يُركِّزُ فتح الله كولن تركيزًا شديدًا على أن ما يقعُ على عاتق الإنسان هو أن يُنْجزَ بِنيَّةٍ خالِصَةٍ تمامًا ما يجب عليه إنجازه، ثمَّ يترك النتيجة لله تعالى، ووفقًا له كذلك فإنه يلزم ألا تُخالط الأهواء والرغبات الشخصية تلك الأعمال، وأيًّا كان الواجب عمله فلا بد من عمَلِه كما هو مطلوب، فلو خلطَ الإنسان نزواته ورغباته الشخصية بالعمل فقد يُخطئُ ويُفْسدُ طهارةَ وصفاءَ نيِّته، ومن ثمَّ يَحْدُثُ كابوس نتيجة ذلك.
الهداية بيد الله
ليس بمقدور الإنسان هدايةُ الآخرين وتغييرُ أنماط تفكيرهم وسلوكيَّاتهم ومعتقداتهم ومعيشتهم؛ فالقلوب بيد الله تعالى، هو الهادي، أي هو الذي يوجِّهُ الناس إلى الحقِّ والصواب، إلا أن ثمَّةَ واجبًا ينبغي للإنسان القيام به هنا؛ ألا وهو سلوكُ كلِّ طريق مشروع من أجل تبليغ وإيصال الرسالة الحقَّةِ إلى الجميع، وما بعد ذلك فهو بيد الله تعالى، وهو ما قرَّره القرآن الكريم وهو يُخاطب نبيّنا صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: “إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ” (سورة القصص: 56)
“أجل، على الإنسانِ أن يفعلَ ما يقعُ على عاتِقِهِ، وألا يتدخَّل في أمر الله تعالى” (كولن/ سلسلة الفصول/ 1/ 102)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: علي أونال، فتح الله كولن ومقومات مشروعه الحضاري، دار النيل للطباعة والنشر، القاهرة، طـ1، 2015ن، صـ111.
ملاحظة: عنوان المقال، والعناوين الجانبية من تصرف محرر الموقع.