“لم أعد أملك أي شيء في أي مكان في العالم، أردوغان سلب كل ما أملك، حقي في الحرية والتملك والعمل والتعبير، لا أحد يستطيع شرح دوري في هذا الانقلاب، لم أفعل أيَّ شيء، لست خائنا أو إرهابيا، قد أكون خصمًا للحكومة في تركيا، لكنني لست عدوا لبلادي، أنا أحب تركيا”
قد تكون تلك الكلمات لمناضل سياسي أو مصلح اجتماعي، لكنها أنين وصرخات الهداف التاريخي لتركيا وأسطورتها الكروية “هاكان شوكور”، في تصريحاته لصحيفة “فيلت أم زونتاغ” الألمانية في أول حديث صحفي له.
مثَّل شوكور تركيا في كثير من المحافل الدولية، حيث لعب 112 مباراة دولية مسجلاً 51 هدفًا دوليًّا؛ هكذا تحوَّل اللاعب التركي هاكان شوكور إلى بطل قومي وأسطورة لكرة القدم التركية، بالإضافة إلى كونه لاعبًا ضمن فريق جلطة سراي أحد أشهر وأعرق الأندية التركية.
كان شوكور، ذو الأصول الألبانية، قد قاد منتخب تركيا إلى التأهل للدور نصف النهائي في بطولة كأس العالم عام 2002، واحتل المركز الثالث على العالم بعد أن فاز على كوريا الجنوبية في مباراة المركزين الثالث والرابع.
ويعتبر شوكور صاحب أكبر عدد من الأهداف في تاريخ تركيا، حيث سجل أكثر من 380 هدفا في كل المسابقات والبطولات المحلية والأوروبية والعالمية، ومن بينها أسرع هدف على الإطلاق في كأس العالم عام 2002.
اتسم شوكور بدماثة الخلق، والمشاركة في العديد من المناسبات الخيرية الداخلية والخارجية، وكان ناشطًا اجتماعيًّا فعَّالاً.
بدأت قصة شوكور مع الرئيس التركي رجب أردوغان، وحزب العدالة والتنمية، في العام 2011، إثر دخوله المعترك السياسي، ففي يونيو من ذلك العام، تم انتخابه عضوا في البرلمان وممثلا لحزب العدالة والتنمية عن المنطقة الثانية في محافظة إسطنبول.
وفي ديسمبر 2013، استقال شوكور من الحزب احتجاجا على ممارساته، وتحوّل إلى عضو مستقل في البرلمان.
وفي فبراير 2016، اتهم شوكور بإهانة أردوغان على تويتر، وفي أغسطس من العام نفسه، صدرت بحقه مذكرة من أجل اعتقاله بتهمة الانتماء لحركة كولن.
وعلى لسان شوكور في حوار أجرته معه صحيفة “فيلت أوم زونتاغ” الألمانية أشار أن أردوغان اتخذ منه عدوًّا بعد استقالته من حزب العدالة والتنمية وأنه تلقي تهديدات بقتله، وأن محل عمل زوجته تم الهجوم عليه وضايقوا أطفاله وسجنوا أباه وتحفظوا على أملاكه.
اضطر شوكور بعد ذلك للفرار إلى الولايات المتحدة الأمريكية وفَتْح مطعم هناك، لكنه أغلقه فيما بعد لتعرضه للهجوم المستمر والمضايقات من قِبَل أناس غرباء”.
واختتم شوكور تصريحاته بقوله: “الآن أقود سيارة لصالح شركة أوبر، وأبيع الكتب”.