مجلة حراء العدد الخامس والعشرون
الموازين
بقلم: فتح الله كولن
تعلمنا الكثير، وقرأنا الكثير، وكتبنا الكثير، لكننا لم نتعلم كيف نثقّف أجيالنا بثقافة أمّتنا الأصيلة، ونعلمها كيف تحترم هذه الثقافة، وتأخذ منها، وتستعين بها على إنارة طريقها، فضعْنا وضاع جهدنا، ولم نجْنِ ما كُنَّا نؤمّل من نهوض حضاري منتظر.
ارتقاء الأمم وتفوقها منوط بارتقاء أفرادها، وارتقاء أفرادها منوط بعلو مناهج التثقيف الذهني والوجداني الذي يربط بين حرية الضمير والواقع المعيش، فسعة الآفاق الفكرية مع سعة الآفاق الوجدانية، هاتان السعتان معًا تشكلان سلم الارتقاء للأفراد والأمم.
الأمم التي لا تراجع نفسها بين الفينة والأخرى، ولا تنقض نفسها وتُقوِّم أخطاءها، وتتثبت من سلوكها للطريق الصحيح، ولا تستفيد من عِبَر التاريخ وتجارب الأجيال السابقة، فإنها ستتشعب بها الطرق، وتختلف بها الاتجاهات وتضيع وتتشتت، وهذا بالتالي يؤدي إلى تأخرها ويمنع تقدمها ويعرقله