خدَعوه، قالوا له: خُذْ واشرب،

اطْفئ ظمأك، وبَدِّدْ قلَقك، وأزل همَّك وغمَّك..

شرب وكرع حتى ثمل، وزاد في شربه وفي كرعه،

لكنّه زاد ظمأً، وزاد قلقًا، وزاد همًّا وغمًّا،

وشعلة الذكاء في عقله غامت،

والبصيرة أظلمت، والبصر عمي، والرأس دار، والذّهن داخ..

ولم يعد يدري كيف الخلاص من جهنَّم،

التي كلما قيل لها “هل ارتويت؟”، تقول “هل مِنْ مزيد!”..

وما دري المسكين أنّ صراخ الظمأ،

وتفجّر الهمّ والغَمّ والحزن،

يُسْمَعُ من باطن الروح وليس من باطن الجوف،

فإذا ما سقيت الروح، ورويتَ القلب،

عادت إليك صحتك النفسية والروحية،

واعتدل مزاجك، واطْمَأنَّ عيشك، وبِتَّ إنسانًا سويًّا…

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: أديب إبراهيم الدباغ، فتح الله كولن في شؤون وشجون، دار النيل للطباعة والنشر، طـ1، 2013م، صـ57/ 58.

ملحوظه: المقال كما قال الأستاذ أديب الدباغ في مقدمة الكتاب يمكن أن ننسبه للأستاذ كولن؛ لأنه من وحي فكره، ولكنه ليس للأستاذ كولن لأنه كتب بغير قلمه، وبغير مفرداته.