هو (ص) لا ذنب له، الذنب ذنبنا، فشلنا في التعريف به. هو (ص) أجاد التعريف بنفسه. في زمن لا يتجاوز ربع قرن وصل نداؤه إلى نصف سكان العالم. خُمس العالم جثا بين يديه بحب قائلا “لبيك يا رسول الله”. لكننا فشلنا في إيصال ندائه.
أعداؤه يهاجمونه بشراسة، ويرمون عالمه بشتى الأوساخ. في المقابل ظهر بيننا أصدقاء له مصطنعون يحاولون أن يقيموا مقامه أفرادا آخرين يمارسون نوعا من الإضلال والتحريف خصومُه وأشباه الأصدقاء يعملون معا يتسابقون فيما بينهم، لكي يمحوه (ص) من ذاكرتنا، لكي ننساه، لكي تنساه الأجيال.
لكنني أعلم أنه بجماله وجاذبيته الفريدة باعتباره معشوق القلوب سيظل محبوب كل قلب عرف معنى العشق ولو بخطوة صغيرة. لن يفلحوا في محوه من الأذهان. لو نظروا إلى حولهم، لو نظرتم إلى حولكم ستصدقون على ما أقول. شاب في العشرين من العمر، يصعب عليه فهم حقيقة الرسول (ص) ولكن كم من عاشق عرفته يمصمص شفتيه تقبيلا لأنها نطقت باسمه (ص) هناك من يذرفون الدمع سيولا عند ذكر اسمه (ص). مضى ١٤ قرنا من الزمان وما نسيناه، ومنذ ٣ قرون يريدنا بعض السذج أن ننساه كلا، لم ينسه أحد، ولن ينساه بل ستزداد حيويته في قلوبنا مع كل يوم جديد سيزداد نضرة، وسنكتشف محمدا (ص) جديدا في قلوبنا كل يوم.
بالحُلم يبدأ كل شيء. نعم، بدأت الأجيال الفتية تحلم به (ص) ها قد نزل ضيفا على رؤانا وسامحوني إذا قلت إنّ رؤيته (ص) في المنام إنما هي عزاء البسطاء، مع ذلك، كنا نتوق إلى ذلك أيضا، كنا ظامئين إليه كيف لا، فقد بات غريبا على أحلامنا كنا نرى أشياء أخرى في منامنا ننهض فنحلم بأشياء أخرى ولكن ها هو قد أقبل على عرش قلوبنا للتوّ رسول الله (ص) شرّفنا في أحلامنا للتوّ تعالوا نقول له “أهلا وسهلا يا رسول الله” أهلا بك يا مولاي إلى عرشك في قلوبنا.
أحتجّ من صميم قلبي أحتجّ على اؤلئك الذين يريدون أن يقيموا مقامه آخرين لا أسامح نفسي ولا أقبل أي عذر من هؤلاء، أحتجّ عليهم لا يمكنكم أن تضعوا إنسانا آخر في مقامه (ص). أراد الله أن يخلق من بين الكائنات كلها إنسانا لا مثيل له ولا نظير له، فخلقه هو (ص) ها هو قد أقبل على قلوبنا اليوم وبدأ ينمو ويخضرّ في أعماقنا كفكرة كإحساس كحلم ها قد عثرت قلوبنا على مطلوبها وجدت وجدت ما كانت تبحث عنه إننا نرجو من صاحب الرحمة الواسعة أن تتحقق تلك الأحلام في أقرب زمان حلمنا ورجاؤنا أن تشع الروح المحمدية في كل مكان أن تشعر بها كل القلوب أن تدمع كل عين من أجله (ص) أن يتحرك كل نبض بحبه (ص) أن يخفق كل قلب عند ذكر اسمه (ص)