مع السياسات الليبيرالية الجديدة لأوزال في أوائل الثمانينات وظهور الفرصة الأعظم لتأسيس مدارس خاصة في عام 1982 افتتحت أول مدرستين ثانويتين تستوحيان أفكارهما من الأستاذ كولن، واحدة في أزمير والأخرى في إسطنبول. وتبعهما تأسيس مئات من تلك المدارس خلال العقدين اللاحقين في جميع أنحاء تركيا، وبعدها في الجمهوريات التركية التابعة للاتحاد السوفيتي السابق وفي البلدان الأخرى التي أعقبت الاتحاد السوفيتي، وفي البلقان وجنوب إفريقيا وأخيرا في الغرب. وفي المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس عام 2000 أقر رئيس الوزراء أجاويد في خطابه بأهمية مدارس كولن في أنحاء العالم وكيفية إسهام تلك المدارس في ثقافات تركيا ورفاهيتها جنبا إلى جنب مع البلدان الأخرى.

وشجع كولن مستمعيه للاستثمار في المدارس الثانوية العلمانية المتميزة، حيث كان يأمل في الجمع بين الأخلاق الإسلامية والمعرفة العلمانية، وكانت تلك المدارس مبنية على المناهج العلمانية المعتمدة من الدولة وتستخدم اللغة الإنجليزية للتعليم. ويتم تعليم الإسلام في ساعة واحدة مسموح بها من قبل الدولة للتعليم الديني ضمن ديانات مقارنة مع كتاب محدد من الدولة. وكل المدارس مثل باقي المؤسسات المستوحاة من كولن هي وحدات إدارية مستقلة وتمولها مجموعات محلية. والعديد من مديري المدارس والمدرسين في كل من تركيا وخارجها من المتعلمين الذين لهم ارتباط وثيق بـ “الخدمة”. وتتأكد الخدمة أن من يتنقل ضمن شبكتها ينبغي أن يكون مؤهلا ومتحفزا للعمل أينما طلب.

شجع كولن مستمعيه للاستثمار في المدارس الثانوية العلمانية المتميزة، حيث كان يأمل في الجمع بين الأخلاق الإسلامية والمعرفة العلمانية

ويوجد في تلك المدارس أيضا مدرسون غير مشاركين في حركة كولن بل ولم يسمع العديد منهم عن فتح الله كولن قط، وبالرغم من ذلك فإنه لولا التزام المعلمين الملهمين بفكر كولن – والذين يعتبرون عملهم خدمة دينية – لاختلفت جودة تلك المدارس. كما يرسل العديد من الآباء أبناءهم إلى تلك المدارس لأنهم يدركون أنها أفضل تعليم ممكن لأبنائهم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: هيلين روز، ترجمة عبد الرحمن أبو ذكري، حركة فتح الله كولن، تحليل سوسيولوجي لحركة مدنية متجذرة في الإسلام المعتدل، ايبو تنوير للنشر والإعلام، طـ1، 2015، ص:59/60.

ملحوظة: العنوان من تصرف المحرر