لقد لخص الأستاذ فتح الله كولن منهجيته في طلب العلم من خلال الاعتماد على النقد كأساس للعملية التعليمية، إضافة إلى ضرورة ربط العلم بالوحي والتحذير من الجهل وآفاته، والتوجه إلى الخَلق كبوابة عظيمة للعلم، وركز على ضرورة اقتران العلم بالعمل وإلا فمصيره الذبول.
يقول كولن: “لا يظهر اليوم عندنا مكتشفون ولا مخترعون بل يظهر المقلدون، نحتاج إلى نفسية متمردة تقوم بتغيير كل شيء تقريبًا. يجب أن يتغير كل شيء، الكتاب، المدرسة. ومن أجل هذا التغيير فإن البداية بالنقد هي الأساس. والعلم مرشدٌ مهم للهداية، فإن استند إلى الوحي وتغذى به وصل إلى أبعاد تتجاوز الأرض والسماء، وحاز على قيمة لا تقدر بثمن. والجهل أسوأ صديق، والعلم أخلص صديق.
إن كنا نريد التغيير فينبغي أن نبدأ بالنقد الذاتي، ثم نشرع في تغيير كتاب التعلم والمدرسة.
وعندما يتحد العلم مع الخُلُق اللين يصل إلى أعماق كبيرة، عندما يغضب الجاهل يصرخ ويسبُّ، أما العاقل فيقوم بالتخطيط لما يجب عليه عمله. وتقف الفضيلة على أسس ثلاثة هي العلم والحلم والعبادة. وإن لم يستند العلم إلى العمل فمصيره الذبول. والفهم شيء، والمعرفة شيء آخر، وبدلاً أن تعرف ألف شيء فمن الأفضل أن تفهم شيئًا واحدًا حق الفهم. وعود نفسك أن تقول: لا أعلم، لكي تتخلص من خجل قول “لا أعلم” كلَّ الوقت.” (الموازين)
وحذّر الأستاذ كولن من العلوم إن لم ترتق بنا إلى المستوى الإنساني اللائق فيقول: “العلوم مفيدة لنا بدرجة قيامها بتأمين سعادتنا والارتفاع بنا إلى المستوى الإنساني اللائق. أما إن أصبحت العلوم والتكنولوجيا الكابوس المرعب لبني الإنسان فليست إلاّ شيطانًا رجيمًا تقطع علينا الطريق”.
إن تحوّلت العلوم والتكنولوجيات إلى كابوس مرعب للإنسان فهي شيطان رجيم تقطع عليه الطريق.
ويضيف قائلا: “رد جميع العلوم الوضعية والادعاء بأنها بأجمعها لا تساوي شيئًا أنموذج للجهل وللتعصب، أما رد كل شيء خارج هذه العلوم فسذاجة وتعصب أحمق. أما الإدراك بأن كل معرفة جديدة تأتي بأكوام من المجاهيل والأسئلة فهو الإدراك اللائق بالتفكير العلمي الصحيح. والعلم والتكنولوجيا في خدمة الإنسان، وليس هناك من مبرر جدي للخوف منهما، لأن الخطر لا يكمن في العلم ولا في تنظيم الدنيا حسب مقتضى العلم، بل يكمن الخطر في الجهل وعدم الإحساس والتهرب من تحمل المسؤولية”. (الموازين)
Leave a Reply