على امتداد القارات الخمس وخلال ربع القرن الأخير انتشر نموذج حركة الخدمة في 170 دولة عبر العالم، محقِّقًا العديد من النجاحات في صورة أنشطة وبرامج تعليمية وثقافية ومبادرات عملية في الحوار والتسامح بين الأديان والثقافات والإثنيات المختلفة.
وعقب الانقلاب الفاشل في تركيا يوليو 2016 أثيرت العديد من التساؤلات حول مشروع الخدمة والأستاذ فتح الله كولن على خلفية الافتراءات والتهم الباطلة التي نُسبت إلى الخدمة والأستاذ كولن.
ومحاولة من دار الانبعاث للنشر بالقاهرة بالتعاون مع مركز نسمات للدراسات الاجتماعية والحضارية لتوضيح حقيقة حركة الخدمة وإبراز الدور الحضاري الذي قام به ملهمها الأستاذ فتح الله كولن لوطنه ولأمته وللإنسانية، قامت مؤخرًا بترجمة ونشر كتاب “فتح الله كولن حياة في الخدمة”، لمؤلفه الأكاديمي الأمريكي جون باول، الذي يعمل أستاذًا بالمدرسة اللوثرية في فيلادلفيا.
الكتاب يقع في ما يقرب من خمسمائة صفحة، وينقسم إلى خمسة فصول، يسبقها توطئة ومقدمة، وقد بدأ الكتاب بطائفة من الإشادات لمجموعة من الأكاديميين الغربيين، أبرزهم مايكل زوكرمان أستاذ التاريخ بجامعة بنسلفانيا، والدكتورة هيلين روز الأستاذة بجامعة هوستون وغيرهم.
استغرق الكاتب أكثر من ثمان سنوات في إخراج الكتاب، قرأ خلالها كل ما كتبه الأستاذ كولن وما كُتب عنه باللغة الإنجليزية، وتعلم أيضًا ما يكفي من اللغة التركية ما يمكنه من الاطلاع على المعلومات التي يحتاجها من مصادرها الأصلية، كما قام بالعديد من الزيارات إلى أكثر من مدينة تركية كانت شاهدة على حياة كولن الدعوية والإصلاحية. كما زار العديد من المشروعات التي ترجمت أفكاره ورؤيته الإصلاحية إلى واقع ملموس.
الكتاب يُعدُّ سفرًا قيِّمًا يُسلّط فيه كاتبه بأسلوب مميّز الضوء على السيرة الذاتية للأستاذ فتح الله كولن وحركة الخدمة بانفتاح شديد، حيث يستعرض القضايا الشائكة والمصيرية، ويرد عليها بأسلوب صريح وبناء.
وقد أكّد جون باول أنه حاول أن يكون منصفًا وهو يسرد قصة حياة كولن في سياقاتها، وذكر أن تعرفه على حركة الخدمة أثناء حضوره دعوة للإفطار في عام 2006م قد غيَّرت حياته نحو الأفضل.
الكتاب شهادة للتاريخ ورسالة قويّة للباحثين عن الحقيقة، وهو في الوقت ذاته يعكس للقارئ العربي رؤية المفكرين الغربيين لمشروع الخدمة والأستاذ فتح الله كولن.