في كل عصر من العصور تنجم في الأذهان إشكالات يحار فيها المرء ولا يهتدي إلى حلول لها، فيكثر من السؤال عنها من أصحاب الخبرة والمعرفة… ولهذا العصر الذي طغت فيه الماديات على الروحيات إشكالات.. منها ذاتية تنتاب المؤمن ويسعى ليجد أجوبة عنها.. ومنها إشكالات تطرحها الحضارة القائمة والعلوم الحديثة قد تجرُّ المؤمن إلى التشكك في إيمانه أو في مستلزمات هذا الإيمان.
وفي مجالس الأستاذ “فتح الله” الوعظية وفي غيرها من المجالس يُسأل الأستاذ من قِبل طلابه والحاضرين عمومًا عن بعض هذه الإشكالات التي تراود أذهانهم.
فيسارع الأستاذ إلى الأجوبة عنها ومناقشتها بشيء من الشرح والتوضيح، وبشكل مسهب تتجلّى فيه حقائق الأشياء وتنحلُّ العقد وتتكشف الأمور بحيث لا يبقى الذهن في ريبة من الأمر…
وقد جُمعت هذه الإشكالات التي سئل عنها الأستاذ في مجالس مختلفة وأوقات مختلفة في كتاب سمّي “أسئلة العصر المحيرة”، منها ما يتعلق بالإيمان والقرآن، ومنها ما يطرحه المادّيون من أسئلة لغرض تشكيك أهل الإيمان بإيمانهم، ومنها ما يتعلق بالخلق والإيجاد، وبنظرية التطور، وغير ذلك من قضايا تشغل أذهان طلبة العلوم بكافة أصنافهم…
وبالمجمل فهذا الكتاب محاولة غاية في الجد لإنقاذ الحائرين والمتشكّكين من التردّي في المهاوي الخطرة التي قد تجرُّ إلى الجحود والإنكار، كذلك فهو يعزز إيمان المؤمن ويقوّيه ويثبّته ويبعث فيه الإيمان بأحقية معتقداته وبمصداقية مسلماته.
فالجيل الجديد يحاول حاليا تلمّس طريقه بين كل هذا الصخب من الأفكار والفلسفات التي تغزو دياره والقادمة إليه من الشرق والغرب. ومعظم هذه الأفكار الجديدة عليه تشكل تناقضا مع ما ورثه من أسس فكرية انتقلت إليه من مجتمعه. وهو في خضم هذه الأفكار الجديدة المتضاربة بعضها مع البعض الآخر والمتناقضة مع جذوره الإسلامية يقف حائرًا: أيدَع نفسه للتيار القوي الهادر الذي يحاول قلْعه من جذوره، أم يرجع إلى جذوره؟ ولكن كيف يرجع وجذوره الفكريةهذه متهمة ليل نهار بالرجْعية وبأنها لا تناسب روح العصر؟
لذا ففي مثل هذا الخضم الصاخب من الأفكار يكون دور مثل هذه الكتب التي تتناول المواضيع التي تثار حولها الأسئلة مهمة جدا وطوق نجاة للعديد من الشباب الذين يتوقون لمعرفة الحقيقة ولا يدْرون كيف يصلون إليها. قد أخذ الأستاذ محمد فتح الله كولن حاجة الشباب بنظر الاعتبار فصرف جهدا كبيرًا في سبيل إزالة الشكوك والإجابة على الاستفسارات والأسئلة التي تحيّر عقولهم.
هذا الكتاب عبارة عن جملة عظيمة من الإجابات عن أسئلة تحير الأجيال الصاعدة من أمّتنا، وهو محاولة لإنقاذهم من التردي في مهاوي الشك الذي يحاول زرعها في نفوسهم أعداءُ الدين.
ويمكننا تلخيص ما جاء في الكتاب بالآتي:
- إنه جواب يبلغ حدّ الإقناع على تحديات العصر الشكوكية.
- خلود القرآن، كيف؟ ولماذا؟
- الموت، معناه الديني والفلسفي.
- ﴿أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ﴾(الأَعْرَاف:172)، كيف نسمعه ونشعر به؟
- نظرية “داروين”، ما سرُّ التشبث بها على الرغم من تهافتها؟
- “الدور والتسلسل” في الخلق والإيجاد.
Leave a Reply