اعترف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الاثنين، باختطاف التربوي التركي أورهان إيناندي من قيرغيزستان ونقله إلى تركيا، بشكل قسري بعد أكثر من شهر على اختفائه.
خلال لقاء صحفي عقب اجتماع مجلس الوزراء الرئاسي، قال الرئيس التركي إن جهاز الاستخبارات أحضر المسؤول العام لما سماه “منظمة فيتو” في آسيا الوسطى أورهان إيناندي إلى بلاده وقدمه إلى العدالة، على حد تعبيره.
نائب وزير الخارجية، نوران نياز علييف، استدعى السفير التركي لدى قيرغيزستان وأبلغه باستياء قيرغيزستان من واقعة اختطاف إيناندي وتسليمه إلى تركيا.
ودعت الخارجية القيرغستانية الجانب التركي إلى اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لإعادة إيناندي إلى قيرغيزستان ومعاملته بشكل حسن ومنع استخدام العنف والأفعال المهينة ضده بما يتوافق مع القانون الدولي.
وتداولت وسائل الإعلام في قيرغيزستان أنباء أيضا عن إبلاغ السفير التركي المسؤولين بالخارجية القيرغستانية أن إيناندي مواطن تركي ويُعترف به كمواطن تركي فقط.
وذكرت الخارجية القيرغيزية في بيانها أن تركيا رفضت الادعاءات المثارة حول تورطها في العملية التي وقعت داخل قيرغيزستان.
نائبة رئيس البرلمان القيرغيزستاني، عائدة قاسم علييف، أدانت حادث اختطاف التربوي التركي الحاصل على الجنسية القرغيزية والذي يقيم في البلاد منذ 30 عاما.
وقالت “علييف” إن واقعة الاختطاف هذه سيئة ومحزنة للعلاقات بين البلدين، وأضافت: “إنها قضية سيادة وشرف بالنسبة لدولتنا، وبصفتنا برلمانيين سنطالب بتحقيق يتضمن خبراء دوليين ومؤسسات دولية. أورهان إيناندي مواطن قيرغيزستاني، والدولة مسؤولة عن كل مواطنيها ويتوجب عليها حمايتهم”.
آثار التعذيب
وعقب إعلان أردوغان تم تداول مقطع فيديو قصير لإيناندي، حيث لفت الأنظار وضع يده اليمنى المنتفخة أسفل يده اليسرى.
وعبر حسابه على تويتر نشر الصحفي آدم يافوز أرسلان تغريدة، قائلا: “صاحب تلك اليد التي تعرضت للتعذيب يقيم في قيرغيزستان منذ 30 سنة، ولا يفعل شيئا سوى التدريس والتعليم. هذه الصور تحمل الكثير من الرسائل”.
وفي السياق نفسه نشر الصحفي أمر الله أوسلو أوسلو تغريدة قال فيها: “خلال شهر واحد لم يترك رجال -رئيس المخابرات التركي- هاكان فيدان طريقة تعذيب إلا مارسوها بحق إيناندي. عند مقارنة صوره السابقة يظهر أمامنا مدرس فقد وزنه وإحدى يديه منتفخة وأظافره طويلة. يبدو أن المخابرات التركية تستطيع اختطاف المدرسين الأبرياء فقط بينما تفشل في تحرير عناصرها المختطفين على يد العمال الكردستاني!”.
وكان الصحفي والمحلل التركي الآخر جوهري حوفين كشف استنادًا إلى مصادر مطلعة أن المخابرات التركية جلبت من تركيا مواد كيماوية خاصة لزرعها في جسد إيناندي من أجل انتزاع أقوال من فمه وممارسة الضغوط عليه لكي يتراجع عن جنسيته القرغيزية في مسعى للحيلولة دون تحول القضية إلى أزمة دولية.
البرلمان القرغيزي ينتفض
أدانت نائبة رئيس البرلمان القيرغيزستاني، عائدة قاسم علييف، حادث اختطاف التربوي التركي الحاصل على الجنسية القرغيزية والذي يقيم في البلاد منذ 30 عاما
وقالت “علييف” إن واقعة الاختطاف هذه سيئة ومحزنة للعلاقات بين البلدين، وأضافت: “إنها قضية سيادة وشرف بالنسبة لدولتنا، وبصفتنا برلمانيين سنطالب بتحقيق يتضمن خبراء دوليين ومؤسسات دولية. أورهان إيناندي مواطن قيرغيزستاني، والدولة مسؤولة عن كل مواطنيها ويتوجب عليها حمايتهم”.
كما أدان النائب في برلمان قيرغيزستان، دستان باكاشاف، اختطاف وترحيل المواطن التركي-القيرغيزي أورهان إيناندي، وانتقد عدم تصدي جهاز الاستخبارات القيرغيزي لجهاز الاستخبارات التركي.
وقال: “هذه الواقعة تعكس مستوى جهاز استخباراتنا. لم يتم اتخاذ أية إجراءات لردع جهاز استخبارات دولة أخرى… عدم إبداء أجهزة الدولة الاهتمام اللازم لهذه الواقعة منذ البداية وضع البلاد في موقف حرج أمام المجتمع الدولي، وأصبحنا في نظر المجتمع الدولي الدولة التي بالإمكان اختراقها والتحكم فيها”.