شهادات غربية، الدكتور فيليب كلايتون، أستاذ محاضر في علم الأديان في كلية كلايتون للعلوم الدينية

الناس يُدركون أهمية الإسلام الكبيرة في تشكيل العالم في القرن الواحد والعشرين، لكن ما ليس موجودًا حتى الآن هو أن يكون هناك شخصية عامة، شخصٌ لديه القدرة على تمثيل الإسلام بصورة متطورة للغرب.

أن يكون هناك مسلم لديه ارتباط قويٌّ للغاية بجذوره القرآنية وبتعاليم السنة النبوية، شخص مرتبط بأفكار الإسلام الأصيلة ويمكنه أن يُظهر الوجه الإداري والأخلاقي للرسول صلى الله عليه وسلم لعالم اليوم من وجهة نظري، لم تكن هناك شخصية قبل فتح الله كولن تستطيع تمثيل الوجه الجذَّاب للتعاليم النبوية لكل العالم الغربي، كان لدينا مفسرون لكن لم يكن هناك مطبقون تلك التعاليم، فهو إمام وله رؤية وجدانية، وفيلسوف، ولقد رأينا تزايد أهمية وجوده على الساحة العالمية في السنوات الأخيرة لا سيما منذ التسعينات، وأعتقد أن أهميته تكمن في أنه يمثل وجه الدين الإسلامي بجامعيته وحكمته وعمقه وروحانيته للغرب، وأعتقد أن هذا أمر في غاية الأهمية.

الدين ليس معطى نظريًّا، ولا يوجد دين يستمر بقاؤه كمنتج أبديّ، فالله دائمًا يُطالبنا باستمداد هذه التعاليم الدينية وأن نحيا بها ونجعلها حية في حياتنا. ما فعله فتح الله كولن والخدمة هو تقديم نموذج للمسلمين حول العالم يمكن من خلاله أن يُصبحوا مواطنين عالميين، مواطنين للقرن الواحد والعشرين، وفي نفس الوقت أن يكونوا مسلمين بحق، ولا نبالغ بالحديث عن أهمية هذه المهمة.

أقصد أن عمل الخدمة مهم، المدارس مهمة والسمات المتنوعة لتعاليمه وكتبه مهمة ولكن الأهم من كل هذا هو أن أشعر بالفخر بأنني مسلم في القرن الواحد والعشرين، ولدي إسهام في الثقافة العالمية، وفي كل الحالات لا أحتاج الابتعاد عن الرسول صلى الله عليه وسلم(السنة النبوية) ولا الابتعاد عن القرآن ولا الابتعاد عن التعاليم العالية لتاريخ الفكر الإسلامي وتشريعاته.

الإسلام في رأي جوهرة، لؤلؤة مكنونة لا تقدر بثمن وهو القرآن الموحى به للنبي صلى الله عليه وسلم، بُني حول هذه الجوهرة طبقات وطبقات من الفهم المتعمق عبر التاريخ . ففي البداية يأتي الفلاسفة المسلمون الكلاسيكيون وربما الغزالي أهمهم، ثم يأتي الفهم القانوني للتشريع، ثم يأتي التصوف بجماله الوجداني المستوحى من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وإسقاطها على حياة الناس وتجاربهم، بل يمكنني قول هذه العلاقة المباشرة بين العبد والله تعالى، ثم يأتي بعد ذلك فهم ما يعنيه كل هذا للكوكب بأكمله .

ما فعله فتح الله كولن وما قدمته الخدمة هو أخذ هذا الفهم الذي هو الفهم الكلاسيكي للإسلام وجعله وثيق الصلة بالقرن الواحد والعشرين. وهذا يعني أن التعليم الذي يحتاجه المسلمون لا يخاف من العلم؛ لأن الله هو الخالق وكل شيء نتعلمه عن الطبيعة هو مرتبط بالله، والمسلم لا يحتاج أن يتصارع مع أهل الكتاب المسيحيين واليهود لماذا؟ لأن الله يتكلم من خلال رسله، نعم هناك اختلاف، ولكن لا يوجد تعارض، وفي النهاية عندما تتبع القرآن وتتبع السنة النبوية يعني أن هناك الكثير لتقوله عن الإدارة والاقتصاد والثقافة والأخلاق والإجابة عن كل أسئلة عالم اليوم، هذا التعليم الراقي، وتعليم الرسول بلا عنف يُمثِّل مضادًا حيويًّا ضد هذه الأقلية القليلة التي تتخذ العنف مسارًا لها، والذين يمثلون نسبة 99% كما في التعبير الأمريكي هم من يريدون اتباع السنة النبوية، وهذا يعني أن أهمية فتح الله كولن لا تقدر لفهم الإسلام في القرن الواحد والعشرين.