ركزت تعاليم كولن بشدة على خلق جسور بين العالم الإسلامي والغرب بجانب أهمية إدخال التقدم العلمي والتكنولوجي في العالم الإسلامي المعاصر، مع التأكيد على مبدأ التسامح والحوار والعلم والتعليم، بينما يؤمن كولن أن هناك إسلاما واحدا حقيقيا وهو ذلك المبني على القرآن والسنة النبوية، فهو يدرك الاختلاف التاريخي و الثقافي و الاجتماعي حول تفسيرات الإسلام في العالم المعاصر.
ويدافع كولن عن معنى متطور لمفهوم الإسلام الذي يستطيع المسلمون والدول الإسلامية الانخراط به في العالم مع أفضل العلوم والتعليم والفلسفة والعلوم الاجتماعية والتكنولوجيا، و يقول إن ظهور الإسلام في القرن السادس الميلادي تفاعل مع الظروف المختلفة تاريخيا وثقافيا، وإن المسلمين تخلفوا عن الركب عندما فشلوا في المنافسة المتزايدة في العالم في أواخر القرن التاسع عشر.

” الجيل الذهبي”: هم شباب متعلمون تعليما عاليا ومسئولون ويفكرون بشكل عالمي.

ولكي يتم استعادة دور محترم في العالم الحديث، فدائما ما يذكر كولن بالميراث العثماني في تركيا المعاصرة فهو لا يدعو لعودة الخلافة و إنما للتركيز على القيم و الممارسات الثقافية الأساسية للعثمانيين وهي:
1- روح الحوار.
2- تعدد اللغات والأعراق والأديان في الدولة العثمانية.
3- احترام المرأة.
4- التقارب الفكري والثقافي بين المجتمع العثماني والغرب بداية القرن لتاسع عشر.

يؤمن كولن أن هناك إسلاما واحدا حقيقيا وهو ذلك المبني على القرآن والسنة النبوية.

ويدعو كولن لاستخدام النموذج العثماني كأساس لعودة العالم الإسلامي إلى قلب العالم الحضاري ولخلق علاقات مثمرة مع الغرب بسبب موقعه الجغرافي الاستراتيجي بين الشرق والغرب ونظام حكمها الديمقراطي، ويرى أيضا أن تركيا كقائد للعالم الإسلامي تسد الفجوة بين الشرق والغرب.
ويرى كولن أن العالم الإسلامي المعاصر يواجه العديد من التحديات الصعبة وواحد منها غياب العقلية العلمية الصحيحة كما يتضح في العديد من الدول الإسلامية، والثاني هو غياب الحوار الصحيح بين العالم الإسلامي والغرب، ويعترف أن العالم الإسلامي يهيمن عليه الغرب ويخضع لسيطرته معظم التاريخ الحديث، ويشعر كولن أنه آن الوقت للعالم الإسلامي لتوضيح الجانب الإيجابي من الإسلام للغرب.
وإحدى الطرق التي يظهر المسلمون من خلالها الجانب الإيجابي للإسلام هو الإنخراط في العولمة والتواصل والتفاعل مع الشعور في جميع أنحاء العالم، ويدعو كولن لتشكيل ” الجيل الذهبي” وهم شباب متعلمون تعليما عاليا ومسئولون ويفكرون بشكل عالمي، وشجع ذلك الجيل الجديد على السفر على نطاق واسع ودراسة عدة لغات والعلوم الطبيعية والاجتماعية في مؤسسات تعليمية مختلفة والإنخراط بفاعلية في الحوار بين الأديان في كل مكان يوجدون فيه.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: هيلين روز ايبو، حركة كولن تحليل سوسيولوجي لحركة مدنية جذورها الإسلام المعتدل، ترجمة مروة يوسف.

ملحوظة: العنوان وبعض العبارات من تصرف محرر الموقع.