في حلقة الأحد المنصرم الموافق 6/ 1/ 2019م من برنامج تفاعلكم اليومي المذاع على قناة العربية والذي تقدمه الإعلامية سارة الدندراوي، مستعرضة فيه على مدار نصف ساعة أبرز الأحداث والمستجدات من مواضيع تفاعل معها الناس أو أثارت اهتمامهم.

سلَّطت الإعلامية سارة الدندراوي الضوء على تقرير تركي يؤكد أن جيشًا من المخبرين يتلصص على الشعب التركي ويلاحقهم واقعيًّا وافتراضيًّا، سواء في المؤسسات الحكومية والمقاهي والمواصلات العامة، وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، والهدف إسكات الآراء المعارضة أو منتقدي سوء الأوضاع الاقتصادية وذلك عبر ما سماه التقرير جيش من المخبرين..

فرسالة إلكترونية أو بلاغ حتى وإن كانا كاذبين إلى مكاتب أجهزة الأمن قد تتسبب في توجيه تهمة إهانة الرئيس إلى المبلَّغ عنه ووضعه في السجن.

تابعت مقدمة البرنامج حديثها عن التقرير مشيرة إلى أن العقوبات بحقِّ المُبلَّغ عنهم تشمل بالإضافة إلى السجن التعذيب والمنع من السفر والفصل من العمل.

وتأكيدًا لمصداقية التقرير فقد أكَّد بالأرقام أنه ومنذ عام 2014م  زادت دعاوى إهانة الرئيس أردوغان التي ترفعها رئاسة الجمهورية ضد أطياف الشعب، فوفقًا لإحصائيات قدمها فؤاد أقطاي نائب أردوغان للبرلمان تم تلقي ما يقرب من 2.5 مليون شكوى في الفترة ما بين يناير وأكتوبر عام 2018م تتعلق بإهانة الرئيس التركي، فيما أكَّد أُغستاف قارون الأستاذ في جامعة إسطنبول أنه بين عامي 2014/ 2017م أجرت النيابة أكثر من 66.691 ألف تحقيق في قضايا إهانة الرئيس، كما جرى إحالة 20.539 منهم للمحاكمة في عام 2017م.

وعرض البرنامج كذلك لآخر ضحايا إهانة الرئيس والتي زادت منذ 2014م وتمثَّلت في الممثلين الشهيرين متين أكبينار، وموجات جيزين وكان ذلك في نهاية ديسمبر الماضي، حين فتح مكتب المدعى العام في إسطنبول تحقيقات معهما إثر انتقادهما الأوضاع الحالية في البلاد، وذلك خلال تصريحات تلفزيوينة لبرنامج تبثه فضائية معارضة.

ليس انتقاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أو سياسته أو الأوضاع الاقتصادية هو ما قد يودي إلى السجن فحسب، فحتى الحديث عن مستقبل حزب العدالة والتنمية الذي أسسه أردوغان يفعل ذلك وفقًا لأتراك استٌطلِعت آراؤهم.

هذه التقارير الصحفية تأتي أيضًا بالتزامن مع إعلان أنس كانتر لاعب فريق نيويورك نيكس أحد فرق الرابطة الوطنية لكرة السلة الأمريكية أو ما يعرف بـmba أنه لن يرافق فريقه في مباراته المرتقبة في العاصمة البريطانية لندن، وذلك نظرًا لتخوفه من الاغتيال من قِبَل أنصار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

تصريحات كانتر نُشرت على تويتر وأعرب فيها اللاعب المعروف بتأييده للداعية التركي فتح الله كولن، عن حزنه الشديد من أن تتسبّب السياسة في عرقلة مسيرته كلاعب كرة سلة.

جدير بالذكر أن كانتر أوقف في أحد مطارات رومانيا في عام 2017م بعد أن ألغت السفارة جواز سفره ليعود أدراجه إلى الولايات المتحدة ومن ثمَّ يُعتقل والده، كل هذا بسبب آراءه السياسية -كما يقول- ومعارضته لأردوغان الذي وصفه بـ”هتلر القرن”.

يُذكر أن ضيف هذه الفقرة الباحث في الشأن التركي الأستاذ محمد حامد، والذي أكَّد أن قضية كانتر تشبه إلى حدٍّ كبير قضية هاكان شوكر، الذي كان عضوًا في البرلمان التركي على قائمة حزب العدالة والتنمية التركي ولكنه في ذات الوقت كان من المعجبين بالشيخ فتح الله كولن وحركة الخدمة، وقد واجه نفس المصير وتم اعتقال والده، بينما تمكن هو من الهرب خارج تركيا.

كما أكد حامد أن ملاحقة أردوغان للمفكرين والنخب سواء الفنية والسياسية والرياضية ليس أمرًا جديدًا على أردوغان، فأكثر من 150 عالم تركي طلب اللجوء لهولندا، وبالتالي فقد أصحبت تركيا تصنف على أنه دولة قمع وخوف.