لعلّنا نُبعَث من جديد

إننا -أبناءَ هذه الجغرافيا المثخنة بالجراح، المثقلة بالأحزان- كنّا وما زلنا نترقب منذ عقود وعقود نسمة بعث أو نفخة صور خارقة، نسأل الله أن يعجّل بها وألاّ يَطول انتظارُها. ومهما يكن الأمر فإننا عاهدنا أنفسنا أن ...

الروح الباعثة

أيٌّ من المعاني والحقائق ينهض بإنسان هذه الأمة ويمده بالحياة والبقاء؟ إن المعنى الذي كان يسري في عروقه -حتى البارحة- ويحدد وجهته، ويحفظ حيويته، كان ينبعث من عالمه الفكري وعمقه الوجداني، بل إن الميزة الوحيدة الت...

رسالة الإحياء

لم نعرف حتى اليوم أيديولوجية نجحت في جمع البشر في ظلها زمنا طويلاً، بل لم نعرف أيديولوجية اكتشفت كل الضرورات اللازمة التي يتطلبها جمع البشر تحت سقف واحد. ومع الادعاءات الباهرة، لم تستطع الدول الغربية التي هيمنت على قسم واسع من الأرض في التاريخ القريب أن تحقق ا...

النفوس النافعة أو مجتمع الضمير

عندما خُلق الإنسان وأُرسل إلى هذا العالم، وُضعت في جِبلّته بذور الخير والشر، والجمال والقبح، والنفع والضر؛ ومُنحت تلك البذورُ قابليةَ التوسع والنموّ والتطور في سفوح ماهيته الإنسانية. ومنذ تلك اللحظة تَداخل -في ...

روح الفتوّة

عندما نذكر الفتوة يتبادر إلى الذهن صور أبطال من الشباب مفعمين حيوية من مفرق رأسهم إلى أخمص قدميهم، أمثال علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وحمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه، وألب أرسلان(1)، ومحمد الفاتح، وأولو باطلي...

ونحن نولي وجوهنا شطر أنفسنا

صار هذا العصر عصر معضلات تواجهنا ونعيشها، ولا زال. وهنالك معضلة منها تلهي عن بقية المعضلات لعمقها ومقاومتها للدواء والمعالجة واستعصائها وعاجليتها إلى درجة لا يمكن إهمالها. هذه المعضلة العملاقة هي إهمال شعبنا، وشبابنا خاصة، لقيَمنا الذاتية. فإنها إن لم تعالج قب...

التوبة

التوبة هي تجديد المرء لنفسه، ونوع من التعمير والإصلاح الداخلي، أي إعادة للتوازن القلبي الذي اختل نتيجة الأفكار والتصرفات المنحرفة، أو بالأصح هي فرار من الحق تعالى إلى الحق تعالى، أو هي انتقال من غضبه إلى لطفه، ...

مهندسو الروح.. الربانيون

قد يمط بعضهم شفتيه استخفافًا إذا ما ذُكِرتْ القيم الأخلاقية والأعماق الداخلية للإنسان وأهمية الحياة القلبية والروحية؛ لكن ما من شك في أن السبيل الواصلة إلى الإنسانية الحقيقية تمر عبر هذه القيم والحركيات السام...

وخاتم المنبئين عن الغيب

القول الفصل الأخير حول حقيقة "الله والكون والإنسان" هو لحضرة محمد صلى الله عليه وسلم الذي هو شجرة الوجود، والعلة الغائية لكتاب الكائنات، وأقوى صوت للدعوة إلى الحق تعالى... إنه هو المُخبر الأخير "عن الغيب" وعن "غيب الغيب"، وهو المفسر السديد للأشياء والأحداث، وه...

الوقفة النبوية بين يدي الله وحيال الأحداث

إن من نذر نفسه للحق تعالى واستمد العون من الله عز وجل، يمضي في طريق وظائفه ومسؤولياته من دون أن ينظرَ إلى الوراء... لأنه يعرف القوة التي استند إليها، ويعرفُ مالكه الذي يعمل هو له وهو مطمئن لصواب هدفه والطريقِ...

نحو سلطنة القلوب

لقد قادت أمم عديدة شعوبًا شتى عبر الزمان في مختلف أرجاء المعمورة، وكانت أحيانًا عنصرًا من عناصر التوازن الدولي. ومَن يدري، ربما تظهر أُمم كثيرة أمثالها ولكنها جديدة في رؤيتها العالمية وفي تصاميمها الحضارية وف...