في الأيام الأولى لالتحاقي بالأكاديميا، حاولت مرارا أن أستشير الهيئة الإدارية، حول “البرنامج”، و”المشروع”، و”الصلاحيات”، و”الأهداف”… غير أني في كلِّ مرَّة أجد منهم التيسير، والدفع نحو “ذاتية كاملةٍ”، مع تناغم في الحوار الولود، والتشاور البنَّاء؛ ولم أذكر يوما أني سمعتُ اعتراضا، أو احتجاجا، أو لوما؛ فما كان مني إلا أن شمَّرت على ساعد الجدِّ، وعملتُ بشوق واندفاع ورغبة، متمثلا بيتا للشاعر، من عيون الحكمة:
وقيدت نفسي في ذراك محبَّة
ومن وجد الإحسان قيدا تقيَّدا
ثم عرضتُ على فريق الخبراء، ثلاثة مشاريع، هي:
“الموسوعة الكونية للمفاهيم والمصطلحات”، في فكر الأستاذ فتح الله كولن.
“تفسير الرشد”: مؤسَّس على الرؤية الكونية للأستاذ فتح الله.
“مجانين أريد”: وهي قصص من واقع “الخدمة”، مصوغة على نموذج الرشد.
بعد جلسات للحوار العلميِّ، والغوص في أعماق نتاج الأستاذ، بالخصوص ما كان منه باللغة التركية، مما لم يتسنَّ لي الاطلاع عليه… بعد تلكم الجلسات استقرَّ الرأي في الشروع بالموسوعة الكونية، ذلك أنَّ “المفهوم والمصطلح” هما مادة الفكر، ومفتاح النموذج…
أمَّا قصص “مجانين أريد!” فقد أنجِز قسمٌ منها، وتُرك الباقي للمناسبات؛ وأمَّا “تفسير الرشد”، فقد أجِّل إلى حين؛ لأهميته، ولصعوبة إنجازه قبل ترجمة نتاج الأستاذ كلية، وبخاصَّة ما كان في القرآن الكريم، مثل “تفسير سورة الفاتحة”، و”إقليم القرآن الذهبي”.
توكَّلت على الله، وشرعتُ في “الموسوعة الكونية”… وسجَّلت هذه المراحل والخطوات، لتكون عنوانا منهجيا، ومثالا لما تم إنجازه، ولما ينتظر بحول الله تعالى.