إن تسليط الأضواء على شخصية الرسول ﷺ وشرحها وبيانها ثم تقديمها كمنقذ للبرية، وكدواء للمشاكل المستعصية على الحل وللأمراض غير القابلة للشفاء وإظهار هذه الشخصية السامقة وسيرتها بما هي أهل له.. هذا كله كان هاجسًا من هواجس فكر الشيخ محمد فتح الله كولن وموضوعًا مهمًّا من المواضيع التي لا سبيل لمقاومة جاذبيتها وسحرها.. يحكي الشيخ كولن زيارته للأراضي المقدسة وشعوره عندما بدت له مدينة الرسول مضيئة ونورانية لدرجة أنه يقول: ذقت معها سعادة روحية غامية وفرحًا لا يوصف وشعرتُ بأنه –على فرض المستحيل- لو فتحت لي أبواب الجنة كلها ودعيتُ أن أدخل على أن أترك المدينة لرفضتُ مفضلاً البقاء في المدينة المنورة”.

الأنبياء والرسل

يسرد  الشيخ فتح الله كولن قسمًا كبيرًا من كتابه للحديث عن الأنبياء والرسل ثم يخص النبي ﷺ فبدأ بابه الأول بالحديث عن الغاية من إرسال الأنبياء وتحدث في الباب الثاني عن خصائص منها الربّانية والتجرد والتوجه إلى الله وحده والإخلاص والموعظة الحسنة والدعوة إلى التوحيد.

وعرض في الباب الثالث صفات الأنبياء ومكانتها من سيد الأصفياء “الصدق، الأمانة، التبليغ، الفطنة”.

ويفرد الكاتب التركي محمد فتح الله كولن الفصل الثاني عن الأمانة أولاً عند رسولنا ﷺ حيث الأمانة في تبليغ الرسالة وحالة الأمين حيال الوجود كله ودعوة أمته إلى الأمن والتوكل المذهل ثم يوجه نداء تحت عنوان “يا براعم الأمل!”.. ويضيف كولن في فصله الثالث عن التبليغ أسسًا ثلاثة منها: النظرة الشمولية وعدم انتظار الأجر وترك النتائج لله، كما يذكر في فصله الرابع تحت عنوان “الفطنة” أمثلة لفطنة النبي ﷺ.

النبي مربّيًا

ويختم جزأه الأول بالفصل الخامس تحت عنوان “العصمة”، ليبدأ قسمًا ثانيًا تحت عنوان “النبي صلى الله عليه وسلم مربّيًا”.. يتحدث في فصله الأول عن تربية النبي المرسل وفصله الثاني عن صفة الأبوة لدى النبي ثم يعرض في الفصل الثالث تربية الرسول للناس وأسلوب تربيته والسمو بالنفس والروح والعقل ويعرض في الفصل الرابع أمثلة من نظام تربيته وتعليمه وينتهي بالفصل الخامس حيث الجو الذي صنعه الرسول ﷺ والعباقرة الذين نشأوا في جوّه المعنوي.

حلّ المعضلات

ويبدأ القسم الثالث تحت عنوان “لا مثيل لرسول الله ﷺ في حلّ المعضلات” بدأها كولن لفصله الأول تحت عنوان “رسالة القائد والحياة” ثم عرض في الفصل الثاني القائد والعنصر الإنساني. ثم طرح في فصله الثالث “القائد واستخدام الكفاءات في المكان المناسب” وذكر في فصله الرابع “صاحب الفراسة المتنورة بالوحي” ليختتم فصله الخامس “وحدة النظر والقدم”.

الجانب العسكري

يبدأ كولن الجزء الثاني من كتابه بالقسم الرابع حول الجانب العسكري للرسولﷺ مُبتدأ الباب بأربعة فصول بدأها بالفصل الأول تحت عنوان “النبي العسكري” تحدث فيها عن أهداف الجهاد والتهيؤ الجيد له، ثم عرض في الفصل الثاني المعارك التي خاضها النبيﷺ، وأنهى الباب بالفصل الثالث حول المؤهلات التي يجب توفرها في أي قائد.

العصمة

حول القسم الخامس والأخير يعنون كولن بأربعة من العناوين منها الأول حول تعريف معنى العصمة لغة واصطلاحًا، والثاني حول العصمة والأنبياء الأخرين والذي أفرده في عنوان ثالث ثم تحدث عن انعكاس العصمة في حياته في عنوان رابع لينتهي كتاب الشيخ التركي محمد فتح اله كولن “النور الخالد محمد ﷺ مفخرة الإنسانية”، وعنه يروي الكاتب أنه لم يتناول السيرة كسرد أحداث وتواريخ وإنما يتناولها من ناحية فقهها وحكمتها كما يتناولها من ناحية معانيها وأسرارها.

كتاب النور الخالد ﷺ مفخرة الإنسانية يقع في جزأين، أي حوالي أكثر من ألف صفحة بالإضافة إلى ملحق السنة ومكانتها في الشريعة الإسلامية.

من كتبه:

  • أسئلة العصر المحيرة (أربعة أجزاء)
  • الموازين أو أضواء على الطريق (أربعة أجزاء)
  • إعلاء كلمة الله أو الجهاد
  • القدر في ضوء الكتاب والسنة
  • أضواء قرآنية في سماء الوجدان
  • طرق الإرشاد في الفكر والحياة
  • كل كتبه سالفة الذكر ترجمت إلى العربية..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الكاتب: منير أديب

المصدر: جريدة آفاق عربية، 6 مارس 2003م.