آتش وآخرون، 2005.
(43) شتين، 2009: 227.
(44) انظر أيضًا شتين، 2009: 89-95، 103-04.
(45) تشير عملية 28 فبراير إلى سلسلة التدابير والأحداث التي أعقبت الانقلاب الناعم الذي جرى في عام 1997. للمزيد، انظر أوزيل، 2003: 87.
(46) بيراند، 2000؛ موريس 2000.
(47) ديلا بورتا ودياني، 1999: 246.
(48) ويتير، 2004: 547.
(49) ميرفي، 2005: ب 1.
(50) بروكماير، 2007: 347-61.
(51) كوروستيلينا، 2008: 456-60، 466-71.
(52) إيرفين، 2006: 57-9، 66-7، 73.
(53) كراوس، 2007: 174-75.
(54) إيرفين، 2007: 59، 67-72؛ تيكالان، 2005: 3؛ أصلان دوغان وشتين، 2007: 59؛ ميشيل، 2005ب: 351.
(55) للمزيد، انظر www.gyv.org.tr
(56) إيرفين، 2007: 66-67.
(57) تورام، 2007: 118؛ راوش: 2008: 610-34.
(58) ميلوتشي، 1999: 219-21.
(59) أوزدالجا، 2005: 443.
(60) ميشيل، 2005ب: 354.
(61) كولن، 2005أ: 43-8.
المراجع
(31) أصلان دوغان، ي. أ.، شتين، م. (2007) “نموذج كولن التربوي في الفكر والممارسة”. في: هانت، ر. أ. وأصلان دوغان، ي. أ. (2007)، 35-61.
(31) آتش، ت، أورتايلي، إ، كاراكاش، إ. (2005) “جسور السلام: مدارس تركية منفتحة على العالم بأكمله”. إسطنبول: أفق كيتابلاري.
(31) بينارد، ش. (2003) “الإسلام الديمقراطي المدني، الشركاء والموارد والاستراتيجيات”. فيرجينيا: مؤسسة راند، ص 88.متاح على:
www.rand.org/content/dam/rand/pubs/monograph_reports/2005/MR1716.pdf
(31) بيراند، م. أ. (2000) “ألم يكن من المفترض بكولن أن يكون مُخلِّصًا؟” عمود رأي. تيركش ديلي نيوز، 2 سبتمبر.
(31) بروكماير، ب. (2007) “مدرسة فتح الله كولن في بنوم بنه كبديل متاح للأقلية المسلمة في كمبوديا عوضًا عن النماذج التعليمية السائدة”، في العالم الإسلامي في مرحلة التحول: إسهامات حركة كولن، تحرير إ. يلماز وآخرون، لندن: مطبعة جامعة ليدز ميتروبوليتان، 2007. ص 347-61.
(31) بيرن، ب. (1997) “الحركات الاجتماعية في بريطانيا”. لندن: روتليدج.
(31) شتين، م. (2006) “العمل الإيثاري التطوعي: تحديه الرمزي للمتبطلين من أصحاب المصالح”. قُدمت هذه الدراسة في ثاني انعقادات المؤتمر السنوي عن الإسلام في العالم المعاصر: حركة فتح الله كولن في الفكر والممارسة، والذي نظمه قسم الدراسات الدينية بجامعة أوكلاهوما، نورمان، أوكلاهوما، ومعهد الحوار بين الأديان، تكساس، وكلية بيتري للفنون والعلوم بجامعة أوكلاهوما سيتي، 3-5 نوفمبر، 2006، في جامعة أوكلاهوما، نورمان، أوكلاهوما. الولايات المتحدة الأمريكية، ص 21.
(31) شتين، م. (2009) “حركة كولن: خدمة مدنية بلا حدود”. بلو دوم، نيويورك.
(31) ديلا بورتا، د.، دياني، م. (1999) “الحركات الاجتماعية: مقدمة”. أكسفورد، بلاكويل.
(31) دياني، م. (2004) “الشبكات والمشاركة”. في: سنو، د. أ.، سولي، س. أ. وكريسي، ه. محررون (2004)، 339-59.
(31) كولن، ف. (1998) “الموازين أو أضواء على الطريق”. إزمير، تركيا: كايناك.
(31) كولن، ف. (2000) “الموازين أو أضواء على الطريق”. لندن، المملكة المتحدة، تروستار.
(31) كولن، ف. (2004) “نحو حضارة عالمية من المحبة والتسامح”. سومرست، نيو جيرسي، شركة ذا لايت.
(31) كولن، ف. (2005) “ونحن نقيم صرح الروح”. سومرست، نيو جيرسي، شركة ذا لايت.
(31) هندريك، ج. د. (2007) “الإمكانات المنظَّمة للإسلام الحركي”: أطروحة مضادة في النشاط الإسلامي العالمي. في: هانت، أ. ر. وأصلان دوغان، ي. أ. محرران (2007)، 11-33.
(31) هانت، ر. أ.، أصلان دوغان، ي. أ. محرران (2007) “المواطنون المسلمون في العالم المعولم: إسهامات حركة كولن”. سومرست، نيو جيرسي، مطبعةآي آي دي وشركة ذا لايت.
(31) هانت، س. أ.، بنفورد، ر. د. (2004) “الهوية الجمعية والتضامن والالتزام” في: سنو، د. أ.، سولي، س. أ.، كريسي،ه. محررون (2004)، 433-58.
(31) إيرفين، ج. (2006) “حركة كولن والاندماج التركي في ألمانيا”. قُدمت هذه الدراسة في ثاني انعقادات المؤتمر السنوي عن الإسلام في العالم المعاصر: حركة فتح الله كولن في الفكر والممارسة، والذي نظمه قسم الدراسات الدينية بجامعة أوكلاهوما، نورمان، أوكلاهوما، ومعهد الحوار بين الأديان، تكساس، وكلية بيتري للفنون والعلوم بجامعة أوكلاهوما سيتي، 3-5 نوفمبر، 2006، في جامعة أوكلاهوما، نورمان، أوكلاهوما. الولايات المتحدة الأمريكية، ص51-69.
(31) إيرفين، ج. (2007) “حركة كولن والاندماج التركي في ألمانيا”. في: هانت، ر. أ. وأصلان دوغان، ي. أ. محرران المواطنون المسلمون في العالم المعولم: إسهامات حركة كولن، 62-84.
(31) كاليونجو، م. (2008) “مدارس شرق أفريقيا المستوحاة من فكر فتح الله كولن: البديل العلماني في كينيا والنهج البراجماتي للتنمية في أوغندا”. مَحاضر جلسات مؤتمر: الإسلام في عصر التحديات العالمية، 14-15 نوفمبر، 2008، جامعة جورج تاون، واشنطن العاصمة، ص 350-73.
(31) كاليونجو، م. (2008) “الاستجابة المدنية للنزاع العرقي الديني: حركة كولن في جنوب شرق تركيا”، نيو جيرسي: لايت.
(31) كيلبورن، ب. ك.، ريتشاردسون، ج. ت. (1988) “صراع النماذج الفكرية وأنماط التحويل ونظرياته. تحليل سوسيولوجي”، 50(1)، 1-21.
(31) كيرك، م. أ. (2008) “بذور السلام: إسهامات حركة كولن في التضامن والإغاثة والتعليم في جنوب شرق تركيا”، مَحاضر جلسات مؤتمر: الإسلام في عصر التحديات العالمية، 14-15 نوفمبر، 2008، جامعة جورجتاون، واشنطن العاصمة، ص407-34
(31) كيتس، ج. أ. (2000) “الحشد في صناديق سوداء: الشبكات الاجتماعية والمشاركة في منظمات الحركة الاجتماعية”، مجلة موبيلايزيشن الدولية، 2000، 5(2): 241-257.
(31) كلاند يرمانس، ب. (2004) “المشاركة وقانون العرض والطلب: الارتباطات الاجتماعية والنفسية للمشاركة في الحركات الاجتماعية”. في: سنو، د. أ.، سولي س. أ. وكريسي، ه. محررون (2004)، 360-79.
(31) كنوك، د. (1999) “الشبكات التنظيمية ورأس المال الاجتماعي المشترك”. ص 17-42 في رأس المال الاجتماعي المشترك والمسؤولية، تحرير س. م. جاباي. بوسطن: كلوير.
(31) كوروستيلينا، ك. (2008) “إعادة تعريف”نحن” و”هم”: منهجية كولن في تغيير التصورات بين المسلمين وغير المسلمين”، مَحاضر جلسات مؤتمر: الإسلام في عصر التحديات العالمية، 14-15 نوفمبر،  2008،جامعة جورج تاون واشنطن العاصمة،ص455-73.
(31) كراوس، و. (2007) “الدماثة في النشاط الإسلامي: نحو فهم أفضل للقيم المشتركة من أجل تنمية المجتمع المدني”، في العالم الإسلامي في مرحلة التحول: إسهامات حركة كولن، تحرير إ. يلماز وآخرون، لندن: مطبعة جامعة ليدز ميتروبوليتان، 2007. ص163-75.
(31) لوفلاند، ج. (1996) “منظمات الحركة الاجتماعية: دليل لدراسة الحقائق الثورية”. نيويورك: ألدين دي جرويتر.
ماك آدم، د.، رشت، د. (1993) انتشار أفكار الحركات عبر الحدود الوطنية. حوليات الأكاديمية الأمريكية للعلوم السياسية والاجتماعية 528، 56-74.
(31) ماك آدم، د.، مكارثي، ج. د.، زالد، م. ن. (1988)، “الحركات الاجتماعية” في: سميلسير، ن. ج. محرر (1988)، 695-739.
(31) مكارثي، ج. د.، زالد، م. ن. (1987) اتجاه الحركات الاجتماعية في أمريكا: الاحتراف وتعبئة الموارد. في: مكارثي، ج. د.، زالد، م. ن. محرران ([1987] 2003)، 337-91. [المقال نُشر في الأصل بواسطة مطبعة جينيرال ليرنينج، 1973].
(31) ميلوتشي، أ. (1999) “رموز التحدي: العمل الجماعي في عصر المعلومات”. كامبريدج، مطبعة جامعة كامبريدج. (أعيد طبعه في عام 1999؛ الطبعة الأولى 1996).
(31) ميشيل، ت. (2003) “فتح الله كولن بوصفه مربيًا”، في: يافوز، ه. وإسبوزيتو، ج. (2003) 69-84.
(31) ميشيل، ت. (2005) “التصوف والحداثة في فكر فتح الله كولن. العالم الإسلامي”، عدد خاص، الإسلام في تركيا المعاصرة: إسهامات كولن، 95(3)، 341-58.
(31) موريس، ك.(2000) “تركيا تتهم إسلاميًّا شهيرًا بالتآمر ضد الدولة”. الجارديان، 1 سبتمبر. متاح على
http://www.theguardian.com/world/2000/sep/01/1
(31) ميرفي، ك. (2005) “رمضان صوفي معاصر”. واشنطن بوست، 4 أكتوبر، ب01. متاح على http://www.washingtonpost.com/wp-dyn/content/article/2005/10/03/AR2005100301661.html
(31) أوزدالجا، إ. (2005) “مُخلِّص أم دخيل؟ دور جماعة كولن في عملية التمدين. العالم الإسلامي”، عدد خاص، الإسلام في تركيا المعاصرة: إسهامات كولن، (95)3. دار بلاكويل للنشر، 429-76.
(31) أوزيل، س. (2003) “ما بعد موجات تسونامي”. جورنال أوف ديموكراسي14(2)، 80-94.
(31) بوتنام، ر. د. (1995) “أن تلعب البولينج وحدك: تراجع رأس المال الاجتماعي الأمريكي”. جورنال أوف ديموكراسي 6: 65-78.
(31) بوتنام، ر. د. (2000) “أن تلعب البولينج وحدك. انهيار وانبعاث المجتمع الأمريكي”. نيويورك، سيمون وشوستر.
(31) راوش، م. ج. (2008) “التقدم من خلال التقوى: التجمعات الروحية للنساء المشاركات في حركة كولن”، مَحاضر جلسات مؤتمر: الإسلام في عصر التحديات العالمية، 14-15 نوفمبر، 2008، جامعة جورجتاون، واشنطن العاصمة، ص455-73.
(31) سنو، د.، ماتشاليك، ر. (1984) “سوسيولوجيا التحويل. التقرير السنوي لعلم الاجتماع، 10، 167-90.
(31) سنو، د. أ.، سولي، س. أ.، كريسي، ه. محررون (2004) “دليل بلاكويل للحركات الاجتماعية”. مالدن، ماساتشوستس، بلاكويل.
(31) ستيفنسون، آ. ج. (2007) “أن تترك بصمتك على هيوستن: بعض النساء في حركة كولن”. في: هانت، ر. أ. وأصلان دوغان، ي. أ. (2007)، 145-60.
(31) سزريتر، س. (1999) “رأس المال الاجتماعي والاقتصاد والطريق الثالث”. (مسودة) متاح على
http://www.netnexus.org/debates/3wayecon/library/docs/soccap.doc
(31) تيكالان، س. (2005) “حركة من المتطوعين”. قُدمت هذه الدراسة في مؤتمر الإسلام في العالم المعاصر: حركة فتح الله كولن في الفكر والممارسة، والذي نظمه مركز بونيوك لدراسة وتعزيز التسامح الديني التابع لجامعة رايس، هيوستن، ومركز أ. د. بروس الديني التابع لجامعة هيوستن، ومعهد الحوار بين الأديان، تكساس، والمنعقد بجامعة رايس، هيوستن، تكساس، 12-13 نوفمبر، 2005، ص 9.
(31) تورام، ب. (2007) بين الإسلام والدولة: سياسة المشاركة، ستانفورد، كاليفورنيا: مطبعة جامعة ستانفورد.
أونال، أ.، ويليامز، أ. (2000) فتح الله كولن: نصير الحوار. فيرفاكس، فيرجينيا، ذا فاونتن.
(31) ويتير، ن. (2004) “آثار الحركات الاجتماعية بعضها على بعض” في :سنو،د. أ.،سولي،س. أ.،كريسي،ه. محررون (2004)، 531-52.
(31) ويليامز، ر. ه. (2004) “السياقات الثقافية للعمل الجماعي: القيود والفرص والحياة الرمزية للحركات الاجتماعية”. في: سنو،د. أ.،سولي،س. أ.،كريسي،ه. محررون (2004)،91-115.
(31) ودهال، ر.، شتين، م. (2005) “مقدمة. في: كولن”، م. ف. (2005) “ونحن نقيم صرح الروح”. سومرست، نيو جيرسي، شركة ذا لايت، xiii–xviii.
(31) يافوز، م. ه.، إسبوزيتو، ج. ل. محرران (2003) “الإسلام التركي والدولة العلمانية: حركة كولن”. سيراكيوز، مطبعة جامعة سيراكيوز.