اتهم فتح الله كولن الداعية التركي المقيم في الولايات المتحدة منذ 1999 والذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب الفاشل في صيف 2016، الرئيس رجب طيب أردوغان باستخدام شعارات دينية للتغطية على فساد نظامه، فيما شهدت تركيا احتجاجات نسائية عارمة حمّلت حكومة العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم المسؤولية عن تنامي العنف والاعتداءات الجنسية بحق التركيات.

وذكرت ‘سكاي نيوز عربية’ قول الداعية التركي، إن ” أردوغان يستغل الشعارات الدينية من أجل شرعنة الفساد في البلاد، مؤكدا على خطورة أنصار الإسلام السياسي على المجتمعات”.

وتهدد تركيا التي تقع تحت قبضة أردوغان وحزبه اضطرابات ونزاعات جراء فرض المعتقدات والتصورات التي يتبناها أنصار حزب العدالة والتنمية، وهو ما أشار إليه كولن في مقابلة مع قناة ‘تن’ المصرية.

حيث قال كولن: “غلف حزب العدالة والتنمية المسائل بالشعارات الإسلامية، واستخدموها بضاعة رخيصة لضمان بقائهم في السلطة ولإضفاء الشرعية على فسادهم وحياتهم المترفة”.

وأضاف عن نظام أردوغان وأنصاره “ظهروا على حقيقتهم خلال تحقيقات الفساد والرشوة في ديسمبر/كانون الأول من العام 2013، فقد ظهرت الرشوة وظهر فسادهم رغم ادعائهم بأنهم إسلاميون”.

وتأتي تصريحات كولن تزامنا مع تقارير تشير إلى تورط حزب العدالة والتنمية في أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية لم تعرفها تركيا منذ سنوات.

 

وفي وقت يدعي أردوغان أنه كافل الحريات والحقوق للشعب التركي، تعاني في تركيا قرابة 40 بالمئة من التركيات من التعرض لكل أشكال العنف البدني أو الأسري من شريك الحياة، بحسب إحصائيات الأمم المتحدة.

وتعرضت حكومة العدالة والتنمية إلى انتقادات دولية على خلفية تنامي العنف بحق النساء بسبب ثغرات في القانون التركي ولغياب تشريعات تحمي حقوقهن في حالات التعرض للاعتداء الجنسي أو العنف المنزلي.

وفي تظاهرة نسائية بإسطنبول يوم السبت الماضي نددت مئات النساء، بالاعتداءات الجنسية والعنف التي تتعرض له المرأة في تركيا، محملين حكومة أردوغان المسؤولية الكاملة في التواني والعجز عن كف العنف عنهن.

وقتلت خلال الثلثين الأخيرين من العام 2019، 284 امرأة في تركيا بينهن 40 خلال شهر أغسطس/آب الماضي، بحسب تقديرات المنظمات الحقوقية المدافعة عن النساء في تركيا.

بينما ذكرت منظمة رقابية اسمها ‘سنوقف قتل النساء’، أنه تم قتل 409 امرأة على يد أزواجهن أو أعضاء العائلة بالعام 2017، بزيادة قدرت بـ75 بالمئة عن 2013.

وذكرت تقارير إعلامية ومنظمات حقوقية محلية تدافع عن المرأة، بأن ظاهرة العنف المسلط على المرأة التركية تتفاقم يوما بعد يوم على مرأى من الحكومة التركية التي يقودها حزب العدالة والتنمية.

وخرجت النساء محتجات على العنف ضدهن تحت شعارات مثل “أوقفوا قتل النساء”، و”لا تتفرجوا على هذا العنف، افعلوا شيئا لإيقافه”.

وأرجعت المحتجات استفحال ظاهرة العنف ضدهن، إلى تغاضي السلطات التركية وعدم التصدي لظاهرة الاعتداء ضد المرأة.

وتؤكد الحوادث التي تتكرر من حين لآخر تفشي ظاهرة العنف ضد المرأة في تركيا، أحدثها حادثة أمينة بولوت التي ماتت طعنا بسكين من قبل زوجها في مقهى بمدينة كيريكالي في وسط البلاد أمام ابنتها التي تبلغ 10 سنوات.

وأثارت الجريمة التي جرت في مكان عام، غضب الشارع التركي، وكثفت مواقع التواصل الاجتماعي موجات إدانة واسعة ودعت لتشديد الإجراءات لكف أعمال العنف التي تطال النساء.

وتقول إحدى المحتجات ” لقد تسبب قتل أمينة بموجة من الإحباط في المجتمع ولا تزال كلماتها الأخيرة على مسمع جميع النساء في تركيا”، حيث رددت “لا أريد أن أموت”.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: موقع ميدل إيست أونلاين

رابط حوار الأستاذ فتح الله كولن مع الإعلامي نشأت الديهي