يرى “فتح الله كولن” أن النهضة يصنعها العقل الملهم؛ إذ لا بد لكل التحولات النوعية من قائد بارع يترسم لها التصور والخطة والتنفيذ. وأبرز من يجعلهم “كولن” مصدر إلهام لهذا النمط من قادة الفكر، هم الأنبياء، وعلى رأسهم نبينا محمد صلي الله عليه وسلم؛ إذ جاءت بعثته عالمية، تصنع الإنسان الخالد، وتُرسي المعالم والسبل التي تعزّز من شأنه، وتضمن له أن يظل خليفة لله في الكون.

ومواصفات القائد المدشن للنهضة الحضارية مواصفات قلبية بالأساس، استمدادية، تتوسل إلى مقاصدها بالمدد الإلهي الذي تعْلم برسوخ إيمانها، أنه القادر الذي بيده الأمر، ومنه يتلقى العبد رشده وتوفيقه وسداده.

 أبرز من يجعلهم “كولن” مصدر إلهام لهذا النمط من قادة الفكر، هم الأنبياء، وعلى رأسهم نبينا محمد صلي الله عليه وسلم.

أحوال المكابدة:

الإيمان هنا، هو عامل إسناد أساسي؛ لأن المؤمن – بما يعمر قلبه من ثقة في ربه- يجد تلك الطاقة الخارقة التي تستشعرها الروح حين تتوطد أواصر اليقين بينها وبين السماء، فهي بانجذابها نحو خالقها، لا تعود تلقى في ما تخوض من عراك، ما نراها عليه من أحوال المكابدة والتمزق والرهق.

ظل أهل العشق يحدثوننا عن اختطاف أرواحهم تحت تأثير جذل التنعم والتبهُّج وهم في صلب الامتحان، يتحولون من شدة إلى شدة، يُسحقون ويُمحقون، وما ذلك إلا لأن الروح ارتاضت لديهم على أن تتعالى عن الآلام.

لقد ظل أهل العشق يحدثوننا عن اختطاف أرواحهم تحت تأثير جذل التنعم والتبهُّج وهم في صلب الامتحان، يتحولون من شدة إلى شدة، يُسحقون ويُمحقون، وما ذلك إلا لأن الروح ارتاضت لديهم على أن تتعالى عن الآلام؛ لأن القلب في كل الأحوال والظروف، مُخيِّم في الحضرة، منتش بما يَهُبُّ عليه من نسائم الاطمئنان.

—————————————-

المصدر: سليمان عشراتي: “الانبعاث الحضاري في فكر فتح الله كولن”، دار النيل للطباعة والنشر، ط 2، 2013، ص: 225.

ملحوظة: عنوان المقال والعناوين الجانبية من تصرف المحرر.