من قبضة الطين إلى نفخة الروح

لم يكن الإصلاح قط عملاً جزئيًّا موضعيًّا تستفيد منه فئة أو طائفة دون أخرى أو بلد دون آخر. فالإصلاح في معناه العام -كما تجلى في رسالات الأنبياء ولدى حملة إرثهم الحقيقيين من الدعاة والعلماء وفي تجارب كثير من الحكماء- شأن عام يعم خيره ونفعه بعموم القيم التي يحملها ويبشر بها في الناس جميعًا.

فليس سهلاً ولا ميسورًا لكل مشروع إصلاحي أن ينطلق من دائرته المحلّية لينخرط في الأفق الإنساني والعالمي تدافعًا وتعارفًا، بل وأن يحتل فيه مواقع متقدمة من القبول والاستجابة والتأثير والتأطير، إذ كل ذلك متوقف على منظومة القيم التي يحملها ويبشر بها المشروع على مستوى رؤيته وتصوره، وعلى مستوى خططه ومناهج عمله، وعلى مستوى سلوكه وممارسته. وليست كل حركة ذات نزوع عالمي تحمل بالضرورة قيمًا إنسانية عميقة، كما هو شأن كثير من الشموليات الاستبدادية وشأن العولمة الآن.

ونعتقد أن أعمال فضيلة الأستاذ فتح الله كولن في الروح والإيمان، وفي الفكر والثقافة، وفي السلوك والحضارة، وفي الإرشاد والتبليغ، وفي القيم والأخلاق، وفي نماذج السلف والصالحين والمفكرين والباحثين…

ونعتقد أن أعمال فضيلة الأستاذ فتح الله كولن في الروح والإيمان، وفي الفكر والثقافة، وفي السلوك والحضارة، وفي الإرشاد والتبليغ، وفي القيم والأخلاق، وفي نماذج السلف والصالحين والمفكرين والباحثين… وفي كل جانب طرقه، إلا وكان له أبلغ الأثر في تحريك القلوب والعقول، وحفزها على مساءلة الذات إزاء تكاليفها وواجباتها تجاه الدين والناس. وما ذاك في تقديري إلا من جهتين متلازمتين: القوة والصدق في الأخذ، والقوة والصدق في العرض. فلا يستطيع المرء أن ينبط من عمق الأصول إلا بصدق وقوة في الإقبال، كما لا يستطيع أن يؤثر في الناس إلا بنفس القوة والصدق أو قريبًا منهما في العرض عليهم.

نعم، نقول هذا ونكرره، لكننا نعجز عن القيام به وعن تمثله. وأعتقد أن الأستاذ يقدم نموذجًا ومثالاً حيًّا عن هذا الإمكان، وذلك من خلال تحريكه لمساحات جديدة من القرآن يتحرك معها العقل والوجدان وينفعل بها الواقع والسلوك، ويعاد من خلالها بناء تصور الإنسان عن ذاته وواقعه ومحيطه، وذلك هو جوهر التجديد وروحه.

لقد هيمنت النزعات المادية النفعية والاستهلاكية على الفلسفات والعلوم، وعلى الثقافة والحضارة، وعلى القيم والأخلاق… وأضحت تؤطر الناس وتصوغ أفكارهم وتوجه أذواقهم، حتى إنه لم يعد للإنسان هامش من الحرية وإن تم كل ذلك باسم الحرية.

ولهذا فالمقاربة الثقافية والحضارية لدى الأستاذ، حاضرة بقوة لتخليص الإنسان من قبضة الطين وجعله يحيا وينعم بنفخة الروح. ولقد مارس الأستاذ تعديلات جوهرية عميقة في مفهومي الثقافة والحضارة، مستلهمًا اجتهادات تجديدية وازنة، وذلك بإعطائهما معان ودلالات تستحضر العمق الديني الروحي والإيماني أولاً، لتتجلى بعد ذلك في سائر المناحي والمجالات. صفحات جديدة يفتحها الإنسان في نفسه وينظر من خلالها إلى ما حوله، متحررة من أسر الماضي المتحجر ومن هيمنة الحاضر المستكبر، لتكون ثقافة وحضارة الأمة، هي ذات الأمة المنبعثة من روحها وإيمانها، متخلقة بأخلاقها وآدابها.

إنه لَإنجاز كبير وخرق لـ”مبدأ” الاستحالة في ظل هيمنة الرتابة والجمود وسيطرة النزعات والأنانيات وطغيان السطحية والشكلية، أنْ يجعل هذا المشروع من أفكاره العميقة حركة، وأنْ يولد من حركته أفكارًا في دينامية متجددة مبتكرة على الدوام.

إن نفخة الروح في الهيكل الطيني هي ما جعل لآدم اعتبارات خاصة: إسجاد الملائكة، والتكريم والتفضيل، والاستخلاف والتسخير، والشهادة بالحق، وحمل الأمانة، وعمارة الأرض، وما إلى ذلك. وتلك أصول ومبادئ من رحمها أو على صرحها تصاغ الثقافة وتبنى الحضارة وتنشأ وتشاد العلوم والمعارف.

من قيم المباني إلى قيم المعاني

إن الإصلاح الحق الذي يربط همم الإنسان بالمعالي والقيم، يجعلها وحدة قياسية -يقيس عليها أداءه- ومعيارية يعبر بها إنجازه، هو من يكتب له الخلود والبقاء لبقاء وخلود ما ارتبط به. ويكفي أن نشير من بين القمم التي يحرك نحوها هذا المشروع الهمم:

• الاستنارة بنور الوحي، الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، نبع المعارف والهداية والإرشاد، والمزود بالطاقة والباعث على الإخلاص والأخوة والمحبة، والتأسي في ذلك بـ”النور الخالد -صلى الله عليه وسلم-” خير البرية عليه الصلاة والسلام.

• الارتباط بقيم الفطرة في الإنسان التي بها تتحقق الذات والكينونة، والتي يولد عليها هذا الإنسان، على هيأتها وصفائها قبل أن تجتالها الشياطين ويطرأ عليها فساد المؤثرات الخارجية.

• خدمة الناس ونفعهم وإذابة الذات وإفناؤها في إسعاد الغير، وإدخال الفرَح والسرور على قلبه ونفسه. وذلك من أفضل القربات والطاعات.
• اعتبار الجزاء -ثوابًا وعقابًا- على الأفعال والأقوال، وهو منهج يحمل صاحبه على التحري الدائم في القول الراشد والفعل الصائب تسديدًا ومقاربة.

• اعتبار الآجل مع العاجل والمآل مع الأفعال، إذ ليست العبرة بلذة عابرة تعقبها حسرة دائمة. بل العكس، بلذة تعقبها لذة، وسرور يعقبه سرور، يفعل الإنسان ويستزيد من الفعل رضا بما يفعل، وتلك مرتبة من مراتب شكر النعم لتحصيل المزيد منها.

إن منظومة القيم في الإسلام نسق كلي تام مكتمل ومستوعب شامل، تلتحم فيه الفروع بأصولها وتتصل فيه الجزئيات بكلياتها. ومن ثم كان الإيمان مقترنًا دائمًا بالعمل الصالح لأنه ثمرته؛ فـ”المؤمن مَن أمِنه الناس”، وكان السلم مقترنًا دائمًا بالإسلام أيضًا لأنه ثمرته؛ فـ”المسلم مَن سلم المسلمون من لسانه ويده”، وكان القول مقترنًا بالفعل، والفكر بالحركة… وهكذا. وقد يطرأ الخلل على قيم الظاهر والمباني، التي تتجسد في أخلاق الإنسان وتحدد سلوكه أقوالاً وأفعالاً، لكن إذا سلم أصلها ومنبعها الذي يزودها بالطاقة ومبررات الوجود، المتجلى في قيم الباطن والمعاني، أمكن علاجها وإصلاحها وإعادة توجيهها نحو الوجهة السليمة.

إن أخطر تحريف مارسته الحضارة الغربية المادية على أتباعها، هو إفساد قيم الباطن والمعاني نفسها، ومن ثم فقدان الميزان والمعيار القيمي المسدد والمصوب.

إن أخطر تحريف مارسته الحضارة الغربية المادية على أتباعها، هو إفساد قيم الباطن والمعاني نفسها، ومن ثم فقدان الميزان والمعيار القيمي المسدد والمصوب. ولم تنفع مع ذلك أخلاق الظاهر الشكلية في تقويم الانحرافات السلوكية والاجتماعية أمام تضخم نزعات المتعة والاستهلاك واليومي والفرداني الواحدي والعدمية واللامعنى، التي فرضها واقع العولمة والحداثة وما بعدها. والأخطر منه أن يتجلى ذلك ويتحكم في النظم الفكرية والثقافية، والمعرفة والعلوم، والسياسات والعلاقات

إن كثيرًا من مشكلات الأمة تجد حلها في إعادة وصلها بالقيم التي انفصلت عنها. فقضايا الروح والإيمان والإخلاص والتقوى والورع والتوكل، تجد أصلها في قيم الفطرة والكينونة الآدمية، وفي نفخة الروح، وفي العهد والميثاق الأول الذي أخذه الباري – عز وجل- على الناس بمقتضى الخلق والألوهية والربوبية. وقضايا الأخلاق والتربية والسلوك، تجد أصلها في قيم التزكية. وقضايا الفكر والثقافة والعلوم والمعرفة والحضارة، تجد أصلها في قيم الهوية. وقضايا العمل والحركة والمبادرة والفاعلية، تجد أصلها في قيم الإرادة والعزيمة… وهكذا.

صحيح أنه لا يمكن إيجاد حدود فاصلة بين قيمة وأخرى وخلق وآخر، فهي كما ألمحنا كيان منظومي يفضي بعضها إلى بعض ويزود بعضها بعضا. لكن قطعًا هي مراتب ومقامات متفاضلة، يترقى فيها الإنسان سالكًا مدارجها منازل متعددة. هي تِلال زمرّدية(1) كلما ارتقى الإنسان منها تلاًّ أشرف على الآخر وتشوّف إليه. هي موازين(2) يزن بها الإنسان ويوزن، وأضواء على الطريق تنير للسالك دربه وتعصمه من التيه والضلال.

مِن الفوضى إلى النّظام

إن الكون صحف الله المنظورة المبسوطة على الدوام أمام الإنسان، تذكّره يوميًّا بآياتها وتدعوه إلى التفكر، كله نظام. والوحي صحف الله المقروءة المسطورة أمام الإنسان، تذكّره كذلك يوميًّا بآياتها وتدعوه إلى التدبر، كله نظام كذلك.

فكيف يعيش الإنسان الفوضى بين نظامين يتجلى فيهما معًا الجلال والجمال الإلهي؟!

ذلك التحدّي الأكبر لوراثة الأرض وتمثيل الحق! عندما يحصل الإنسان قدرًا من النظام ينسجم فيه أصله الطيني مع نفخة الروح، وأخلاق الظاهر مع قيم الباطن، وتتوحد فيه سنن الله الدينية الشرعية وسننه الكونية القدرية، يهتدي بالأولى ويجني ثمار ذلك من الثانية. فهذه الحالة السوية، حالة الاستقامة: (وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا)(الجن:16)، وكل انحراف عنها موقع لا محالة في مخالفة السنن الثابتة المطردة في الوحي والكون، إجمالاً أو تفصيلاً في أحدهما أو فيهما معًا. وذلك ما يستدعي هذا التنبيه إلى مسألة النظام طريقًا إلى الوراثة واستعادة لهذا الحق.

فمِن سنن الله تعالى في خلقه، تذكيرهم وإنذارهم وإرشادهم بالرسل والرسالات إلى الحق، فإنْ هم لم يستجيبوا وتمادَوا في غيّهم وطغيانهم، أخذهم بالبأساء والضراء والمعيشة الضنكى وتغيير الأحوال: (وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ)(الأعراف:130)، (ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ)(الأنفال:53).

وقد يرتفع هذا المستوى إلى درجة سنة الاستبدال الكلي للقوم عن طريق إهلاكهم وإبادتهم إذا بلغوا مستويات من الظلم والفساد: (وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ)(الأنبياء:11)، (وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ)(محمد:38).

وقد يتوهم أقوام أنهم تمكّنوا وامتنعوا بمظاهر من القوة والزينة والعمران، فيصابون بداء الغرور والطغيان والاستغناء: (إِنَّ الإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى)(العلق:6-7)، فتأتي سنة الاستدراج والبسط في الملذات: (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ)(الأنعام:44)، (وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ * وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ)(الأعراف:182-183).

أعمال فضيلة الأستاذ فتح الله كولن في الروح والإيمان، وفي الفكر والثقافة، وفي السلوك والحضارة، وفي الإرشاد والتبليغ، وفي القيم والأخلاق، وفي نماذج السلف والصالحين والمفكرين والباحثين… وفي كل جانب طرقه، إلا وكان له أبلغ الأثر في تحريك القلوب والعقول، وحفزها على مساءلة الذات إزاء تكاليفها وواجباتها تجاه الدين والناس. وما ذاك في تقديري إلا من جهتين متلازمتين: القوة والصدق في الأخذ، والقوة والصدق في العرض. فلا يستطيع المرء أن ينبط من عمق الأصول إلا بصدق وقوة في الإقبال، كما لا يستطيع أن يؤثر في الناس إلا بنفس القوة والصدق أو قريبًا منهما في العرض عليهم.

ومن تلك السنن أن للأمم والجماعات -كما للأفراد- آجالاً مقررة إذا تخلت عن شروط بقائها، والتي ليست شيئًا آخر غير شروط الصلاح في النفس، والإصلاح في الغير: (وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلاَّ وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ * مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ)(الحجر:4-5).

ومن تلك السنن أن الأرض يرثها في النهاية أهل الحق بقيم الصلاح فيهم وبتحققهم بشروط التمكين والاستخلاف: (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا)(النور:55)، (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ)(الأنبياء:105).

وهل يكون مصلحًا مجددًا، يعطي القدوة من نفسه لأجيال الأمل؟! من يفعل ذلك؟!

ولهذا أوجب القرآن السير في الأرض والنظر في سير الأولين، كي لا تتكرر الأخطاء ويعاد إنتاج نفس العلل والآفات، وذلك ما لا يفعله الكثيرون -للأسف- ممن يتصدرون الإصلاح والتغيير والتجديد أفرادًا أو جماعات… فيبطئون هذه الحركة وقد يعرقلونها، أو يكونون حواجز أمامها وهم لا يشعرون. واعتبر آخرون أن قصص الأنبياء والأمم أخبار وروايات لا تكليف معها وكأنها لمجرد المعرفة والترفيه، مبطلين ومعطّلين أصلاً من أصول التدين وهو الاعتبار. أحد أصول التكاليف الجماعية المنوطة بالأمة كأمة، كالخيرية والشهادة والوسطية والاستخلاف.

نعم على الأمة تكاليف إزاء الإنسانية كما على الأفراد إزاء أنفسهم، وتلك مساحات تجمّدت في القرآن والسنة تحتاج إلى من يحرك الهمم إلى قممها. ذلك ما نعتقد أن فضيلة الأستاذ فتح الله كولن، منشغل ومهموم به إلى درجة التماهي معه، فكيف ينظر بعد ذلك من تعلق فكره ووجدانه بنفخة الروح وقيم المعاني ونظام كبريات السنن، إلى ما دونها من مباحات الطين والمباني وصغريات السنن؟!

وهل يكون مصلحًا مجددًا، يعطي القدوة من نفسه لأجيال الأمل؟! من يفعل ذلك؟!

الهوامش
(1) التلال الزمرّدية.. نحو حياة القلب والروح، فتح الله كولن، دار النيل للطباعة والنشر، القاهرة 2010م.

(2) الموازين أو أضواء على الطريق، فتح الله كولن، دار النيل للطباعة والنشر، القاهرة 2010م.

(3) مقال “من الفوضى إلى النظام” وارد في كتاب “ونحن نقيم صرح الروح، للأستاذ فتح الله كولن، دار النيل للطباعة والنشر، القاهرة 2010م.

Leave a Reply

Your email address will not be published.