أمر غريب حقًّا! الحديث عنه شديد الصعوبة!

يقول زوجي: ألستِ سعيدة بنجاتكِ من الموت؟ ألستِ سعيدة وأنت على قارب النجاة؟

كيف أسعد بدون ابني وابنتي؟ فعلاً أمر غريب! ما أصعب الحديث عنه! لقد كنت محطمة تمامًا وأنا أحضر جنازة طفلَيَّ.

لقد قررتُ ألا أحضر جنازتهما ودفنهما! كيف أتحمل أن أشاهد أطفالي وهم يُدفنون؟

لكنهم قالوا: يجب أن ننتهي من الدفن سريعًا، كي نترك الجزيرة ونضمن سلامتنا.

كانت هناك سبع جنازات، وكان عددنا قليلًا.

لقد دفنت أبنائي بيدي. والجميع مثلي، الكل بأيديهم مجارف ومعاول يهيلون التراب.

عندما تفكر في هذا الموقف، وتنظر إلى نفسك من بعيد، تشعر بالوحدة والبؤس في ذلك المكان.

وعندما تسأل نفسك، لماذا يحدث كل هذا؟

أنا لست إرهابية، وليس ضدي أي دليل يزعم ذلك. لم أحمل سلاحًا يومًا، ولم أشترك في أيّ عمل إرهابي؟ وإن حدث فأين الأدلة؟ أين الإثبات؟

لا شيء من هذا. سوي أنني كنت “مدرسة في مدارس الخدمة”.

الأب

عندما سقطنا في الماء، أيقنت أن الأمر انتهى، وأننا نغرق.

وعندما طفوتُ من جديد على السطح رأيت زوجتي.

كانت تمسك طفلنا الرضيع من ياقته، وتحاول رفعه إلى سطح الماء.

كانت تصارع الموت غرقًا؛ سبحتُ نحوها وأخذتُ منها الرضيع، ثم بدأ الموج يقذفني يمنة ويسرة، وساعتها شعرت بأنني على حافة الغرق.

تشبَّثَتْ زوجتي بذراعي.

حتى جاءت موجة وفصلتنا عن المجموعة التي معنا.

بعض أصدقائنا الناجين صعدوا على القارب مقلوبًا في انتظار الإغاثة.

لقد اكتشفوا مكاننا بعد بضع ساعات.

كانت الأمواج تجرفنا.

مكثنا أكثر من عشر ساعات حتى وصل الإنقاذ.

شعرنا أن هذه لحظاتنا الأخيرة، فقررنا ألا نتحدث في شيء من أمور الدنيا،

وقلنا: لقد منحنا الله هذه الفرصة، كي نتوب قبل الموت.