أَصرخ جوعًا، أتحرّق عطشًا، أهتف، أنادي.. وأنت لا تسمعني، أو كأنّك تريد ألا تسمعني.. فيا لك من صاحب سوء ورفيق درب.. لا يعنيك أمري، ولا تشْكُل عليك قضيّتي.. كلما أردتُ علوًّا أثقلتْني خطاياك، وكُلَّما أردتُ سُموّ...
الأشهر المباركة التي تتقدم على رمضان وتبشرنا بإشراقه هي بمثابة مؤشرات وعلامات صامتة وهادئة على قدوم أيام مباركة وظهور بشائرها في الأفق... أيام مليئة بفيوضات تقبل كالسيل الهادر وتحتضن القلوب. ومع اليوم الأول م...
هو يوم الوصول والوصال.. يوم اللقاء والانبهار، هو ذاك اليوم الذي من أجل لقياكَ ضرب السائرون إليك أكباد أنفسهم وأسرعوا السير وانقضت أعمارهم فرارًا إليك وكحَّلو أعينهم بسواد ليل ودمع. إليك يا كل المنى والتمنِّي، إ...
العيد هو عصارة شهر رمضان بكامله، ولبّه.. وهو يقبل علينا وينثر على رؤوسنا هباته من وراء هذا العالم، فإذا هو بشرى البداية في ضمن النهاية. إن الإحساس بهذه البشرى يختلف من فرد لفرد ومن مجتمع لمجتمع. فبمقياس الاحساس...
إن شهر رمضان يلوح في أفقنا بجمالياته الساحرة الجذابة مثل الصيام والإفطار والسحور والتراويح؛ فيشكّل مناخا قدسيا خاصا به، وهو ذو تأثير متميز تماما حيث يسهم في أن تدرِك الأرواحُ الصلاحَ مجددا، وتسلَمَ القلوبُ والأ...
الليل -في عرف الواصلين- عنوان الفناء، والنهار -في قاموس العارفين- مرادفٌ للبقاء؛ "ولا جرم إن لم يكن الفناء فلا بقاء. فالطريق الموصل إلى البقاء يمرُّ عبر الفناء، والنهار يعقب الليل، والربيع يعقب الشتاء؛ فمن ليس ...
الملخص
تتساءل الكاتبة في هذا المقال: هل يمكن لأصوات قوية من عبق الماضي تعج بالحياة والحقيقة أن يتردد صداها عبر العصور دون أن يعترض طريقها عائق زماني أو مكاني؟ وهل يُعًدُّ الرومي وكولن مثالاً للصوت وصداه؟ ومن خ...
لقد طفق كولن خلال إقامته تحت سواري جامع السليمية يستقرئ الصورة الشمولية التي يتلاحم فيها هيكل البناية، ولبث يتبين الكيفيات التي تترابط بها مفاصل الاختلاف والائتلاف التي ينهض عليها ذلك الصرح، ومن المؤكد أن روحه ...
المقدمة
أنفاس القلب ليس لها حروف ولا كلمات، لم تلهج بها الألسنة بعد، ولم تطرق الأسماع، ولم تتعرف عليها أسنان الأقلام ولا مفاتيح الآلات الكاتبات، ولكنها فوق كل هذه السبل التي تعبر بها عن نفسها، لها لغة بهية راق...
إننا نجد أنفسنا بين الفينة والأخرى ضمن ملايين البشر، غرباء، وفي أوطاننا وبين أهلنا عابري سبيل.. فما بال طريقنا أضحت موحِشة! وما شأن سبيلنا غدت مُقفرة مُجذبة! أأخطأنا السبيل؟ أم تفرَّقت بنا السُبل؟ أنحن مُقْبلون...