قادتني الصدفة في أثناء مشاركتي في مؤتمر «جمعية الصحفيين والكتاب الدولية» بالتعاون مع الأمم المتحدة بالتزامن مع أعمال الجمعية العامة للمنظمة الدولية إلى الذهاب مع أصدقاء مشاركين بنفس المؤتمر إلى ولاية نيوجيرسي أكثر من مرة.
الأولى عندما ذهبنا إلى ولاية بنسلفانيا لمقابلة المفكر التركي الكبير فتح الله كولن في مقره هناك، حيث قضينا أنا وصديقي ورفيقي في مهمتي الصحفية بكاملها إسحاق أنجى رئيس الشئون الدولية بجريدة زمان التركية، عدة ساعات لنغادرها إلى بنسلفانيا التي أمضينا فيها بقية اليوم وحتى صباح اليوم التالي، ومن الصدف الجميلة أن كل الذين يذهبون للقاء المفكر التركي ربما يقابلونه مرة واحدة، ولكن شاء حظي أن ألتقيه مرتين، وتخيلت خلال اللقاءين نهاية المعركة التي يشنها النظام التركي ضد مؤسس حركة «الخدمة» التي تتخذ من التعليم رسالة إنسانية لها، فهي بعيدة تمامًا عن عالم السياسة، فالعلم والتعليم هدفها ومبتغاها، فهي لا تهتم سوى بإرساء مفهوم العلم وإعلاء القيم الإنسانية، ولذا تؤسس المدارس في جميع أنحاء العالم باستثناء إيران وإسرائيل على ما اعتقد، والسبب في ذلك كونهما يقومان على مفهوم الدولة الدينية الذى ترفضه “الخدمة”.
ويؤمن كولن كما يقول في إحدى مقالاته بضرورة إعداد الطفل إعدادًا جيدًا: «على كل أمة تريد ضمان مستقبلها توجيه بعض عنايتها إلى تربية وتنشئة أطفالها الذين سيكونون رجالها في المستقبل بدل تبذير طاقتها وسنواتها هنا وهناك. ومع أن الكثير من الجهود المبذولة ستذهب أدراج الرياح، إلا أن أي جهد مبذول في سبيل تربية الأجيال يكون مصدرًا لا ينضب من الخير». وكان لقائي الثاني في نيوجيرسي مع عبد الله سلوى الخبير في الشؤون التركية الدولية، وأمضينا معه ما يقارب الساعتين لإلقاء الضوء على جميع المستجدات التركية الدولية والإقليمية والمحلية والتعرف على رؤاه لكيفية تضافر الجهود العالمية لوضع حد لمجازر النظام التركي حيال شعبه الذي أصبح مشردًا وسجينًا داخل بلده.