أريد أن أنبهكم إلى أمر:
لقد أقدمت مجموعة من الأرواح المظلمة بالتعاون مع بؤرة مظلمة على إعداد سيناريوهات مظلمة جداً في الوقت الذي يمر فيه الشعب بأيام سود. أغلقوا مراكز التقوية بحجة ” الاختراق”، اتهموا أنزه الأعمال والخدمات بالتسلل في أروقة الدولة. هل يسمى انخراط أبناء الدولة في مؤسساتها تسللا؟ التسلل والاختراق يطلق على شعوب وفئات أجنبية تسللت إلى جسم الدولة. أما أبناء الوطن فلا يوصفون بذلك. الالتحاق بمؤسسات الدولة حق لكل أبناء الوطن في إطار الدستور والقوانين المرعية فما داموا يتحركون وفق الدستور والقانون ولا يتجاوزون الحدود التي وضعتها الدولة ويراعون كل الأعراف المتبعة. فكيف يسمى ذلك اختراقا؟
الواقع أن هناك من تسلّلوا إلى مؤسسات الدولة فعلاً. لذا يحسبون الآخرين مثلهم. هناك من اخترق الدولة قديما لتحقيق أفكارهم الظلامية وأغراضهم الدنيئة. هؤلاء ينظرون دومًا إلى المختلفين معهم فكريًّا على أنهم “متسلّلون”. ولهذا كانوا يعارضون مشاريع الخدمة منذ البداية. تجنبوا زيارة المؤسسات التعليمية في البلدان التي زاروها. أرادوا تشويها وإثارة الشكوك حولها في نظر مسؤولي تلك البلدان وشعوبها. لقد كانت مشاريعهم للقضاء على الخدمة تجرى بخبث وبسرية تامة.
ولكن هل اكتفوا بذلك؟ لقد ظهر فسادهم المتمثل في السرقة والرشاوي إلى العلن ولا يزال الحديث عن هذا الفساد متداولا حتى الآن في الصحافة العالمية ومواقع التواصل الاجتماعي. لقد كانوا يقدمون أنفسهم على أنهم إسلاميون ملتزمون، فلما فضحتهم هذه الممارسات القبيحة سارعوا إلى القول “إن هذه التحقيقات محاولة انقلاب على الحكومة المنتخبة” وما إلى ذلك.
هذه بداية السيناريو. ومن ثم انطلقوا بعدها لتشويه حركة عالمية مباركة، تقيئوا كل ما بداخلهم من حقد ضدها، تلك كانت أحداث الفساد المعروفة ب 17/ 25 ديسمبر.
لكن يبدو أن هذه الممارسات الدنيئة لم تشف غليلهم فدبروا سيناريو الانقلاب في 15 تموز / يوليو الماضي استغلوا فيه بعض السذج وتعرض فيه بعض البسطاء من المغفلين للخديعة. لكن التدبير كان ساذجا، وليس له أي انسجام مع المنطق لقد شاهده العالم كله وسخر منه والجميع رأى أنه مفبرك لكنهم لم يتوانوا عن استغلاله ضد الخدمة وضد أبرياء كثيرين من الشعب لقد تسببوا في معاناة الآلاف بل الملايين إذا عددت أسرهم معهم.
فاعتقال شخص يعني اعتقال أفراد أسرته معهم بل كل من كان يعولهم من أقارب ومعارف فخمسون أو مائة ألف من هذا المنطلق تعني الملايين من الناس. ملايين من الناس وقع عليهم هذا الظلم بلا أي ذنب سيكون هؤلاء المظلومون سببا في دخولهم جهنم. إن لم يسامحوهم، إن لم يطلبوا العفو من هؤلاء المظلومين فسيستحقون النار ولو صلّوا وصاموا. لا أقول إن استحقاقهم النار بسبب كونهم “كفارا” ولكن لارتكابهم أعمالاً تسوق إلى النار.
لقد فشل هذا السيناريو كما فشل سابقه أيضا، فلم يقتنع به أحد، ولم يصدق أحد في العالم افتراءاتهم علينا في هذا الصدد. ثم حاكوا سيناريو آخر عقب “اغتيال السفير الروسي”. صاح القاتل بالتكبير بعد قتله حاولوا إلصاق هذه الجريمة بحركة الخدمة أيضًا مع أن القاتل أعلن عن هويته وانتمائه بشكل صارخ وتبنى التنظيم الذي ينتمي إليه العملية ورغم كل هذا فقد حاولت وسائل “زفتهم” الإعلامية توجيه ضربة قاضية لحركة الخدمة باتهامها بهذه الجريمة لقد كمموا كل الأفواه المعارضة وغيبوا كل وسيلة يمكنها أن تنشر الحقيقة. ولذلك فقد غرروا بفئة المتذبذبين من الشعب هؤلاء أيضا انساقوا وراءهم خشية التعرض للقمع على يد السلطة الحاكمة ولكن لم يسلموا من قمعهم رغم ذلك بدأت أصابع الاتهام تتجه إليهم أيضًا. وبدأت دائرة الاتهامات والظلم تتوسع تدريجيًّا حتى شملت الآخرين أيضًا.
وقد فشل هذا السيناريو كذلك فشل ولم يحقق أهدافه. لم يقتنع به العالم ضحك عليه كما ضحك على سابِقَيه. حتى الشعب الروسي لم يصدق ذلك. لقد تناولت الصحف الأكثر مبيعًا والتلفزيونات الأكثر مشاهدة في روسيا الحدث بصورة مختلفة جدًا عن الجانب التركي. ولما سُئل هذا الفقير عن بعض المسائل بهذه المناسبة قدمت بعض التحذيرات والآن أشعر بضرورة التطرق إليها مجددا هناك أشخاص يغلب عليهم طابع الضعف البشري لم يصمدوا أمام ضغوطات تعرضوا لها، عملوا فترة من الزمن في “الخدمة” وعدوهم بإنقاذ سمعتهم إن اعترفوا أو بالأحرى إن افتروا لقد أعلنت الصحافة عن ذلك مؤخرا ذكروا أن أحد كبار المسؤولين قال لأمثال هؤلاء: “سأطلق سراحكم إن زودتموني بمعلومات عن أفراد من الخدمة” وعدوهم ولم ينفذوا وعودهم رغم تزويدهم بمعلومات وافتراءات معلومات عن كم هائل من الناس الأبرياء فبدأت السلطات تتنصت عليهم، ومن ثم واجهوا كثيرًا من الآلام والعذابات في حياتهم التجارية أو الوظيفية الرسمية.
نعم، إنهم لجؤا إلى مثل هذه الطرق الشيطانية. والآن أجدد مخاوفي وأعبر عن قلقي في هذا الصدد. أخاف أن يستهدفوا بعضًا من هؤلاء المعترفين بل المفترين على إخوانهم المؤمنين بالاغتيال يستهدفون هؤلاء الذين تعرضوا لضغوط فاعترفوا أو يستهدفون بعضًا من الكتاب الذين يفترون علينا صباح مساء يغتالونهم ثم يلقون التهمة على الخدمة وسيدعون أن الخدمة عاقبتهم لخيانتهم هذا هو السيناريو الجديد ولذا أعبر عن مخاوفي وأكرّر قلقي هذا مرة أخرى.
فهذه العقول المظلمة التي تعيش في البؤر المظلمة وتقتدي بالأرواح المظلمة لا يمكنها أن تفكر إيجابيًّا وتقدم أعمالاً نزيهة مشرقة. لذلك يمكنهم أن يرتكبوا هذه الشنيعة أيضًا. على الجميع أن يعلموا أنهم يمكنهم أن يجعلوا بريئًا يقتل بريئًا آخر مثله،
ويسعوْا إلى تشويه صورة هذه الحركة مرة أخرى من خلال عملية اغتيال مجهولة الفاعل.
وفي هذا الإطار أيضا يشنون حملة للكراهية والعداء ضد الخدمة لدى أنصار حزب الحركة القومية وحزب الشعب الجمهوري ثم يغتالون أحد الشخصيات السياسية التابعة لأحدهما ليبلغوا بالعداء ضد الخدمة كل مبلغ لقد اتخذوا القرار وحسموا الأمر، لكنهم لم يحددوا الشخصية التي سيغتالونها بعد يعملون الفكر حاليًّا في تحديد هوية المقتول. يقولون “من الشخص الأنسب الذي سيقدم أكبر خدمة لنا عند اغتياله” لم تبق إلا مسألة تحديد هوية الضحية. هذه القضية باتت حديث القاصي والداني. لقد بلغوا في الخبث والمكر والممارسات الظالمة مبلغا بحيث بات العالم يتابع هذه الممارسات بالتقزز والاشمئزاز إنهم يستطيعون أن يرتكبوا هذا أيضًا.
فلا صوت يعارضهم وستقدم وسائل الإعلام الموالية لهم القضية على هواها تلك الوسائل التي لا تفتأ تبث سمومها في أذهان الناس كل يوم سيلصقون بكم أيضا هذه الجريمة الغادرة بكم أنتم يا أبناء الخدمة أنتم الذين لم تتعرضوا حتى لنملة صغيرة بأي أذى عمدا أتكلم عنكم بشكل أوثق من نفسي لكن لا تبالوا بالذين أسسوا سلطنتهم على شفا جرف هارٍ، لا تبالوا وكرسوا كل جهودكم على مواصلة الطريق مواصلة الطريق الذي سيقودكم إلى الجنة بإذن الله تعالى.
وليست هذه بآخر الشائعات ولن تكون فقد انتشر من قبل تجهيزهم لسيناريو آخر تدبير عصيان عام مصطنع في السجون التي كدّسوا فيها الأبرياء ثم إطلاق النار عليهم وقتلهم جميعًا، لكي يقولوا: “انظروا! إرهابيون حاولوا الفرار”. ذلك أحد الأفكار والسيناريوهات الظلامية التي تنسجها أوساط البؤر الظلامية. وإذا كانت الأرواح والمشاعر والأفكار مظلمة قاتمة إلى هذا الحد فإن اللصوصية تكون جزءًا لا ينفكّ منها.
شعرت بضرورة التنبيه على هذه الملاحظات. لا شكّ أن كل هذه السيناريوهات مبنية على الكذب وكل هذا واهٍ: “عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ” هؤلاء لن يفلحوا أبدا، لا تثقوا بهم، لا تثقوا بهم مطلقا فدأبهم الكذب، به يقومون وبه يقعدون وديدنهم الافتراء في كل حال وكل أعمالهم سيناريوهات وكل مخطّطاهم مؤامرات، لا يعرفون سوى الحيل والخدع. يمكنهم أن يرتكبوا من السوء ما لا يخطر على البال. يرتكبونه ويحمّلون فاتورته على حساب أبرياء.
Leave a Reply